رأي

من أعلي المنصة ياسر الفادني حَيَّاكِ اللهُ… أم شجرة

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
حَيَّاكِ اللهُ… أم شجرة

أم شجرة تلك البلدة القابعة علي الطريق القومي الذي يربط مع كسلا وانت متجه إليها من القضارف ،بلدة وادعة بالخير والنماء ، كانت تسمي قديما (الكويت) ! لأن معظم أهلها أثرياء حرفتهم الزراعة والرعي ويمتلك بعض أهلها مشاريع زراعية ضخمة. ، أم شجرة نموذج سوداني من جمان خالص في الترابط الإجتماعي وأهلها كرماء فاقوا  درجة الذين ينحرون العشار مودعات ووجوهم منشرحة ومنبسطة تبسما

ما شدني في مدحهم أنه إبان سقوط مدينة ودمدني والمحاولات الفاشلة التي حاولت المليشيا دخول مدينة الفاو نزح عددكبير من المواطنين يمتطون سيارتهم المحملة أويركبون المواصلات العامة ، انبري أهل أم شجرة إطعاما لهؤلاء الذين سلكوا الطريق ، شدوا القدور و(الحلل) وهي مصطفة ، لمعانها يدل علي علامة الجودة الحاتمية التي إرتسمت في قلوبهم البيضاء ، وقف شباب القرية ورجالها ونسائها لإكرام عابري الطريق ، موقف عجيب ومهيب يلوحون يايدهم الخيرة لتحويل مجري العربات إلى مكان الإكرام

ام شجرة من المناطق التي تمتاز بأن بين كل خَيِّرِِ فيهم وخَيِّر… خَّيٍِّرا ولعل المنشاءات التي تمت بالمجهود الذاتي والدعم المجتمعي فيها هو خير شاهد علي ذلك ، مستشفي الشهيد عبد الوهاب مصطفي يقف شامة تحكي عظمة هذا الجهد المجتمعي الراقي ولعلي كنت حضورا عندما أفتتحه السيد نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار إبان حضوره فعاليات الملتقي التدوالي لحكام وولاة الولايات الذي إنعقد في القضارف

مافعلوه أهل أم شجرة لضيوف الطريق ساهم نفسيا في ضمد جراح الذين نزحوا وأعاد بعضا من التوازن النفسي والمعنوي الايجابي في نفوسهم وقلوبهم وعرفوا جيدا كيف هي ؟قيم الشعب السوداني الأصيلة النبيلة التي تمثلت في اهل هذه البلدة الطيبة

مافعلوه يعكس أن السودان لايزال بخير و ان مواطن القضارف يعرف تماما كيف يتسابق للخير  وإن أهل أم شجرة عند الشدة أصحاب وجعة وأصحاب( حارة) وإن البوادرة والقبائل التي تسكن هناك علي قلب رجل واحد وهم متوحدون في حصاد الخير ومتوحدون إذا الوضع أرخي عليهم سدوله

إني من منصتي أنظر…. حيث لا أري إلا إن هذه البلاد لازالت بخير ولا زالت القيم السامية النبيلة التي ورثناها من أجدادنا ثابتة وراسخة برغم الإحن والمحن التي تسبب فيها من باعوا الوطن في المزادات القمئة التي لازلنا نسمع جرسها عاليا،  إلا لعنة الله علي الذين ظلموا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق