رياضة
ضوء القمر عبدالعليم مخاوي يكتب: كلنا شركاء في الخسارة
ضوء القمر
عبدالعليم مخاوي
كلنا شركاء في الخسارة ..
* كثرت الاقالات وتكاثرت الاسماء التي تذهب ضحية بعض النتائج السلبية .. هذه هي كرة القدم وهذا ظلمها .. فعندما يلعب الفريق جيداً ويحقق النتائج الممتازة يكون الجهاز الفني والادارة واللاعبون في اقصى درجات السعادة ، لكن عندما تبدأ النتائج بالانحدار والخسائر تتوالى، تبدأ الأصوات التي تطالب باقالة المدرب دون سواه .. هل هذا ظلم ؟ أم انها عدالة كرة القدم ؟
*امثلة كثيرة مرت في كرة القدم عن ظلم الساحرة المستديرة وكيف تنتهي وظيفة مدرب لتبدأ وظيفة آخر.
*ولعل حديثي هذا لا اقصد به المدير الفني للهلال البرتغالي جواو موتا بشكل مباشر فهو بعيد تماماً عن فحوى ما سأسطره خلال المساحة التالية.
*المعروف أن كرة القدم لعبة جماعية فإذا كان الانتصار يُحسب للاعب الذي أحرز الهدف أو اللاعبين الذين تمكنوا من الاسهام بفاعلية في قيادة الفريق لتحقيق الانتصار، فالخسارة يجب أن تكون جماعية ايضاً ولا يتحملها فردٌ بعينه حتى لا تختل موازين وقوانين هذه اللعبة.
*فالمسؤولية يجب أن تكون بالتساوي في حالتي الفوز أو الخسارة، لذا لا يجب أن نحصرها في جانب المدرب أو اللاعبين فقط ونتجاهل بقية المنظومة المتمثلة في مجلس الإدارة ، الجمهور والإعلام، الذي يجد نفسه في موقع الهجوم من قبل بعض الجماهير لأسبابٍ كثيرة.
*فخسارة الهلال في ديربي الجمعة يجب أن لا يتحملها جواو موتا لوحده أو حارس المرمى الشاب محمد النور أبوجا أو بقية رفاقه في خط الدفاع أو المهاجمون ، فيجب أن نتحمل جميعاً مسؤولية هذه الخسارة إذا أردنا أن نصحح المسار ونستعيد بهجة الانتصارات التي توقفت أمام المريخ وتقلص بسببها الفارق المريح في النقاط من ثمانية إلى خمس فقط وهو ما يجعل الأرض تهتز تحت أقدام الهلال ولاعبيه وجهازهم الفني خاصة وأن الضغط تحول من المعسكر الأحمر إلى المعسكر الأزرق وبات الهلال الآن تحت ضغط عدم التفريط في أية نقطة من مبارياته المتبقية في النسخة الحالية للمسابقة الأولى بالبلاد حتى لا يتمكن المريخ من قلب الطاولة والعودة من بعيد وخطف اللقب.
*كلنا شركاء في خسارة الديربي ويجب أن نقر ونعترف بذلك، فالهلال لم يضع الاحترام المناسب للمريخ ولعب على الظروف القاسية على الصعيدين الإداري والفني التي يعيشها النادي الأحمر وتجاهلنا تماماً الدوافع والرغبات لدى لاعبي المريخ التي كانت أكبر من دوافع لاعبي الهلال ـ للأسف الشديدـ وبدأ هذا واضحاً من خلال غياب الحماس والدافعية والتراخي الكبير الذي ظهر به اللاعبون في أرضية ملعب حليم ـ شداد .
*للأسف الشديد بعض الأساتذة الكبار والزملاء الأعزاء قاموا بتصوير المريخ بأنه فريق يسهل التغلب عليه بـ”اي حداشر لاعب” وهو ما نتج عنه حالة الاسترخاء الكبيرة التي انتابت اللاعبين وحتى جهازهم الفني ، فبعض الزملاء والأساتذة اسهموا بقدر كبير في تقديم الهلال لقمة سائقة للمريخ من خلال تقليلهم من قيمة النادي الأحمر واعتبار مباراة الجمعة بأنها أمام أحد أندية منتصف الترتيب فكانت هذه الكتابات من أسباب خسارة الفريق لنقاط الديربي ومنح المريخ “قبلة الحياة” وانعاش آماله في العودة للمنافسة مجدداً.
*الحديث الآن عن إقالة جواو موتا يعتبر بمثابة “تخدير” للجمهور ليس إلا وإذا كان القائمون على الأمر بنادي الهلال يريدون الوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى خسارة الفريق يجب عليهم الجلوس مع اللاعبين واطارهم الفني والاستماع اليهم لمعرفة الأسباب التي ادت الى خسارتهم لمباراة ـ على الورق ـ كانت في متناول اليد بالنسبة للأزرق ، حتى يتمكن الهلال من العودة إلى طريق الانتصارات.
*اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما من اصحاب اليمين.