رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب أكتوبر الروسي وأكتوبر السوداني وديسمبر حمدوك والكعوك !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
أكتوبر الروسي وأكتوبر السوداني وديسمبر حمدوك والكعوك !!
في يومي 25-26 من أكتوبر عام 1917 حدثت أكبر ثورة في التاريخ الحديث في أكبر اقطار العالم مساحة بعد الصين والهند وكان هدفها بحسب الوثائق التاريخية المحفوظة هو تحقيق المساواة بين فئات الشعب كافة من جميع النواحي والقضاء على الرأسمالية الاقطاعية وتحقيق الاشتراكية والعمل الاشتراكي الموحد، إنها الثورة البلشفية أو ثورة أكتوبر التي مثلت المرحلة الثانية من الثورة الروسية عام 1917 وبحسب سجلات التاريخ الموثقة فقد قادها البلاشفة تحت إمرة فلاديمير لينين ويده اليمنى جوزيف ستالين وكامل الحزب البلشفي والجماهير العمالية بناءً على أفكار كارل ماركس وتطوير فلاديمير لينين؛ لإقامة دولة اشتراكية وإسقاط الحكومة المؤقتة ، ولكنها بعد تمكينها صادرت خصائص الكنيسة بما في ذلك حساباتها المصرفية وزادت الأجور بمعدلات أعلى مما كانت عليه خلال الحرب وتنصلت من كل ديون روسيا الخارجية مع دوام عمل أقصر لثماني ساعات في اليوم ، وتعد الثورة البلشفية أول ثورة شيوعية في القرن العشرين ، فقد كانت سياسات الحكومة الروسية المؤقتة قد دفعت البلاد إلى حافة الكارثة فهناك اضطرابات في الصناعة والنقل، وازدادت الصعوبات في الحصول على الطعام ، وانخفض إجمالي الإنتاج الصناعي في عام 1917 بنسبة تزيد على 36 في المئة عما كان عليه في العام 1916 وعلاوة ما يصل إلى 50 في المئة من جميع الشركات تم إغلاقها في جبال الأورال، ودونباس، والمراكز الصناعية الأخرى، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل حاد، وتراجعت الأجور الحقيقية للعمال نحو 50 في المئة عما كانت عليه في عام 1913. وكانت ديون روسيا في أكتوبر 1917 ارتفعت إلى 50 مليار روبل. هذا وتشكل الديون المستحقة للحكومات الأجنبية أكثر من 11 مليار روبل وكان البلد يواجه خطرالإفلاس، وفي 31 أغسطس اكتسح البلاشفة انتخابات اتحاد العمال (السوفيات) من بريانسك، سمارة، ساراتوف، مينسك وكييف وطشقند، وغيرها من المدن. في يوم، 1 سبتمبر ،تلقت اللجنة التنفيذية المركزية للسوفيت طلبات من 126 من مجالس السوفيات المحلية يحثها على الاستيلاء على السلطة وفي ليلة 26/25 أكتوبر تم إطلاق الهجوم على القصر الشتوي للقيصر الذي كان يحرسه القوزاق وكتيبة من النساء والذي تمت السيطرة عليه بدون مقاومة تذكر وأعلنت الحكومة الجديدة التي شكلها البلاشفة عن خروج روسيا من الحرب العالمية ورغبتها في توقيع اتفاقية انفصالية مع ألمانيا ، كما أصدر البلاشفة الذين اغتصبوا السلطة في البلاد مراسيم تقضي بمصادرة أراضي كبار الاقطاعيين ومعامل الرأسماليين بالإضافة إلى إعلان حق شعوب الإمبراطورية الروسية بالانفصال عنها، وفي وقت لاحق للثورة تم من قبل حكومة الاتحاد السوفياتي تصوير الأحداث في أكتوبر الأحمر بشئ من التستر باعتبار إن وقوع الأضرار كان أكبر بكثير مما كانت عليه في الواقع .وعندما قامت ثورة اكتوبر في السودان في العام 1964م صبغها الشيوعيون باللون الاحمر لدرجة انهم أسموها بحسب معاصرين (ثورة أكتوبر الاحمر ) غير ان شعراء اكتوبر الوطنيين غيروا اللون فجاءت الاناشيد نضرة مثل رائعة الشاعر محمد المكي ابراهيم ( باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرضُ تغني .. والحقول إشتعلت .. قمحاً ووعداً وتمنـي .. والكنوز أنفتحت .. في باطن الأرض تنادي .. باسمك الشعب إنتصر .. حائط السجن إنكسر .. والقيود إنسدلت جدلة عـُرس في الأيادي ).
وتبقى ثورة اكتوبرالسودانية التي لاندري عنها شيئا بحسب ميلادنا فقد كنا اطفالا يفعا نعتمد على امهاتنا في كل شئ ولانعرف مناضلين غير آباءنا في تلك اللحظة ، فهذه الثورة البيضاء رغم رحيل القرشي وإخوته بسببها تبقى نابضة بالبريق ما بقيت الحياة لأن الذين وثقوا لها شعرا ونثرا ولحنا وغناء كانوا جميعهم من عظماء بلادي ومثقفيها ، والآن قامت ثورة ديسمبر الأخضر – إكتوبر أخرى – في بلادنا فهل يراود أهل اليسار ( العديل) واليسار ( المستلف) وجميعهم اساطين الثقافة السودانية وبعض أهل اليمين الذين ( تيسروا) وما سروا وايضا بعض الباحثين عن الفكاك والإنفلات ( فنجرة ساكت ) من ( بصمة الإنقاذ وقحت ) هل يجيدون قيادتها بحسب النهج اللينيني – دون خسائر – فطالما كان السياسيون ( اليمينيون واليساريون ) الذين قادوا البلاد الى المحرقة الإقتصادية والإجتماعية لاربعة وثلاثين عاما حتى تدمرت بنيتها التحتية لايدرون كنه السياسية ولا البناء الإقتصادي إلا عماراتهم السكنية البائسة ، فإن أكتوبر الجديدة رغم فرحة شباب السودان بها إلا أنها جاءت بكماء وصماء ( طرشا) وستصبح في عرف ( صبيان) 2030 م ( ثورة ديسمبر الأطرش) فلا أدباء ولا شعراء ولا موسيقيين حقيقيين وبالطبع لا مغنين أعطوها حقها سوى كلمات عامية على شاكلة ( صابنها صب ) فأصوات الناشئة كـ( مخارط الخشب) في المنطقة الصناعية وماجاورها .. وعاشت الثورة الخضراء القديمة ولا عزاء للثورة الجديدة إلا إذا أنقذها الدكتور الثائر الصديق عمر الصديق بجهابزة بيت الشعر الخرطوم الذين ( راح ) لهم الطريق بسبب عدم تشكيل الحكومة حتى يومنا هذا !!