رأي
في الحقيقة ياسر زين العابدين المحامي الفرقاء المتشاكسون
في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
الفرقاء المتشاكسون
الرسالة الأبرز في حراك ٢٥ اكتوبر…
مهما بلغت التسوية لن تكون محل
قبول…
رسمتها الهتافات علي الارض بجلاء
ومن لم يفهم ذاك شأنه…
من مخاطر التسوية تسارع الاحتقان
وزيادة وتيرة حدة الانقسام…
ومن مخاوفها امتداد اللهيب الحادث
لما لا نهاية…
ومن تداعياتها تحول الثورة السلمية
للعنف الذي لايبقي ولايذر…
الرسالة واضحة الملامح هتاف حار جلي الدلالة…
الجماهير الثائرة وثقت ذلك بمرأي ومسمع…
وثمة ملاحظات من المشهد الكلي…
انقسم الشارع لفئات مختلفة الرؤي
منها مجموعة التغيير الجذري…
وتتمسك بمعادلاتها الصفرية،لا تقبل
التفاوض…
ولا تمثل غالب الشارع الثائر…
ولا تصنع الفارق ولاترسم الطريق…
ولا تتسم بالعقل والمنطق والروية
والرؤية…
تعلم بقرارة نفسها انها بلا شعبية…
اذا خلعت جلبابها بانت حقيقتها،ولن يسندها الشارع وسيعرض عنها ويشيح بوجهه،لأنها…
تتخفي خلف شعار ثوري،،،وتخفي هويتها المناقضة لشعاراته…
تستغل عاطفته،تثير حنقه،تدفع به
للمحرقة…
قياداتها تراقب مايجري عن كثب…
تسر بالموت،لتزيد من وتيرة الأزمة…
قياداتها تتواري تراقب ما يدور من
خلف ابواب مغلقة…
تعرف أنها خارج اللعبة بكل الظروف… المدنية عندها زيف تلبسه جلباب لتعبر به لأهدافها…
بمكان نشأتها مارست أشنع الافعال
ولم تعرف لها طريق…
لم تتقيد بالشعارات،،وأدتها،تنكرت لها
وطفقت دكتاتورية قابضة…
وتبدو بالمشهد قوي الحرية والتغيير
التي تفاوض العسكر سرا…
تلوذ بالسفارات،تطلب عونها،تستقوي
بها وتساوم…
تريد اعادة حكم ضائع لعدم الفطنة
وسوء الفكرة والطوية…
تعمل خلف الستار هذا برغم الأخطاء
الشنيعة التي ارتكبتها…
ما قدرت الأمور حق قدرها،وظنت ان
الأرض دانت لها…
لكن ضاقت بهابمارحبت،فباتت غير مقبولة…
رفضها الشارع،طردها بمواطن عدة…
لم يجرؤ أحد من قياداتها الخروج
اليه ثانية…
لانه سيلقي ثبورا كثيرا ويقذف به
كما حدث في باشدار…
فتجريب المجرب هدر للوقت لأنه
يؤدي لذات النتائج…
يعيدنا للمربع الأول،يكرر مشاهد طبق
الأصل…
بذات المشهد لجان المقاومة تقود هذا
الحراك بشعاراتها…
وهي مخترقة من عدة جهات،منقسمة
فيما بينها…
باتت مشاهد العنف تطغي بالتظاهر…
من ينكر هذه الحقيقة،، بأذنيه وقر
وبعينيه عمي…
السلمية صارت شعار غير مطبق علي
أرض الواقع…
تلك هي المناظر الاولية لما هو قادم
ما يقودنا لمرحلة الركام والخراب…
والمذابح بمناحي البلاد تنبئ بذلك…
أما البرهان منذ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١متردد
لم يف بمواعيده ووعده…
ماتحققت لكأنها مواعيد عرقوب…
لم تشكل حكومة منذ ذاك التاريخ…
لم يشكل برلمان ولا مفوضيات،ولا محكمة دستورية…
لم يف بالوعد،ومضينا للأسوأ…
والوطن بين المطرقة والسندان…
تحت صفيح ساخن،قابل للانفجار
بأي لحظة…
ولن يصلح العطار ما أفسده الفرقاء
المتشاكسون…
وعندما يضع الصراع أوزاره،سنقول
كان هنا وطن اسمه السودان…
اللهم سلم الوطن من الفتن ما ظهر
منها وما بطن…