رأي
الكلام دخل الحوش
الكلام دخل الحوش
عصام الصولي
حمدوك لا تعود
زيارة
البرهان للامارات نفضت الغبار عن المؤسس واعادته للمشهد ولو علي الاقل اعلاميا بعد فترة بيات شتوي ليست بالقصيرة بعيد اعلان استقالته من رئاسة الوزارة وخروجه بدون ضوضاء او ضجيج تاركا الضجيج والعويل لغيره المناصرين منهم والخصوم .حتي يخال للمرء ان حمدوك يوم خروجه من المشهد خروج السبيبه من العجين لم يكن يبالي بارتدادات زلزال استفالته وتنحيه عن كابينة قيادة الحكومه الانتقالية بعد ان انغرست العربة الانتقالية باطاراتها الاربعة في رمال الخلافات والتشاكسات ولم تسعفه قواه البدنية والنفسية المزاجية في الخروج بالعربة من الوحل فتركها وذهب حتي دون ان يؤمن الوابها او يستدعي حتي سحاب رباعي لينتشلها من وهدتها.
المهم من يومها لا حس ولا خبر او حتي رسالة واحده بيها اطمن عليها حتي اعاد ايقاظه زيارة البرهان للامارات وما رشح عن امكانية عودته مرة اخري لسمكرة العربة وربما ادخالها ل (عمرة)شاملة .
وغض النظر عن امكانية عودته اوعدمها وهو الامر الذي تفته عقيلته الا ان المؤسس ربما حظه العاثر او غير العاثر لا ادري هو من رمي به في طريق كثير التقاطعات في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان وجعل منه (تخته)جعل الكل يصوب عليها سهامه وعجزه عن الاتيان ببديل اخر ربما بمقدوره تغيير نتيجة المباراة.
صحيح ان حمدوك رجل مهذب عف اللسان واليد .لا يحبذ الدخول في الصراعات واجتهد قدر الامكان في ان يخرج بالانتقال الي بر الامان الا ان رياح التعقيدات التي تسمم اجواء المشهد بالغبار والاتربه وثاني اكسيد الكربون لم تتح له الفرصة لقول كل ماعنده .وادخلته الخلافات في معادلات صعبة ووجد نفسه محشورا بين سندان العسكر ورحي قحت واخرون من دونهما لا تعلمونهم الله وحده يعلم مما اقعده واعجزه واصابه بالدوار وربما الغثيان ففضل ترك العربة مغروسة في الرمال وذهب.
ولعل اطرف تعليق في ذلك ما قاله نبيل اديب عندما خاطب المتشاكسون بالقول فرطتم في حمدوك ورجعتم تفتشون عنه.
حق لحمدوك ان يفرح لانه اجبر ان يكون الملاذ والقبلة التي لا يمكن الاستغناء عنها رغم اكتظاظ البلد بالملايين من اشباهه خبرات وكفاءات وتهذيب واخلاق لكن الله رضي عنه وجعله مفتاح للخير مغلاق للشر الامر الذي يهون عليه العديد من الضربات والاساءات وظلم ذوي القربي .
ومع ذلك لو كنت في مكانه واستدعيت للقيادة من جديد فلن اعود.