منذ وعد بلفور ونحن في مرمطة الأمريكان والبريطانيين
(قراءات مختلفة)
بقلم: سالم بن سيف الصولي
في عام: 1972م الرئيس الراحل معمر القذافي قد زار جمهورية مصر العربية وعلى متن الطائرة إبتدى رحلته بقرأت صحيفة الأهرام المصرية وطبعا أول حاجة إهتم بها الرئيس هو قراءت مقال اللواء الراحل محمد حسنين هيكل وفي يومها كان المقال عن الأزمة المالية في المجمع الصناعي بالمحلة الكبرى هي إحدى محافظات الجمهورية والرئيس معمر القذافي قرأ المقال كله باهتمام وبعدما وصل القاهرة ونزل في الأستراحة أول واحد قابله كان اللواء هيكل بعد التحية والسلام القذافي سأله (300) مليون جنيه إسترليني يحلوا مشكلة ياهيكل مجمع المحلة؟
رد عليه هيكل نعم يحلوا يا رئيس وكفاية والأثنين طلعوا على بيت الرئيس السادات في الجيزة وهناك إبتدت المفاوضات عشان يتفقوا على خطوات المساعدة المالية الليبية لمصر والمفاوضات كانت بين الدكتور عبد العزيز حجازي وزير المالية ورئيس وزراء ليبيا عبد السلام جلود
والأثنين كانوا قاعدين في مكان خاص لوحدهم بيتفقوا عاى آلية المساعدة وفي الجانب الآخر جالس السادات والقذافي وهيكل منتظرين نتيجة الإجتماع الثنائي فسبحان الله فجأة القذافي قال للسادات أنا لي عتاب عليك يا رئيس سأله خير يا أخي معمر رد القذافي جرنان الأهرام النهارده فيه (4) صفحات كاملة عن إنجازات الشيخ زايد في الإمارات السادات بص لحسنين هيكل اللي رد بسرعة هذه مجرد صفحات إعلانية فقط يا سيادة العقيد معمر لم يرتاح لهذا الرد السريع وقال لا لا أعذرني ياهيكل ده تمجيد في الرجعية، الرئيس السادات تتدخل في الكلام عشان يقفل الحوار بحيث لا يتطور وقال للقذافي يا معمر هذا إعلان واضح وخلاص ومفيش فيه تمجيد ولاحاجة فالقذافي غير مقتنع بهذا الكلام واللهجة تغيرت شوية وارتفع الصوت نوع ما، كما قال للسادات اليوم هذا بيمجدوا في الشيخ زايد وبكرة يمجدوا في فيصل
وهكذا الحال والكلام الذي صدر في صحيفة الأهرام كان يقصد الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية السادات قال بصوت عالي معمر قال لا تغلط في حق الملك فيصل ، فيصل هو صاحبي القذافي رد وهو متعصب وقال لا هو صديقك فقط ولا شيء غير ذلك هو لا بيحبك ولا بيحب مصر الرئيس السادات قاله يا معمر الزم حدودك قلتلك فيصل صديقي ومرة تانية القذافي قاطعه وقاله إيه اللي جرالك يا رئيس أنور أنت فقدت ثورتك ولا إيه
السادات شخط فيه وقاله أنت بتعلمني الثورية يا معمر هذه بتبقى نكتة بقى
أسمع لما أقولك إذا كنت فاكر إنك هتشتري سياستي ومواقفي بفلوسك فأنا في غنى عنها الزم حدودك وأنت بتتكلم مع رئيس مصر وبعدين نادى على الدكتور عبد العزيز حجازي وقاله يا عبدالعزيز وقف المفاوضات مش عايزين حاجة منهم مش ماخذين من حد ولا مليم طالما معمر مفكر نفسه إنه يقدر يشتري مصر بفلوسه أنت نسيت يا معمر إن عبد الناصر ارسل ليك جيشنا لليبيا يساعدك وكنا (بأيدي ولادنا مرتبات بالعملة الصعبة ولا عمرنا طلبنا منك مليم واحد) وفعلاً أنتهت المفاوضات وقام القذافي ورجع إلى بلده.. هذه أحوال العرب عمركم شفتوا في لقاءتهم اتفقوا على أمر ما أن حلت أي قضية عربية سوءآ سياسية أو مالية منذ وعد بالفور عام
(1917) ولغاية الآن مازلنا في مرمطة الامريكان والبريطانيين تقودهم إسرائيل في مخططات إرهابيةحدودك يا إسرائيل من الفرات الى النيل بمساعدة العرب..
وما زلنا ندور في نفس الحلقة المفرغة لقاءات واجتماعات ومؤتمرات قمه والمنتج صفر كبير والعدو الغاشم يعربد في منطقتنا العربية يمارس أبشع الإنتهاكات وافظع الجرائم دون أن يجد من يردعه ويكف اذاه…
