رأي

اسبوعين فقط تفصل هزيمة اسرائيل في غزة بقلم علاء الدين محمد ابكر

اسبوعين فقط تفصل هزيمة اسرائيل في غزة
بقلم علاء الدين محمد ابكر

حددت الادارة الامريكية الاول من يناير من العام المقبل كحد أقصى لنهاية العمليات القتالية الإسرائيلية في قطاع غزة في ظل تعثر القوات الاسرائيلية التي تواجه مقاومة شرسة من جانب كتائب القسام حيث ساعد تغول الدبابات الاسرائيلية في عمق المدن الفلسطينية في وقوعها في فخ المقاومة الفلسطينية التي كانت تسعي إلي ذلك السناريو وهو باستدراج القوات الاسرائيلية في مناطق مغلقة بالتالي يسهل اصطياد الاليات العسكرية الاسرائيلية

تحاول الحكومة الاسرائيلية اخفاء العدد الحقيقي للقتلى والجرحى بين صفوف الجيش الإسرائيلي ولكن المستشفيات الإسرائيلية تكذب ذلك حيث لم تعد تحتمل استقبال المزيد من الحالات مما اجبر وزارة الصحة الإسرائيلية علي انشاء مستشفي ميداني في النقب يكون بعيد عن اعين اجهزة الاعلام الاسرائيلية

لم يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حتي الان من تحقيق اهدافه العسكرية باستعادة الرهائن الإسرائيليين الذين ظلوا في قبضة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ السابع من اكتوبر والعكس صحيح و هو ان (حماس) تمكنت من النجاح بفرض شروطها بتحرير الاسري الفلسطينيين من السجون والمعتقلات الإسرائيلية مقابل اطلاق بعض الرهائن الإسرائيليين عبر وساطة من جانب دولة قطر الا ان اليمين المتطرف الإسرائيلي ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين حتي يعود الي استأنف العمليات العسكرية في قطاع غزة بغية تحقيق انتصار خاطف ولكنهم وجدوا أنفسهم في جحيم المقاومة الفلسطينية التي تقاتل بكل ثبات و سرعة من المسافة صفر وذلك يعني انهم لا يخشون الموت عكس افراد الجيش الاسرائيلي الذين يعشقون الحياة

ان مشكلة السيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هو انه لا يفكر بعقله السياسي وانما هو مدفوع من جانب اليمنيين المتطرفيين اليهود الذين يدعمون حكومته التي سوف تسقط متي ما فعل سلاح الدبلوماسية لحل مشكلة استعادة الرهائن فالسيد بنيامين نتانياهو الان في وضع حرج فهو يعيش ضغط نفسي من جانب اسر الرهائن الذين في سبيل استعادة ابناءهم لا يجدون حرج في دخول الحكومة الاسرائيلية في تفاوض مع (حماس) عبر و سيط دولي لطي هذا الملف ولكن كما قلت سابق ان اليمين المتطرف يقف ضد اي حلول سلمية ويصر على طرد الفلسطينيين من قطاع غزة و ربما يفكرون مستقبلا في طرد بقية الفلسطيين من القدس الشرقية وعموم الضفة الغربية ولكن احلام اليمين المتطرف تقف امامها عجزة ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن الذي لن يستطيع تحمل تكاليف دعم حرب خاسرة خاصة وانه سوف يخوض في العام القادم انتخابات شرسة ضد الحزب الجمهوري الذي وجد الساحة السياسية الامريكية جاهزة حتي يستعرض ملفات خيبات الحزب الديمقراطي الذي دشن فترة ولايته بالتورط في حرب اوكرانيا حيث لا تزال الخزينة الأمريكية تتحمل تكاليفها مما يجعل الناخب الامريكي يبحث عن حزب اخر يعمل علي ابعاد بلادهم من الصرف على قضايا تضر بدافع الضرائب الامريكي خاصة وان سياسة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب كانت تعتمد على جلب المال الي امريكا و ليس دفعها الى الغير فالرئيس دونالد ترامب يفكر بعقلية الربح والخسارة وان كان نفسه خاضع الي سيطرة اللوبي اليهودي ولكنه يظل في نظر الناخب الاميركي البديل الافضل في المرحلة القادمة

نعود الى منطقة الشرق الاوسط، تحديدا في قطاع غزة فانه من المحتمل ان تكثف القوات الاسرائيلية جهودها في سبيل السيطرة على قطاع غزة قبل الاول من يناير من العام القادم فهي تعلم ان انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من المشهد يعني خسارتها للحرب في قطاع غزة فاسرائيل بدون الدعم الامريكي لا تساوي شيئاً ،بالمقابل فان المقاومة الفلسطينية سوف يرتفع حماسها الي عنان السماء لاجل تحقيق اول انتصار للعرب منذ اكتوبر 1973 عند ما تمكن الجيش العربي المصري من عبور قناة السويس ملحق اول هزيمة باليهود منذ معركة خيبر التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة ،ان انتصار المقاومة الفلسطينية المتوقع في قطاع غزة ربما يقود إلى ربيع عربي جديد يطيح بعروش العديد من الدول العربية التي وقف حكامها عاجزين عن تقديم الدعم الي الشعب الفلسطيني الذي يتعرض الي الابادة الجماعية وهناك دول عربية منعت شعوبهم، حتي من الخروج في مظاهرات شعبية لدعم الشعب الفلسطيني وان دل ذلك انما يدل ان الحكام العرب لا يستطيعون فعل شيء الا بامر من الولايات المتحدة الأمريكية والشعوب العربية باتت تدرك مخاطر وجود هولاء الحكام لذلك فان الاطاحة بهم هي مسالة وقت

اذا فان تغير الخارطة السياسية للمنطقة العربية مرهون علي بنادق فتية المقاومة الفلسطينية في حال تمكنهم من الصمود خلال الاسبوعين الاخيرين من هذا العام وكما يقال فان النصر صبر ساعة

علاء الدين محمد ابكر
????????????????????9770@????????????????????.????????????
جمهورية السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق