Uncategorizedمنوعات

*علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️المريسة كانت اكسير الغلابة

*مقال من الارشيف*

*سودانيز اون لاين*
____________

*علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️المريسة كانت اكسير الغلابة*

تعتبر المريسة تراث شعبي اضافة الي انها وجبة غذائية ودوائية طاردة للجوع حيث تعمل علي منح من يتجرعها الشعور بالشبع بالتالي يرتفع الاحساس لديه بالقوة والطاقة عند ممارسة الانشطة الزراعية التي تتطلب بذل الجهد خاصة اعمال فلاحة الارض و تحديد عند اعمال النفير حيث يجتمع رهط من الناس لمساعدة الشخص المحدود الابناء او (ابو البنات) حيث لا يتطلب من صاحب الحقل الا القيام باعداد وجبة الإفطار المكونة من العصيدة او الكسرة مع ملاح ام رقيقة المضاف اليه الكجيك (السمك المجفف) والكول والشطة الدنقابة التي تلسع الالسن وقدح من ام فتفت اضافة الي تحضير دناقر كبير تحوي علي مشروب المريسة المعتق الذي سوف يساعد افراد النفير في فلاحة الارض وسط ترديد الاهزيج الشعبية التي تحض علي التضامن فالزراعة تعد من الاعمال الجماعية لدي المهمشين التي تحتاج الي التكاتف يتعرض البعض خلال العمل في الزراعة الي مخاطر لدغات العقارب ولكن شرب المريسة يجعل الاحساس بالوجع قليل اضافة الي ان المريسة كانت معين للفرسان في الحروب لتحمل الطعن بالرماح او الضرب بالسيوف المسلولة ولكن بقدرة قادر تحولت المريسة في اوقات مختلفة من تاريخنا الي مشروب محظور يوجب علي صاحبها ان يتلقي وابل من السياط بحجة اقامة الحد عليه الذي كان اولي به راس النظام المقبور وهو ينهب موارد الدولة المالية ويحولها إلى من يريد من عصابته التي خرجت قبل ايام تبكي وتولول علي ايام النهب التي لن تعود مره اخري فقد تكرر صريخ الكيزان هذه الايام وواجب علي حكومتنا الثورية اخراس تلك الزواحف الي باتت تشكل خطرا علي صحة المواطن في ظل انتشار فيروس كورونا وحتي تنعم البلاد بالحرية والامان يجب التعامل معهم بكل حزم ان تضجيج الكيزان قد ارتفع وذلك بكثرة الهرطقة حول الغاء مواد كانت مقيدة للانسانية ان ذلك الاحتجاج لا مبرر له فهم اي الكيزان اولا من بداء النهج في التهرب من عدم تطبيق الشريعة الإسلامية التي كانون يطالبون بها واتذكر جيد عندما عجز نظامهم الجائر علي اعدام الفتاة مريم يحي التي تم اتهامها بالردة في العام 2014 وشاهدنا جميعا كيف ان طائرة وزير خارجية ايطاليا هبطت علي مطار الخرطوم ليصطحب معه السيدة مريم يحي واطفالها وزوجها الي العاصمة روما لتنال بعدها بركة بابا الفاتيكان الذي احسن استقبالها بعد اشهر وايام كالحة قضتها داخل سجن النساء وهي مقيدة بالحديد وطفلها ذي الثلاثه اعوام يبكي لمنظر امه وهي ترزخ بين القيود بالطبع لن يمحي ذلك المنظر من خياله مدي الحياة كيف والعصابة اردت اعدام امه ان مسالة المعتقد الديني والايمان والكفر مسالة شخصية ولا تفيد الدولة في شي فواجب الدولة هو الاهتمام بشعبها والعمل علي اقامة العدالة الاجتماعية وبث الامل لدي الناس

لقد ظل الشعب السوداني خاصة فئة المهمشين تعاني من شظف العيش وصعوبة الحصول سبل كسب الرزق مقابل اغتناء لعناصر الكيزان فقد تحولوا مابين شمس
وضحاها من فقراء الي اصحاب اموال وعقارات وسيارات فاين كانت تلك الاصوات التي تنقد تعديل بعض المواد القانونية عندما كانت حملات النظام العام ابان النظام المقبور تطارد بائعات الشاي مع تجاهل اماكن بيع الشيشة في الاماكن الراقية بينما يطارد العاملين في نفس المجال في اسواق الحاج يوسف وام بدة ومايو انها سياسة الخيار والفقوس في ظل دولة ديكتاتورية الكيزان التي كانت تطبق الشريعة علي المهمشين اتذكر في العام 1994 وفي ضاحية الحاج يوسف شرق العاصمة الخرطوم كنت شاهد عيان علي حادث لن يمحي ابد من ذكرتي حيث شاهدت قيام افراد من ما كان يعرف بالشرطة الشعبية بتوقيف رجل يبدوا من السحنات انه من جنوب السودان ولا يعرف من اللغة العربية اي كلمات كما يبدوا عليه اثر التعب او قادم للتو من جنوب السودان فقد تعرض ذلك الرجل المسكين الي الضرب المبرح بحجة انه مخمور و الرجل المسكين يتمتم بعبارات بلهجته المحلية (الرطانة) ولحسن حظه تصادف مرور عسكري من نفس قبيلة الرجل الجنوبي حيث تخاطب معه (بالرطانة) حيث تبين ان الرجل جائع ولم يتناول طعام منذ ايام وقد خرج يلتمس شي ولكنه وقع في يد عناصر الشرطة الشعبية الذي ابرحوا ضرب بدون التاكد من انه شارب للخمر
كان ذلك هو السائد في السودان ابان فترة النظام المقبور حيث تطبق الاحكام القضائية الاسلامية علي غير المسلمين حتي نفر ابناء جنوب السودان من الوحدة واختارو الانفصال بعد ان صعب عليهم العيش في وطن كان من المفترض ان يسع الجميع

ان السودان وحتي بعد انفصال الجنوب توجد فيه مناطق يصعب فيها تطبيق الشريعة الإسلامية واذا اصر المتسلمون علي ذلك فسوف يتشظي الوطن الي مزيد من الدويلات
ان السودان لم يكن ذات يوم دولة اسلامية صرفة فحتي ايام المهدية كان الناس يحتالون لكسر القوانين التي يشعرون بانها ضد حريتهم الشخصية بل حتي علي مستوي مناطق الشمال التي من المفترض ان تكون محكومة بالشريعة الاسلامية نجد ان هناك اصوات تنادي بالدولة المدنية والاحتكام الي الاحكام القضائية الغير مستمدة من الشريعة الإسلامية ماعد التي تتعلق باحكام الزواج والطلاق والميراث
والمناطق المهمشة او المناطق المرشحة لتكون مناطق حكم ذاتي لن تقبل باي قوانين تسلب نسيجها الاجتماعي وتعمل علي التميز بين شعبها علي اساس الدين والبديل لذلك هو الاستعانة بنموذج من القانون الامريكي او الانجليزي لضبط ايقاع الحياة اليومية مثال في حال القبض علي شخص مخمور وهو يقود سيارة تسحب منه رخصة القيادة لفترة عام ولا اعتقد ان هناك عقاب اصعب من ذلك

ان التجارة بالدين واستغلال البسطاء للزج بالبلاد في مستنقع من الفتن يجب ان يقابل بالصرامة ولاسيما ان اي عمل ارهاربي محتمل من تجار الدين قد يعرقل عملية السلام التي يامل عليه السودان لاجل الخروج من عنق الزجاجة التي ادخلنا فيه النظام المقبور

يعتبرالتراث الشعبي ارث يستحق المحافظة عليه وان النفير يجب ان يكون شعار للمرحلة القادمة لاجل اجتثاث تجار الدين من ارض الوطن وبناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية التي تحترم حقوق الإنسان

*المتاريس*
*علاء الدين محمد ابكر*
.?????9770@?????.???

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق