رأي

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️اين ورشة المواطنة ومحاربة العنصرية في الاتفاق الاطاري

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️اين ورشة المواطنة ومحاربة العنصرية في الاتفاق الاطاري

دائم ما يكتفي السياسيين عند صياغة اي اتفاق سياسي من اتفاقيتهم التي لا تحصي بالاشارة الي ان السودان بلد متعدد الأعراق و الثقافات بدون وضع تصور في كيفية تطبيق ذلك النص على ارض الواقع بالرغم انه لب المشكلة الا ان التطرق الي العنصرية لا تجد الاعتراف من جميع النخب السياسية سواء كانوا اسلاميين او احزاب معارضهم لهم

قضايا المواطنة والتهميش والعنصرية هي من الاشياء المسكوت عنها في السودان ولا توجد شجاعة كافية للاعتراف بها فهناك عدم ثقة بين الشعوب السودانية وهذا هو الوصف الحقيقي لمشكلة مايعرف بالشعب السوداني فالسودان يضم شعوب تختلف عن بعضها البعض ومن الصعب ان تتعايش مع بعضها البعض في سلام الا في ظل قانون يكافح العنصرية وهنا لا اقصد العنصرية نحو مكون اجتماعي معين فكل قبيلة في السودان القديم والحالي بما فيها الجنوب الذي انفصل تنظر الي القبائل الاخري نظرة دونية وبكل اسف انعكست تلك النظرة حتي في داخل مؤسسات الدولة فتجد الوظائف والمناصب حكر على قبائل معينة وحتي حركات التمرد صارت ذات توجه قبلي ولا تحمل مشروع قومي وكل ما تريده من نضالها المزعوم هو نيل صحتها من الثروة والسلطة وهذا المسلك هو ما ماكانت تسير عليه حكومة الاسلاميين في التفاوض مع الحركات المسلحة فكانت بواسطة المال الذي وفرته عائدات النفط قادرة علي شراء الذمم و اسكات المعارضين لها

وعقب ثورة ديسمبر تتطلع العقلاء الي اهمية وجود خطاب موحد لمكافحة العنصرية في السودان وذلك بعقد موتمر قومي تسبقها سلسلة من الندوات والمؤتمرات في مختلف بقاع البلاد لمناقشة اثر وكيفية محاربة العنصرية واهمية اصدار قانون علي غرار دولتي تونس وجنوب افريقيا لمعاقبة كل من يتخذ من العرقية والعنصرية مدخل للحد من قدرات وإمكانات اشخاص وجماعات اخري
خاصة مع تصاعد اصوات تجاهر بالعنصرية مثل مايعرف بدولة البحر و النهر والتي لاتخفي كراهيتها المكونات عرقية معينة وتدعو الى فصلها من السودان فمثل هولاء سوف يقودون البلاد الي روندا جديدة

هذه الايام تشهد البلاد انعقاد ورش ضمن مشروع اكمال الفترة الانتقالية ولم يحظي ملف مكافحة العنصرية والتمييز بورشة مماثلة وهذا التجاهل ما سوف يقود في المستقبل القريب الي اندلاع المزيد من الحروب الأهلية والصرعات ويكفي تعالي الاصوات التي تتخذ من القبلية سند لها في معارضة الاتفاق الاطاري بالرغم من ان للنظام البائد يد فيها الا ان الحقيقة تقتضي النظر الي ملف مكافحة العنصرية والتمييز والجهوية بعين الإعتبار ووضع الحلول التي تساعد علي استئصال ذلك الورم السرطاني الذي اضر بجسد السودان

والادارة الاهلية صنيعة الاستعمار التركي المصري ومن بعده الاستعمار البريطاني لجمع الضرائب والتجسس على المواطنين تحولت الى سلاح فتاك قد يهدد بقاء الدولة السودانية ويكفي ما يقوم به المدعو الناظر ترك باغلاق متكرر لشرق البلاد والمدعو عجيب الذي يزعم بانه قادر على اغلاق العاصمة. الخرطوم فمن يسمع ذلك الهراء يظن ان الخرطوم غرفة تقع داخل بيته

العنصرية في السودان في تنامي عظيم والكراهية في ازدياد مستمر وهي مسالة وقت وليس الا حتي تنفجر الاوضاع بحرب أهلية لذلك وحتي قبل ما تقع الفاس في الراس يجب التحرك العاجل بعقد موتمر قومي لمكافحة العنصرية والتمييز العرقي حتي تتمكن الشعوب السودانية من التعايش السلمي مع بعضها البعض في اطار دولة القانون

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
????????????????????9770@????????????????????.????????????

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق