رأي

من أعلي المنصة ياسر الفادني قبل الإنبشاقه

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
قبل الإنبشاقه

الوضع الماثل أمامنا في هذه البلاد لايعجب البته ، ومن قال غير ذلك أذنه صماء وقلبه أصابه الغلف وعميت بصيرته قبل أن يعمي بصره ، صراع في مختلف المناحي بين أبناء هذا الشعب ، الكل يكيد لبعض منه ،  إحتقان في الشارع ، وضع اقتصادي تكلس تماما  ومن ثم انبطح وأطال الرقاد ، وضع سياسي غير مفهوم يرقد فيه الأجنبي كرقاد البعير علي المعزة التي غضب منها !

أدير قرص البحث في مستطيل قوقل للتعقل السياسي في هذه البلاد والنتيجة : لايوجد ، أبحث عن عقلاء أجد فيهم طعم ورائحة هذا الوطن الأبي…. لا أجد،  أبحث عن أمة سياسية مختلفة في المنهج والطريقة لكنها حادبة علي الإتفاق من أجل هذا الوطن وتقديم تنازلات ….لا أجد ، أبحث عن فئة لا تقصي ولا تهمش ولا تدير ظهرها لمن يخالفونها في الرأي….لا أجد ،  أبحث عن مايشبه ذو القرنين والرجل الذي جاء من أقصي المدينة يسعي  و عبد القادر ودحبوبة و المك نمر ….لم أجد

لماذا في هذه البلاد لا يوجد مصطلح أسمه المصالحة الوطنية الشاملة ؟ لماذا في هذه البلاد كل من أحس بظلم يرفع سلاحه في وجه أخيه ووطنه يتكل علي الأجنبي؟ ،  لماذا في هذه البلاد معايير السياسي ليس الخبرة ولا الدراية ولا العلم ولا الحكمة ولا الحصافة ولا قبول الناس له لكننا نضع المعايير الغير موفقة

مايحدث الآن من خطل سياسي هنا وهناك هو الزبد بعينه الذي يذهب جفاءا ولا يمكث في الأرض لينفع الناس ، مايحدث الآن هو الصراع والاختلاف والتشظي والتكور في فضاء الخطا،  مايحدث الآن هو الاتفاق علي الإختلاف الذي كل يوم يمر تزيد وتيرته و تتعمق جذوره

النيل من الوطن خط أحمر ،  النيل قدحا من القوات المسلحة خط كبير أحمر ، حينما يختلف الساسة ولا يتفقون لا ملاذ لنا إلا القوات المسلحة السودانية التي  إنحازت للشعب في أزمنة مختلفة وأرجعت الأمور إلي نصابها والتاريخ يشهد ، الساسة فيهم من يخون وفيهم من يرتمي في حضن الأجنبي لكن القوات المسلحة لا تخون ولا ترتمي ،( الحيطة)  التي نتكل عليها هي جيشنا والعمود الذي يثبت سقف هذا الوطن من الانهيار هو القوات المسلحة ومن قال غير ذلك فهو متفيقه لا متفقه في علم الأوطان العزيزة

تحسبا لأي (إنبشاقه ).علي القوات المسلحة أن تقف وتحمي التوافق الشامل  أو نسبة عالية منه  للشق السياسي المدني ولا تنساق لفئة معينة ، يجب علي الساسة أن يتنازلوا من أجل هذا الوطن ومن أجل شعبه وطرح المصالحة الشاملة التي لا تقصي أحدا ولا تهمش جهة ، علي الذين لا زالوا يحملون السلاح أن يستجيبوا لصوت العقل وقراءة التاريخ بصورة جيدة ماذا جنوا من الخرب غير الدمار والخراب وقتل الأنفس بغير وجه حق؟ وينزلون من البرج العاجي الكاذب إلي كلمة سواء مع اهليهم من أجل وطنهم وترابه الغالي،  أسأل الله أن لا تأتي المواجهة باشكالها المختلفة…. لا نريد أن نسمع  حينها :
و إذا المنية أنشبت أظفارهـا ….. ألفيـت كـل تميمـة لا تنفـعُ
فالعين بعدهـم كـأن حداقهـا ….سملت بشوكٍ فهي عور تدمـعُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق