رأي
من أعلي المنصة ياسر الفادني مالم يقله البرهان
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
مالم يقله البرهان
المعروف أنه عندما تصدر أنباء بأن الرئيس له خطاب في الزمن الذي يحدد تحبس الأنفاس كلها في البلاد إلا أنفاس المتحرين لهلال الخطاب والذين يتنبئون في ماذا سيقول ؟ وماهي المواضيع الساخنة التي سوف يطرحها ويضع فيها القرار؟ ، تكثر الأقاويل هنا وهناك والتحليلات ، برغم أن هذه الفعالية التي تحدث فيها البرهان هي فعالية عسكرية لكن هذا لايمنع من طرق عدة مواضيع ليس لها علاقة بالمنحي العسكري ويمكن أن يدلف إلي مواضيع مدنية وهذا ليس بشاذ ولا تدخل في محتوي خارج النص
لم يتحدث البرهان عن التدخل السافر والظاهر الذي يقوده فولكر وبعض أرباب السفارات الأجنبية في الشأن الداخلي ولم يتحدث عن رفع الكلفة من قبل السفراء بالسفر إلي بعض الاتجاهات في السودان والحرية التي أعطوها لأنفسهم (سمبلة ساكت) !! لمقابلة الجهة الفلانية ومقابلة رموز مجتمع في تدخل سافر بعيدا عن الدولة وبعيدا عن النظم التي تحدد مهام السفراء ، هذه قضية تعتبر قضية رأي سياسي عام يرفضها السواد الأعظم من الشعب السوداني ويرفضها القانون الدولي ويرفضها العرف الدبلوماسي ولا تحدث إلا في هذه البلاد
لم يتحدث البرهان عن إنفتاح سياسي برغم أنه ذكر لابد من المشاركة الواسعة في الحكم ورفض التسوية الثنائية التي تقصي آخرين عدا جماعة (إلا) !! ، لم يصدر قرارا بالعفو العام عن كل المعتقلين السياسين من رموز النظام السابق ولا المعتقلين السياسين خصومه في هذا العهد ، إن العفو عمن ظلم قيمة عظيمة بالذات لو أتت من القائد ولها إحترام وتقدير من عامة الشعب وتجد مكانا طيبا في نفوس المفرج عنهم ونفوس جهاتهم السياسية وجهاتهم القبيلية وترفد أصحاب الرأي الآخر حرية التصويب والتقييم الجيد لأن القائد له فضل سامي قد إتخذه لصالحهم
أما الشأن الإقتصادي الذي بلغ تدهورا مريعا ومعاش المواطن الذي تردي وخدماته المثلي التي إنعدمت لم تلق حظا من خطابه وهي معضلة أساسية وهو مسؤول عنها أمام الله سبحانه وتعالي بصفته حاكم ويسوس أمر هذه البلاد ، كان يجب أن يتحدث في كيف محاربة التضخم في كيف بكبح حماح طغيان الدولار الذي خر الجنيه السوداني أمامه صريعا ولا زال منبطح علي بطنه ! ، معاش الناس يجب أن يكون من أوليات الحكام وتسهيل الخدمات الصحية والتعليمية التي تراجعت منذ ٣ سنوات خلت في عهد التيه والضياع وحرث اللاشييء
خطاب الحاكم و إن قصرت مدته الكلامية يمكن أن يلمس قضايا أساسية في كلمات ويظهر فيها العلاج الناجع وتكتب من خلاله روشتة بعد التطبيب والفحص
علي الجهات الرسمية التي تتبع لمكتب رئيس المجلس السيادي أن تقرأ إتجاهات الرأي العام جيدا ومن ثم عمل نقاط للحاكم حين يريد أن يلقي خطابا.ويجب علي حكامنا اخذ رأي مستشاريهم في ماذا يجب أن يقوله ؟ وماذا يجب أن يصدر ه من قرار في اي مناسبة يلقي في الرئيس خطابه ، هذه مشكلة مراسمية ظلننا نعاني منها نقولها لكافة الحكام الذي توافدوا علي هذه البلاد أن لابد من ضبط الخطاب السياسي جيدا بحيث ينصت له كافة الشعب له مترقبين الجديد و متمنين فيه أن يجدوا فيه الحل لما يحيط بهذه البلاد من مشاكل وكيف حلها وما يمس المواطن في معاشه ومستقبله الذي يريده أن يكون مشرقا فخطاب الرئيس ليس يومي ولكن بعد كل فترة ، أتمنى آن خطابات القادة تكون مركزة فيما ينفع البلاد والعباد و أن تمس القضايا الحية وتلمس بقوة علي قضايا الرأي العام .