Uncategorized
خربشات على جدار الواقع تيسير محمد عوض عن صديقتي أحدثكم

خربشات على جدار الواقع
تيسير محمد عوض
عن صديقتي أحدثكم
في حضرة الزميلة الصديقة أبلة ليلى محمد الشيخ (الشيخة ليلى )الانسانة التقية،النقية الصفية،التقيتها صدفة في دروب الحياة فكانت الملاذ الآمن والملجأ الحنون ومنبعاً للنصح والتذكير بالله في حال الشدائد، صاحبة القلب الذي يحمل بين طياته الطيبة والدفء،ممزوجة بقوة الإرادة وعزيمة راسخة،
صديقة صدوقة ،وأخت خلوقة ،أراد الله ان التقي بها في ذلك التوقيت المناسب ،فقد كُنت في أشد الحوجة إلى رفيقة بهذه المواصفات التي قلما يجود الزمان بمثلها…
أول شخص أقابله بأكاديمية التوفيق التعليمية ،استقبلتني أجمل إستقبال وغمرتني بحفاوة عامرة بأول يوم أداوم فيه،كانت تمسك بيدها ساندويتش وبدأت تسألني :
من وين في السودان ؟؟؟
أجبتها: انا من الجزيرة
قالت :لا!جذورك وأصلك ؟
ضحكت وقلت من الزومة لكن ماحصل زرتها .
ابتسمت ابتسامة رضا وفخر
قالت :ااي عرفتك من البداية الدم حقنا ظاااهر …
واستحضرني وقتها قول العبادي
جعلي ودنقلاوي وشايقي ايش فايداني
غير أسباب خلاف خلت اخوي عاداني
خلو نبأنا يسري للبعيد والداني
يكفي النيل أبونا والجنس سوداني …
وبدورها أكملت أكلها واستطردت قائلة متأسفة ومعتذرة
معليش نسيت ماقلت ليك إتفضلي .
إبتسمت وشكرتها وقلت لها أنا أكلت في البيت وطلعت ،ومنذ ذلك الوقت أصبحنا نتقاسم اللقمة حتى قطعة الحلوى فهي إنسانة كريمة كرم حاتمي …
ومن حسن حظي كانت تقطن في نفس الحي الذي اسكن فيه (حي النسيم )قبل إنتقالي الي بيت والدي ،رجعنا في ذلك اليوم مع بعض في نفس السيارة التي كانت تقلها ومن هنا كانت نقطة البداية ،وانطلقت العلاقة الوطيدة التي امتدت إلى أسرتي وأسرتها ،نالت محبة الجميع خاصة الوالد والوالدة ،تركت انطباع جميل في نفس كلُ من قابلها معي …
سمحةالسيرةوالسريرة ،وجودها في حياتي أضفى رونقاً وطابع خاص،عهدت فيها الإخلاص والتفاني والإجادة وحب العمل ،والحضور مبكراً ،تتلمذت على يديها كنت احياناً احضر معها الحصة في الصف الثالث ثانوي اجلس بين الطلاب
،كانت أستاذة واعية رأسها مليان تحفظ التجويد عن ظهر قلب ،وتدرسه بسلاسة ،تباغت طلابها بالاسئلة وبهذه الطريقة يكون الجميع في حالة حضور ذهني دائم أثناء الحصة …
أحببتها حتى الصميم ، فقد قضيت معها وقتاً اكثر من عائلتي ،فكانت الناصحة المساعدة في كل تفاصيل حياتي …
هذا العام بدأ مختلفاً تماماً منذ بدايته إفترقنا في رحلة الحضور إلى المدرسة ،لم اتفق مع السواق ،فصرت احضر لوحدي فلم يروق لها ذلك الأمر ،أصبحت تلح عليً بالرجوع معها حيث كانت ترجع مع زوجها وابنتها حنين ،
قالت طالما افترقنا في الجية خلاص نرجع مع بعض
وفي الحقيقة طريقنا ما واحد هي تذهب للغرب وانا إلى الجنوب فأصرت اصرار شديد ان أرافقهم ،أحياناً كنت اخرج قبلها قبل ان تراني لكي لا احرج زوجها الاستاذ صلاح ذلك الانسان الرائع ،اخو الأخوان
اول ما اصل البيت تتصل علي
(ياتيسير عملتك العملتيها دي ماحلوة منك والله تاني تتصرفي كدة لابيني لابينك …وصلاح زعلان منك )
كنت ارد عليها ماذنب الاستاذ صلاح ؟؟؟
الشيخة ليلى :هو رضيان انتِ مالك
وبالفعل نهاية اليوم تمسكني من يدي لأركب معهم وكنت اقول لها ذوقياً الكلام ده ماينفع
تضحك قائلة خلي ذوقياً وحركاتك دي تنفعك
رفضت بكل ما أوتيت من قوة ان تقطع حبل الوصل والود الذي ربطنا
ادام الله حسن صنائعهم وجعلها في موازين حسناتهم
والله بالونسة مع هذه الأسرة الطيبة المترابطة أنسى انني وصلت ومازال للكلام بقية ،أودعهم على امل ان نلتقي مجدداً في اليوم التالي …
نادر جداً في هذا الزمن ان تلتقي بشخصية مثالية وملهمة ،أسال الله يمتعها بالصحة والعافية ويحفظ اسرتها ويقدرني على رد الجميل …


