رأي

الطلاق….القرار المتسرع هو مفتاح الفشل بقلم: سالم بن سيف الصولي

الطلاق….القرار المتسرع هو مفتاح الفشل
بقلم: سالم بن سيف الصولي
قصة من وقع الخيال جنت عليه بإصرار على الطلاق هو منهمكا ويشغل نفسه ببعض الحسابات والديون المتراكمة والتي كان قد صرفها على البيت والاسرة والأولاد ، كل الأشياء التي إشتراها وضع أمامها قيمتها الشرائية، لكنها مارست عليه الإلحاح وبشدة بل زادت وبإصرار على ان ينفذ لها رغبتها في الطلاق. فقال لها بعد:(5 أو 6) ساعات ( بس أخلص شغلي ثم اطلقك) فور الانتهاء وتشطيب حساباتي فقالت له هل هذه الحسابات أهم من تنفيذ رغبتي ؟
رد عليها نعم أهم وأهم ، ذكر لها بعض المصروفات فقالت له هل أنت بذلك تعيرني أم بتسمعني بها فقط للعلم فقال لا ولكني أشاركك هموم الدنيا ثم قال لها ممكن تجلسي الي جواري ، فجلست ونظرت إليه نظرة ملؤها السخرية والاستخفاف وقالت له كمل ،فلما كمل قال هل الطلاق سيكون الحل أو أفضل من حياتنا هذه ؟،
قالت نعم والعيش معك مستحيل لأنك عصبي كثيرا وشاشة الجوال تأخذ نصف وقتك مني فرد عليها بقوله أنا أهرب إلى عالمي الإفتراضي لأريح مخي و ( دماغي ) لعلي أرجع بحالة مزاجية أفضل ، فردت عليه والجزء الثاني من السؤال لم أسمع إجابتك أو تفكيرك فيه ، قال بفكر بيك لأني احبك ولا أستطيع العيش بدونك وأيضاً بفكر في العيال والمستقبل والتشرذم ، والديون التي تراكمت علينا بسبب المصاريف التي ليس لها داعي.
فقالت هذا كله (أنا حملتك إياها خلاص يا أخي طلقني وأرتاح) فنظر إليها فقال هل الطلاق هو الحل ؟ قالت نعم !! قال لها إذن أكيد هناك من يشجعك على الطلاق ثم أنه بعد ذلك يأتي ويشمت فيك فقالت لا أحد يملي علي تعليمات كائنا من كان ، قال لها بعد الطلاق سوف ينظر إليك المجتمع بنظرة إنك مطلقة وفاشله في حياتك وفي تجربتك الأولى وإنسانه من الدرجة الثانيه بل ويعتبرك المجتمع، شخصا منبوذا وأيضاً قال لها المجتمع لن يرحمك وتعيشي في عزلة تامة فقالت (ياسلام والناس اللي بتطلق كل يوم كيف عايشة وكمان نصف المجتمع مطلقات وعايشات زي الفل مبسوطين) وأنت بتصور لي الوضع كإنه مرعب ، قال لها هؤلاء متسرعين مثلك قال لها لا عليك صدقيني معظمهم غير مرتاحين. لا تنخدعين بالشكل الخارجي ولكن الاهم الشكل الداخلي الذي لا تعلمين همومه وما تخفيه الأجسام
ردت عليه زميلتي أمل مطلقة وبعد سنه تزوجت وهي تعيش مع زوجها تمام التمام فقال القصة ليس إنها تزوجت ومبسوطة ، وقال لها أيضا البدايات دائمآ تكون شكلها جميل وحلو لكن مع مرور الأيام ومع ضغوطات الحياة والمسؤوليات الحياتية الوضع سيختلف كثيرا فالعملية هي عملية الإستمرار ، فالإستمرار هو سر النجاح، فهل صديقتك أمل لها القدرة علي أن تستمر ، فقالت له أنت إذن لا تريد تطليقي قال لها طبعا لا فنكست رأسها وحركت عيناها يمينا وشمالا فقال لها ممكن تحضري الغداء فضحكوا فانتهت القصة بسلام.
هناك كثير من الناس يتصفون بسرعة القرارات الذي غالبا ما يكون هو مفتاح الفشل فنصف المجتمع مطلقات وعزاب وليس هناك من حلول سواءا من المجتمع أو من الحكومات فتبقى المشكلة قائمة ومستمرة ، ثم إنها تزداد يوما بعد يوم ويستمر ملف الطلاق عالق في سجل النسيان. فيا ليت العقول تعود يوما فنخبرها بما فعل الإستعجال فينا.
نسأل الله السلامة والعافية للمجتمعات وأن يحفظ أبناء المسلمين من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق