رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب ( العيدجا ) ۔۔ كعك خالتي وكعك عرفة خواجة

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
( العيدجا ) ۔۔ كعك خالتي وكعك عرفة خواجة !!
هي أجواء ساحرة ومهيبة وجميلة ، إذ أوشكنا أن نستقبل عيد الفطر المبارك ، وهاهي عجلة الذكريات تعود بنا الى الوراء لأكثر من أربعين عاما ، وهذه المواقف ( الأربعينية ) جالت بخاطري عندما طلبت مني زميلتي الاستاذة عرفة خواجة رئيسة تحرير صحيفة الرادار الألكترونية الآن ، وكانت حينها صغيرة ويافعة و( شاطرة ) تخطو بثبات في بلاط صاحبة الجلالة ، طلبت مني بأن اعد مادة للمنوعات عن الخبائز في الماضي او (الكعك ) بأشكاله المتعددة مقارنة بالصنفين المفروضين على الناس عبر محلات الحلويات الراقية الآن ، اذ ماعادت جل نساء ولاية الخرطوم يخبزن أويعسن الكسرة ايضا.
واقول انني كنت افضل الكعك الذي تقوم باعداده خالتي حواء بحي شجرة ( ماحي بك) في الخرطوم قبل ان تنتقل الى اللاماب بحر ابيض مربع خمسة الذي جعله الجنجويد اطلالا عقب خروجهم المهين ، ففي بداية تسعينات القرن الماضي وانا بالابتدائية وبالرغم من ان امي تعد من امهر النساء في ام درمان في المطبخ من حيث المعجنات والمحمرات والمفروكات قاطبة ولكن كعك خالتي كان ذا نكهة مختلفة تفوح منه رائحة الكمون الاسود الذكية خاصة اذا اكلته مع شاي اللبن الاصلي – لبن فاير ويوضع فيه شاي حب فقط – .
لقد اختلفت مظاهر العيد القديمة واختفت اكياس الاطفال المملؤة بالحلوى والبلح والكعك والبسكويت وهم يجمعون العيديات من بيوت الجيران واختفت فكة الاعمام والخيلان وهم ينقدون الأطفال بالشلن والريال لانها عطية عيد وليست كالايام العادية بالقرش والتعريفة .اما الترويح ( الفسحة ) فكان في حدائق مايو نهارا وعصرا وفي الليل كنا نذهب الى سينمات بانت ،امدرمان ، الوطنية ام درمان ، العرضة ، الوطنية غرب ، النيلين ، حلفايا ، النيل الازرق وبحري ، كوبر و الثورة احيانا، وذلك حسب قوة الفيلم المعروض خاصة اذا كان كابوي او حربي ولكننا نادرا ماكنا نحتفي بالافلام الهندية او العربية ، وأقول لكم قبل رفع تكبيرات عيد الفطر المبارك القادم بقوة ، كل عام وانتم بخير ، بلا مال ، وبلا كعك وبلا سينمات وبلا حدائق مايو وبلا غناء اصيل وبلا عيديات وبلا جنجويد حتى ، اللهم اغفر لعبادك اهل السودان بقدر ماتبدلت احوالهم وما ذاقوه من فقر وجوع وعوز، واخلف لهم من بعد صبرهم حكومة رشيدة ، ومالا جزيلا في كل جيب سوداني دون فرز .
خروج أخير
هل إستعد ديوان الزكاة الإتحادي والولائي لتوفير كسوة الغيد لعدد مقدر من اطفال مواطني الخرطوم النازحين والمقيمين على السواء .. نأمل ذلك .