رأي

المهندس عبدالجليل حاكم يكتب صولة يراع ✒️ *دماء الأبرياء بأرض النيل الأزرق على ذمة عربون سماسرة الأزمات*

المهندس عبدالجليل حاكم يكتب
صولة يراع ✒️
*دماء الأبرياء بأرض النيل الأزرق على ذمة عربون سماسرة الأزمات*

إن الفتنة اللعينة التي أطلت برأسها إلى إقليم النيل الأزرق وهي حاملة على ذيلها نار متقدة لقد أضرت بكل تاريخ الإقليم الذي كان أنموذجاً يحتذى في التعايش السلمي وقبول الآخر والسلام والأمان والاستقرار حيث كان الإنسان يتجول في أراضي النيل الأزرق لا يخشى على نفسه إلا من الحيوانات المتوحشة واساطير أم سيرو وغيرها.
منذ بدايات هذا العام ٢٠٢٢م بدأت تظهر على الوسائط كتابات سطرتها أنامل تفوح منها روائح الكراهية النتنة ولقد فاحت نتانتها ولوثت كل الأجواء الطيبة التي كانت تعطر دوماً بأنفاس المحبة وأهل الخير والذكر بمسايد المتصوفة ومزامير الموسيقى التقليدية والتراث الشعبي.
لم يكن لأهل الفتنة ضمير ولا واذع إنساني ولا حتى ذرة من الإيمان الذي يذكرهم بحرمة الدماء وحرمة قتل النفس وروح البنى آدم الذي كرمه الله وحمله في البر والبحر وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.
لم يكن في نفوس أهل الفتنة رحمة ولا رأفة ولقد جفت عيونهم من الدموع وباتوا يتلذذون برائح الدماء ويعشقون النظر لأشلاء البشر وليس للبشر في حالة من منتهى الاسترخاص للدم البشري.
أنهم أهل الفتنة لعنهم الله أشباح بشر بل قل وحوش بشرية في صور ادميين استطاعوا بكرههم وحقدهم وضلالهم أن يحيلوا عشرات القرى إلى خراب ومئات من البشر إلى جثث وأشلاء ومن بقى ممن خلقهم الله في أحسن صورة إلى معاقين ومشوهين خلقياً جراء التعذيب بعذاب الله (حرق بالنار).
كل الذي جرى وما زال يجري بأرض النيل الأزرق والذي لا يمكن بأي حال أن يرضى من بداخله ذرة من الانسانية يفسر بأن هنالك سماسرة من عديمي الضمير والخونة لقد قبضوا عربون نتيجة فعلهم حيث استطاعوا أن يجعلوا من ارض النيل الأزرق ساحات لتصفية الخصوم من دافعي العربون لكل طرف وليس هذا فحسب بل بعد أن حرثوا الأرض و سقوها بدماء الأبرياء وسمدوها بجثثهم وجعلوا العظام شواخص لعنهم الله أينما ذهبوا.
الذي يجري في النيل الأزرق يفسر أن أهل النيل الأزرق ضحايا قد غدر بهم وتم زجهم في أتون صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فالله حسبهم ولن يضيع دماءهم هدراً فهنالك يوم يجتمع فيه الخصوم أمام عادلٍ لا يظلم عنده أحد.
رغم ذلك يظل السؤال المحوري أليست ولاة الأمر هم المسؤولون في المقام الأول عن ما جرى من منطلق الحديث (كل راعي مسؤلٌ عن رعيته) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال الأكثر أهمية ما هي جدوى تقاطر الوفود من ارض الأزمة إلى الخرطوم أليس كان من الأحري للحاكمين في الخرطوم أن يذهبوا إلى موقع الحدث بالنيل الأزرق؟؟؟؟؟؟؟
*صولة قصيرة* :
النزاع في النيل الأزرق والحل ينبقي أن يكون في النيل الأزرق وضرورة أن تأتي القيادة من الخرطوم إلى النيل للحل وليس العكس و إلا ستكون المحصلة النهائية مجرد تسويات رخصية ويظل الضحايا هم من فقدوا أنفسهم ولا عزاء لهم إلا عند الله تعالى وعلى جثثهم سنشهد لاعبين جدد وبكل تأكيد سوف لم تفارقهم رائحة الكراهية النتنة ودماء الأبرياء التي تفوح من أنفاسهم حينما ينطق أي واحد منهم بكلمة.
وفي تقديري الكل خسران والشعب أكبر الخاسرين من محصلة هذه الفتنة وبهذا قد دون اسم إقليم النيل في سجل الخراب والصراعات القبلية في السودان بكل أسف.
*والله المستعان*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق