رأي

صناعة الأمل في لحظات الكارثة( ١) نقطة وسطر جديد الحاج الشكري

صناعة الأمل في لحظات الكارثة( ١)
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري

???? كلما استمعت لمتحدث في أي مكان بأن السودان لم تقم له قائمة بعد هذه الحرب انظر ليه بأنه رجل لديه قصور داخلي ينعكس في كلامه ونظرته للواقع المحيط به ودائما ما انتقد هؤلاء في هذا الجانب واكتفى بابتسامة ساخرة من هذه النظرة المتشائمة ٠٠ ومثل هولاء يمثلون معول هدم لبناء الإنسان والمجتمع وهم يزرعون الضعف والهوان في نفوس أناس اصلا متعبين ومنهمكين وقلقين لما أصابهم من هذه الحرب ٠٠ فقط رسالتنا لهؤلاء قولوا خيرا أو اصمتوا ولاتزرعوا في نفوس الناس وتصوروا لهم أن السودان بعد الحرب سيكون مكان مرعب فيزدادوا رعب على رعبهم ٠٠فيا سبحان الله لاختلاف البشر فتجد انسان يناقش معك بأن هذه الحرب بما صاحبها من دمار فهي نهاية السودان وكذلك تجد انسان اخر ملي بالإيجابية والتفاؤل وفي قمة الضرب والتدوين من قبل المليشيا يتجاذب معك الحديث بلطف ويقول لك أن هذه الحرب فرصة أكثر من أنها تحديات فرصه للنهوض من جديد
???? فالناس لديهم من التجارب والأحداث والمرارات مايشعرهم بالخوف والغضب والتوتر فانسان بهذه المشاعر إن لم يجد انسان يخفف عليه ويزرع فيه الامل محل الإحباط والقنوط قد يصل إلى مرحلة الانفجار والجنون وهنا لابد أن أرسل صوت شكر للأطباء النفسيين وخاصة الرائع دوما والمتألق ابدا دكتور زهير عبد الرحمن بله والذي لم اتشرف بلقائه حتى كتابة هذه السطور ولكن اتابع مايقدمه عبر كل الوسائل الإعلامية ٠٠
???? أن الذين يحملون التشاؤم وتيحركون به وسط الناس هؤلاء في أغلب الأحيان يحملون في دواخلهم حسد وغيرة تجاه الآخر حتى لايحصل على سعادة اكثر أو نجاح أكبر أو جسم أجمل أو روابط أقوى وكل هذه الأشياء تتحقق بنسبة أكبر بالتفاؤل والروح الإيجابية للنظرة المستقبلية للبلاد في فترة مابعد الحرب وان كل شي سيعود أجمل وأفضل ماكان عليه بعد تحقيق الانتصار المرجو والمامؤل ٠٠
???? هذه الحرب جعلت البعض ياخذ شكل قسوة وتعال مفرطين وعدم اكتراث بمشاعر الآخرين وغالبا مايرافق عدم الاكتراث أعذار مثل (انا شخص صريح) أو انا من النوع الواضح وهذه التعليقات أو الشماعة بلغتنا السودانية تأتي كغطاء لعدم الاكتراث بمشاعر الآخرين ومثل هذا الشخص في تركيبته النفسية مشكلة كبيرة ومثل هذا الشخص ملي بالسلبية المدمرة له وللاخرين المحيطين به٠٠ فالالم والمعاناة تحدثان مع زيادة الإحباط من قبل أناس محبطين ويزرعون البؤس أينما ذهبوا فأرجو من الناس أن يبتعدوا من أمثال هؤلاء وان يقتربوا من أناس أكثر إيجابية وحيوية وتفاؤل وحتما هولاء يغرسون الخير والتفاؤل أينما ذهبوا وشعارهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم تفاءلوا بالخير تجدوه٠٠وان أمر المؤمن كله خير ان أصابه خير شكر وان اضابه ضر صبر ٠٠ وكما أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم الذي لاياتيه الباطل بين يديه بأن لم يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ٠٠ صدق الله العظيم ٠٠ هكذا هو الايمان الذي نحتاجه جميعا ولنغرسه في نفوس الناس٠٠ وبهذا كله سنتجاوز هذا الابتلاء العظيم والامتحان العسير٠٠
???? اهم شي يحتاجه المجتمع السوداني بعد هذه الحرب أن يبني علاقاته على المحبة والمشاركة بدل الغيرة والمنافسة التي كان السودان يعيشها في كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأمر الذي اوردنا موارد الهلاك وبسبب هذا السلوك مازلنا ندفع الثمن ٠٠
نواصل أن كان في العمر بقية٠٠
الخرطوم الحاج الشكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق