رأي

بروفيسور إبراهيم محمد آدم يكتب من وحي ورشة مفوضية حقوق الإنسان دار اندوكا تتعافى رغم الجراحات

بروفيسور إبراهيم محمد آدم يكتب
من وحي ورشة مفوضية حقوق الإنسان دار اندوكا تتعافى رغم الجراحات
نظمت المفوضية القومية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المركز المعرفي لحقوق الإنسان بكلية القانون بجامعة الجنينة بولاية غرب دار فور في يوم الخميس 24 نوفمبر 2022م الورشة الحوارية حول مناهضة خطاب الكراهية . قدمت في الورشة ثلاث أوراق رئيسية متعلقة بالموضوع، وشرفها بالحضور كل من السيد خميس عبد الله أبكر والي الولاية والدكتور رفعت ميرغني عباس رئيس المفوضية القومية لحقوق الإنسان والبروفيسور الطيب علي أحمد مدير جامعة الجنينة واللواء شرطة حقوقي سليمان اسماعيل خريف مدير شرطة الولاية، والأستاذ رحمة الله محمدين أبكر رئيس قطاع إقليم دار فور بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان والسيد عمار جبر الله خمسين ممثل الجهاز القضائي بالإضافة إلى ممثلي جهاز المخابرات العامة والقوات المسلحة والدعم السريع .كما شارك فيها بالحضور كل من فعاليات المجتمع المدني والإدارات الأهلية والشباب والطلاب وقيادات الخدمة العامة المدنية والعسكرية بالولاية .
تحدث في الجلسة الافتتاحية كل من البروفيسور الطيب علي أحمد مدير الجامعة الذي حمد الله كثيراً على نعمة الاستقرار التي عمت ولاية غرب دار فور في الفترة القصيرة الماضية داعياً إلى بذل المزيد من الجهود في مكافحة الظواهر السالبة التي تضرر منها النسيج الاجتماعي شاكراً لحكومة الولاية واللجنة الأمنية جهودهما المقدرة التي خلقت حالة من الوعي بضرورة مجابهة المخاطر التي كانت تحدق بالولاية ودعا إلى عدم تكرار تجربة العنف السابقة، وتعزيز دور المجتمع في نشر القيم الفاضلة، كما حث على تعلية روح الإخاء ونبذ القبلية والجهوية ومناهضة الحرب ومسبباتها مذكراً أن السودان يتسع لأن يعيش فيه الجميع متمتعين بخيراته وموارده الوفيرة في باطن الإرض وظاهرها.
الأستاذ رحمة الله محمدين أبكر رئيس قطاع إقليم دار فور بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان اعتبر ذلك انطلاقة جديدة تمثلت في النزول إلى قواعد المجتمع لمناهضة خطاب الكراهية عبر التوعيه بمخاطره وتعزيز ثقافة السلام،كما أثنى على جهود المفوضية والجامعة في عقد هذه الدورات التدريبية للمستفيدين والتي ستنعكس إيجاباً في غرس المزيد من القيم الهادفة إلى تماسك المجتمع ووحدته.
اللواء خريف مدير شرطة الولاية أشاد بتنظيم تلك الورشة العلمية وأبان أنهم في لجنة أمن الولاية سعداء أن وجدوا من يعينهم في مقارعة خطاب الكراهية، وأن الوضع في الولاية قد تحسن كثيراً بعد تطبيق معايير حقوق الإنسان ومحاربة مسببات الكراهية مبيناً أن القرآن هو دستور الأمة وهادينا لتطبيق حقوق الإنسان وأنهم قد جلسوا مع العديد من الجهات لتطبيق تلك المعايير وفقاً للشريعة الإسلامية والقوانين الدولية مؤكداً استعدادهم للعمل مع الجامعة في تنفيذ قوافل للمحليات تركز على نشر فعاليات تراثية واغاني شعبية لمناهضة خطاب الكراهية بدلاً عن التغني بما يفرق بين الناس.
الدكتور رفعت ميرغني عباس رئيس المفوضية القومية لحقوق الإنسان شكر لحكومة الولاية وجامعة الجنينة المساهمة الكبرى في تنظيم تلك الورشة الحوارية التدريبية، مبيناً أن الحالة الأمنية قد تحسنت كثيراً في مدينة الجنينة مقارنة بما شاهده في آخر زيارة له للولاية عند اندلاع الأحداث في محليتي الجنينة وكرينك موضحاً أن الكرامة الإنسانية والدين الإسلامي وكريم المعتقدات والتشريعات الدولية كلها تدعوا لنبذ الاقتتال والتحارب وتدعوا لتعظيم المشتركات مفيداً أن هذه الورشة تأتي في اطار سلسلة ورش تنظمها المفوضية في ولايات غرب دار فور وجنوب كردفان وإقليم النيل الأزرق لمناهضة خطاب الكراهية والتبشير بقيم التعايش السلمي .
السيد خميس عبد الله أبكر والي الولاية تحدث مبيناً أن لدينا ضعفاً في البناء الوطني وهشاشة في الدولة ومؤسساتها العدلية وذاك ناتج من مشكلتين أولاهما البعد عن الإسلام وقيمه وثانيهما استخدام القبيلة للمصلحة الذاتية وتلك سياسة فاشلة يصعد فيها السياسي على أكتاف قبيلته وليس برنامجه، وهذا في حد ذاته يتنافى مع حقوق الإنسان وخياراته السياسية .
كما أن ذلك قد أدى إلى موجات من عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي جعلنا نفتقد دولة يتساوى فيها الجميع، وقد أسفرت انتهاكات حقوق السودان عن انفصال السودان لدولتين ولم نحافظ على ما تبقى من البلاد، كما أوضح أن علينا محاربة الظواهر السالبة من قبل المسلحين والخريجين، إذ أن لدينا سنوياً الآف الخريجين ينشرون خطاب الكراهية رغم تعليمهم وثقافتهم ويتضح ذلك جلياً في تسجيلاتهم الصوتية والمرئية التي تدعو للفتنة، وقال في تقديره أن من يحمل السلاح أفضل منهم، وأن موت الأجيال هو انتهاك خطير لحقوق الإنسان، وقال إننا سوف نسعى لمحاربة ذلك من أجل إعادة الاستقرار وتفريغ معسكرات الإيواء التي سنبذل من أجلها كل جهدنا بما يرضى ربنا.
كما أبان أنه في سبيل محاربة ذلك يجب علينا نشر التوعية في الخلاوى والمدارس والجامعات لتخريج أجيال جديدة معافاة من ترسبات وسلبيات بالماضي، كما دعا إلى تطبيق القانون لأن عدم تطبيقه جعلنا ندفع الثمن، وحض على محاسبة النفس قبل ذلك، إذ أن الجميع يصلي صلواته الخمس ويسأل الله الإجابة وأعماله لا تتوافق أبداً مع توسلاته، وأوضح أنه علينا جميعاً أن نتحلى بالمسئولية المشتركة كل من موقعه موضحاً أن الموظف السوداني في آخر احصائية اتضح أنه يعمل في اليوم لثلاث دقائق فقط وهذا يعتبر سارقاً وفاسداً وهو اسوأ من الذي ينهب الناس مباشرة، ولمعالجة ذلك القصور هناك مسئوليات على جميع الشباب والطلاب والمجتمع المدني والإدارة الاهلية ثم دعا في خاتمة حديثه للخروج بتوصيات بناءة تسهم الولاية والدولة في تنفيذها بإذن الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق