رأي

من أعلي المنصة ياسر الفادني والي سنار وأحمدعباس      حَدَثَ… ماحَدَث

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
والي سنار وأحمدعباس
     حَدَثَ… ماحَدَث

من الظواهر السالبة في العمل السياسي والإداري أن كل والي جديد بعد إستلام مهامه يعري السابق ولايشير إلي  إشراقاته بل يطرق كثيرا في هناته من أجل الظهور بثوب جديد يكن له به مكانة ،  إنعكست هذه الظاهرة حتي علي الذين يعينون في قيادة العمل الإداري،  هذه الظاهرة كانت واضحة إبان عهد حكم البشير هي ظاهرة تسمي في القاموس النفسي السياسي الحديث ( مرض متلازمة السلطة الجديدة) !!  ، تطورت هذه الظاهرة وصارت أكثر تطرفا في الحقبة الأولي لحكومة حمدوك وأخذت منحي أبعد من التعرية السياسية وسارت في إتجاه العداء المستفحل بين ولاة حكومة حمدوك والولاة السابقين من رموز عهد البشير حتي صار الوالي حينها ينفر من الوالي الذي سبقه كفرار الرجل من صاحب الجزام ، ظاهرة ساهمت في توطين الغبن والتقليل من قدر  الشخصيات  بل إغتيالها سياسيا

ذات مرة ذهب والي ولاية سنار الأسبق أحمد عباس إلي والي ولاية سنار الحالي  بغرض التحية والمجاملة وليس بغرض أنه كان واليا سابقا وتقلد أمر الولاية في عهد البشير فترة طويلة حتي كان هو الوالي الوحيد والأول الذي ثبت في مكانه ردحا طويلا من الزمان ، إستجاب الوالي للمقابلة وقابله بكل بشر وترحاب بإعتباره مواطن من أهل هذه الولاية ودار حديث سلس بينهما إذ  أشاد الوالي الأسبق بأداء الوالي الحالي وهذه بادرة طيبه يشكر عليها (ودعباس)  بل لمح للوالي الحالي أنه حسم بعض العقبات التي كان من الصعب حلها عندما كان واليا وأنتهى اللقاء بعبارة من الوالي الحالي  : شكرا ياريس…. ولعله قصد بها التبجيل والإحترام والتي كان لها وقعا عميقا في نفس أحمد عباس ، ماحدث بينهما في نظري هو سلوك رشيد بين الشخصين ،  نما إلي علمي أن والي سنار الحالي قد ذهب من قبل  معزيا ومشاركا حزن أسرة والي سنار السابق الماحي سليمان بسنار مقدما له واجب العزاء في وفاة  زوجته ، هذا  بلاشك عمل إنساني طيب يستحق الثناء والتقدير  ، إذن هذا مانريد أن نراه بين اللاحقين والسابقين

للذي لايعرف ولاية سنار سياسيا  هذه الولاية هي من الولايات الغنية لكن أصابها مرض التعقيدات السياسية المكبلة والتي كانت ظاهرة في عهد البشير وهي( قبضة أولاد سنار بالمركز ) ومسك أزرار الريموت السياسي وتحريك المشهد السياسي في سنار  من علي البعد أي من الخرطوم ،  هذه الظاهرة كانت تؤرق أحمد عباس وشكي منها مرارا وتكرارا وشكي منها كذلك الوالي الذي خلفه الضوء الماحي ، كانت هذه الظاهرة الغير كريمة  تجعل الوالي لايصدر قرارا إلا بمشورة (كباتن) الولاية بالخرطوم  أولا وإن لم يفعل تحرك له أزرار تغبيش الصورة السياسية المتكسرة وربما تصل إلي درجة الخلفية السوداء !

الوالي الحالي لم يلتفت لهذه الظاهرة وقفل ملفها تماما وسار في الإتجاه الذي يريد ولعله حقق انجازات في مجالات كثيرة  إنعكست تماما علي الإستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في ولاية سنار برغم فترته القصيرة وتقلده مهام الولاية في ظروف  إستثنائية صعبة ، ولاية سنار تعتبر من الولايات التي تتمتع بموارد إقتصادية كبيرة زراعيا ورعويا وصناعيا ، لازالت تحتاج إلي مشاريع تنمية وتحتاج إلي إصلاح ما افسده الدهر السياسي وارجعها إلي القهقري وهذا حدث ليس في سنار فحسب بل حدث في كل الولايات

والي ولاية سنار الحالي العالم إبراهيم النور جلست معه فترة قصيرة ولمست فيه أنه مهموم بقضايا إنسان ولايته  ويريد أن يحقق مكاسب في هذا المضمار  لكنني أريد أن أفتح أذنه ليسمعني وتسمعوا في مقالات قادمة أدخل فيها في (الغريق ) وكما يقال: ( الغريق قدام )!! وهي (ملفات سبعة )  فكن جاهزا…. وكونوا جاهزين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق