رأي
ياسر الفادني يكتب … إثيوبيا تحترق
ياسر الفادني يكتب …
إثيوبيا تحترق
معارك شرشة لها أكثر من خمسة أيام تحتدم بين قوات التغراي TFوالجيش الفيدرالي الإثيوبي ENDF والقوات الأخرى التي تسنده علي الحدود السودانية الإثيوبية التي تقع في لايات كسلا والقضارف ، طريقة التكتيك الجديدة التي إنتهجتها قوات التغراي يبدو أنها كبدت القوات الإثيوبية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد ومجموعة كبيرة من الأسرى ، الطيران الإثيوبي برغم طلعاته الكثيفة في تلك المناطق لم يحدث إنتصارات ولم يقلل من التحركات للتقراي بل قتل عدد كبير من الأبرياء الفارين من ويلات هذه الحرب اللعينة
قوات التغراي تقدمت في عدة محاور بعد أن كسرت طوقا قويا من الحصار من قبل القوات الإثيوبية وتحركت نحو العمق الأمهري بإتجاه مدن (سوقطا ) وتمكنت من قطع الإمدادات علي الجيش الإثيوبي عن طريق لابيلا ، إريتريا تقاتل التقراي متحالفة مع الجيش الفيدرالي الإثيوبي في مناطق شيري القريبة من مدينة قوندر ، أصوات تدوين المدافع تسمع في بعض مناطق القلابات الشرقية والقريشة بعد منتصف الليل وقبيل الصباح
مفاوضات السلام التي كان من المزمع عقدها في نهاية الشهر المنصرم في نيروبي يبدو أنها فشلت في بغية التوصل إلي إتفاق سلام ووقف الحرب بين الطرفين والسبب هو تعنت الحكومة الإثيوبية وفرض شروط مسبقة قبل الحوار من قبل التقراي أبرزها عودة الانترنت في إقليم تقرأي الذي قطعته الحكومة الإثيوبية منذ سنتين أو تزيد ، فشلت كل محاولات الإتحاد الافريقي وفشلت محاولات المندوب الأمريكي في أديس أبابا ، علي حسب القراءة للوضع يبدو أنه سوف يتفاقم في الأيام القادمة
الحرب الإثيوبية الإثيوبية في خلال الايام السابقة خلفت أعدادا ماهولة وكبيرة من الأرواح لم يفصح عنها الجانبين لكن هنالك شهود عيان أكدوا ذلك وربما تأخذ منحي الإبادة الجماعية ، الحرب خلفت نزوح كبير داخل الأراضي السودانية هربا من جحيم الحرب الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية علي المناطق الحدودية السودانية التي ظلت تستقبل أرتالا من اللاجئين تزداد كل يوم في معسكرات أم راكوبة ، الطنيدبة، باسندا حتي بلغ عدد اللاجئين أكثر من ٦٠ ألف لاجيء وحتما سوف تزيد الأعداد بصورة كبيرة في ظل تفاقم الوضع المتدهور هناك
السودان البلد المستضيف لهؤلاء اللاجئين ظل طوال الفترة الفائته يدفع فاتورة المسكن والملجا في ظل وجود منظمات دولية تتلقي الدعم الخارجي لكن تصرف معظمه في العمل الإداري ولايجد اللاجئ إلا الفتات منه ولا حتي المجتمع المضيف في مدن المفازة ، باسندا ، دوكة جُعلا منها ، أضف إلي ذلك عدم نجاح المشاريع الزراعية الخاصة بالمزارعين السودانيين في المناطق القريبة للنزاع ، من منصتي أنظر أمامي….حيث لا أري أمامي الآن.. إلا إثيوبيا تشتعل وسوف تزداد اشتعالا .