رأي

*الديمقراطية ام عقال* د/عبدالمولى موسى محمد

*الديمقراطية ام عقال*
د/عبدالمولى موسى محمد .

لم اجد من الكلام لكي أعزي أحرار شعبي غير ابيات من ديوان ابي الطيب المتنبىء حيث قال:

أَذُمُّ إِلى هَذا الزَمانِ أُهَيلَهُ،
فَأَعلَمُهُم فَدمٌ وَأَحزَمُهُم وَغدُ،
وَأَكرَمُهُم كَلبٌ وَأَبصَرُهُم عَمٍ،
وَأَسهَدُهُم فَهدٌ وَأَشجَعُهُم قِردُ،
وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى
عَدُوّاً لَهُ، ما مِن صَداقَتِهِ بد .
الحرية وكرامة الإنسان من القيم النبيلة التي نادت بها كل الكتب السماوية عبر التاريخ الإنساني وهي القيم الاخلاقية والإنسانية التي كرم الله بها الإنسان، على ممن خلق وفضله تفضيلا، ونفخ فيه من روحه، ونسبه الى نفسه، و أمر ملائكته بالسجود له تكريما وتفضيلا .
فقد عرف الشعب السوداني هذه المعاني والقيم الاخلاقية والإنسانية، قبل كثير من شعوب الأرض، وثارت ثورته، عندما علم ان هنالك شعب من الشعوب يسيئ معاملة الخيول، دعك من الإنسان، وعرف كذلك بالشهامة، والمروءة، والشجاعة، والكرم، ونجدة الملهوف، والغيرة على العرض، والشرف، والأمانة، من دون شعوب الأرض، وكل ماذكرته يعلمه القاصي، والداني، والذين آمنوا، والذين كفروا، والمنافقين وأهل البدو، والحضر والوبر والمدر…
ولكن ما كنت أظن يوماً من الأيام، أن تكتب لي الحياة أن انظر بأم عيني أن أرى ديمقراطية حية، وتمشي على رجلين، يسوقها مستبد غارق في الاستبداد حتى الثمالة، ويحى ويتنفس، بالاستبداد ويأمر به وينهى عن غيره، ويحكم شعبه بالحديد والنار، ونظامه وراثي لا يمت إلى الحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان، بشيئ مع ذلك هو الذي ينادي في الشعب السوداني بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وهو الذي يحذر الشعب السوداني من عدم مخالفة هذه الأوامر الملكية الأميرية الصادرة من البيت الأبيض والبلاط الملكي البريطاني واذنابهم الظاهر منهم والخفي.
نعم أنه من نكد الدنيا على أحرار بلادي الذين كتب عليهم الدهر أن يحكموا بهؤلاء القادة وكراعهم فوق رقبتهم!!
نفس القادة الذين اضاعوا فلسطين وقدسه المقدس،
هم الذين اضاعوا العراق وهم الذين اضاعوا سوريا، واليمن، وليبيا، والدور على السودان،
وكل مبررات الضياع أنهم يريدون الحرية والديمقراطية لهذه الشعوب!!!
والعاقل يقول شعوبهم أولى بالحرية والديمقراطية من شعوب غيرهم!!
ولكنها العمالة التي تجعلك تضع مئات المليارات من الدولارات في بنوك عدوك وتترك اخوانك في الوطن والدين والإنسانية يسألون الناس اعطوهم أو منعوهم!!!
مع ذلك اللوم على القيادة التي رضيت أن تُوضَع لها كراها فوووووووق رقبتها وهي فرحة ومسرورة!!
أسد عليّ وفي الحروب نعامة تفر من صفير الصافر!!!
!!؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق