رأي
أين نحن من سيدنا بلال(1)… للأمانة والتاريخ: محجوب حسون (1)…
أين نحن من سيدنا بلال(1)…
للأمانة والتاريخ: محجوب حسون
(1)…
وجدت عبارات (إحياء) العنصرية من الوالي المكلف لولاية جنوب دارفور حامد هنون،إستنكار ورفض من الجميع داخل وخارج السودان ،فوصل التصعيد إلي قمته بالوقفة الإحتجاجية بنيالا من كل رافضي خطاب العنصرية والتاهب لإغلاق الطريق الرابط بين قريضة وبرام ووفود مناطق جلي وكبكابية بشمال دارفور.
كانت وقفة إحتجاجية من الجميع بلا إستثناء بقيادة أسرة الصحفيين والإعلاميين بالولاية بعد إكتمال فتح البلاغ والتحري.
(2)….
بعد الوقفة زادت الضغوطات الإجتماعية وإنقسم المجتمع إلي ثلاث أقسام،قسم متشدد يدعوا إلي التصعيد أكثر حتى إقالة الوالي وذهابه الجنائية ومزبلة التاريخ،وقسم يدعوا إلي العفو والتسامح وترابط اللحمة الإجتماعية لأهل دارفور والسودان مشفوع بالقيم والأعراف والتقاليد وأن الرسالة وصلت والباقي متروك للحكومة الإتحادية،وقسم ثالث في المجتمع صامت حيران لايدري ماذا يفعل في الفتنة النائمة التي أيقظت!
(3)…
ليلة الخميس حضر إلي منزلنا بحي الإستبالية بنيالا قيادات أهلية وتكنوقراط،أذكر منهم الأستاذ حامد سعد ،ضيف الله محمد تيراب ،دكتور الحطابي ،دكتور النور جابر،العمدة أبوسعدية،صالح عبدالجبار وأخرين،بحضور والدي وشقيقي منصور حسون.
الإجتماع تحول إلي تلاوم ونقاش حاد لمرارات قديمة وصل إلي طريق مسدود!.
بعد الترحيب بهم و شكرهم لتكبدهم المشاق ذكرت لهم أني أحترم الإدارة الأهلية ورجالها لكن مع الأسف الشديد ليس لي خلاف أهلي أو قبلي مع الوالي المكلف هنون حتى يحل عن طريق الإدارات الأهلية لذلك أرفض تدخل الإدارة الأهلية في حل قضيةصحفية ،بيد أن أبوسعدية،ذكر بانهم جاءوا للصلح عما حدث بيني وأخي هنون ومع إصراري ورفضي للتدخل الأهلي جملة وتفصيلا،إنفض الإجتماع بعد تطييب الوالد لخاطرهم بالقول : خلاص ياأهل نشكركم لزيارتكم وقبولنا إعتذار القيادات الأهلية وإتصال الناظر بي معتذرا عما بدر وإرساله وفد من برام للحضور لنيالا للإعتذار ،خلونا نشيف أهلي وتعالوني يوم الأحد في دكاني بالسوق الكبير.
(4)…..
حضر إلينا الوالي هنون باكرا صبيحة اليوم التالي للإجتماع يوم الجمعة بصحبة ولديه محمد وعبدالإله وإبن أخته دكتور النور،وقدم إعتذاره للجميع بلا إستثناء(….)،رحب به الوالد وذكر له بانه قائد لكل أهل الولاية وإعتذاره مقبول والتلفون تحت مسؤوليته وليس مسؤولية ولده محمد مهما كانت الظروف أو هكذا يجب أن يكون وتابع (أنا عفوت عن من قتلوا ولدي الدكتور الصادق حسون في حادث سير ورفضت أخذ الدية لذلك لا أري أي مشكلة في العفو عن مابدر منك ودي سنة الحياة ).
هنا تذكرت قصة الصحابيان أباذر الغفاري وبلال بن أبي رباح حينما قال الأول للثاني ياإبن (السوداء) ولجأ الثاني شاكيا لرسول الله، الذي قال ياأباذر إنك إمرء فيك جاهلية،فما كان من أباذر إلا ووضع خده ليطأه بلال ،الذي رفض ذلك وقال: لا أطأ وجه سجد لله،فحدث العفو والعافية منذ ذلك التاريخ. أولئك الرجال،صنعوا تاريخنا الإنساني،فأين نحن من سيدنا بلال مؤذن رسول الله؟.
(5)..
وللأمانة والتاريخ أجد نفسي محتار عندما أسال نفسي من أكون أنا حتى لا أعف وأصفح عند المقدرة وقد وصلت الرسالة التي أريدها بتضامن الجميع وهي رفض( القبلية والعنصرية) التي تفشت في مجتمعاتنا التي مازالت تعاني من نموذج التعالي والغطرسة والعنصرية البغيضة وهي موجودة بالكوم(…..)،تتنمر على بلال السوداني بسبب اللون أو اللغة ،الكل يدعي العروبة،وقليل من يدعي الأفريقانية وهم نسيج من الأفرو عربية يكونون(السوداناوية)أو السودان(….).
نعم إقتدينا بصحابة رسول الله في العفو والصفح عند المقدرة ،لرغبة صادقة في العمل لنبذ العنصرية والقبلية عن طريق العفو والتسامح والتسامي فوق الجراحات من أجل وحدة المجتمع….
نواصل…..
السبت ٢٢/ ١٠/ ٢٠٢٢م
mhjop.hassona@gmail.com