رأي

من اعلى المنصة ياسر الفادني بنَِعَرِفْ نَوَلِد !!

من أعلى المنصة
ياسر الفادني
بنَِعَرِفْ نَوَلِد !!

يحكي أن مجموعة من العمال الذين يبحثون عن الرزق حلوا بقرية من القري النائية وعددهم ٥ أفراد علي رأسهم (ريس) المجموعة ويدعي (بانقا) ،أمَّرُوهُ عليهم بإعتبار أنه أفهمهم و أنداهم لسانا في الحديث و أذكاهم مخا في خلق أمور البحث عن الرزق ، سألوا احد سكان القرية عن ديوان رجل أعطاه ربه بسطة في المال وسعة لكي يقيموا فيه فأشار إليهم الرجل إلى ديوان (حاج التوم ) الذي يتوسط القرية وفيه كل متطلبات الإقامة المريحة و(الطَقَّة اللذيذة المُشَكَّلة) !

رحب بهم حاج التوم ووضع كل أحد فيهم أمتعته وكلها عبارة عن أكياس البلاستيك التي في أعلاها سوسته ! وكل كيس فيها ضاربة( سوسته ) و أستعيض عنها بالربط حبلا !! إلا بانقا ريس القوم الذي يحمل شنطة قديمة ، ارتاحوا لهذا المكان ولصاحبه الذي يبدو أنه سيد في قومه ووهبه الله بسطة في المال وبسطة في الجسم وبسطة في البنين والبنات

في صباح اليوم التالي وصاحب الديوان يتحدث معهم بعد أن قدم لهم شاي اللبن الأصلي مع اللقيمات  قال لهم : أريد أن ازوج إبني لكنني أريد أن أشيد له(قطية) لكن لا أدر من الذي يشيدها إلا بعد أن أذهب إلى المدينة واختار (بَنَّايَا )ممتازا من سوقها ، فاشار واحدا من المجموعة وقال لصاحب الديوان : شوف بانقا عله يعرف؟ فسأل بانقا : هل تعرف؟ رد بانقا نعم أعرف (أبني) القطية فطلب بانقا متطلباته وذهب مع صاحب الديوان لإحضار القنا والقش والحطب ولم ينسي حبل اللساتك وحتي الجردل الذي يوضع علي قمتها حماية وزينة عكف بانقا علي بناء القطية ومعه صحبه وانتهي منها بإعجاب من صاحب الديوان مماجعله يعطيهم  أجرا كبيرا نظير ما عملوه
جاء الرجل ليحدثهم عن أنه حدد يوما لزواج إبنه لكنه فشل في إيجاد طباخ ليطبخ له المناسبة التي دعي لها عددا كبيرا من الناس ويريد أن يبيض وجهه بوليمة عظيمة تشبهه فاشار واحد من المجموعة اليه وقال له : (ماتشوف) بانقا فقال : يابانقا كيف الطباخة فرد بانقا نعم اعرفها تماما و(ظبط) بانقا مكونات وجبة لذيذة ومعه جماعته ! نالت إعجاب الحضور جميعا تلذذا وإشادة واغدق عليهم حاج التوم مالا وفيرا،
جاء العريس منزعجا وتحدث عن أن الفنان الذي أتفق معه لإحياء حفلة زفافه غير رأيه وإعتذر في وقت متأخر وحرج والآن يبحث عن فنان ليحي له ليلة العمر ! فقال أحد من المجموعة : بانقا يمكن أن يحيي هذه الحفلة وافق بانقا علي ذلك وذهب لكي يأتي بساوند سيستم وطنبور جديد وجلابية (علي الله مشكلة الألوان ومظرزة ) وعمامة خفيفة الشكل يضعها علي مقدمة راسه كما يفعلها مطرب الطنبور ! و هكذا كان بانقا عندليبا اسمرا في هذه الحفلة التي (هجج) فيها الجميع بصوته الجميل وحضوره المسرحي العجيب مما ظلت (النقاط) ! تتوالي علي رأسه بعد أن خرج واحد من الشيالين من مجموعته ليجمع ماتساقط من مال( النقطة ) !
طبعا انتفخ جيب بانقا مالا وانتفخت جيوب الآخرين وارادوا السفر فأصر صاحب المنزل علي البقاء معه يوما كاملا بغرض الونسه معهم وإكرامهم أكثر، في منتصف الليل سمعوا صريخا يأتي من بيت الجيران والسبب هو أن هناك إمرأة تتوجع تريد أن تلد ! ولم يجدوا الداية ولا تستطيع العربة أن تحملها إلى المدينة لكي تولد بسبب المطر الغزير ، فاشار صاحب الديوان إلى بانقا وقال له: اها يابانقا دي كيف ؟ فقال بانقا ضاحكا كل حاجة إلا دي ياشيخ العرب !

هذا بالظبط ماتفعله تقدم ومن تبعها بأنهم يدعون يعرفون كل (حاجة) ! سياسة ،إقتصاد، زراعة تقافة ، توليد ! ،الفرق بينهم وبين بانقا أنه يجيد ما يريد ان يفعل وينجح وهؤلاء يفعلون ويفشلون ويكررون الفشل مرة أخرى ، بانقا الأمر الذي لايعرفه يقول : لايعرف لكن هؤلاء (بولدوا ) وهم لايعرفون، إذن شقية البتقع فيهم وشقيَّ من يحكموه !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق