رأي

كرة القدم هي الرئة التي يتنفس بها اهل الخليج العربي بقلم علاء الدين محمد ابكر

كرة القدم هي الرئة التي يتنفس بها اهل الخليج العربي
بقلم علاء الدين محمد ابكر

كما معروف لديكم ان النظم السياسية في دول الخليج العربي تستند علي الحكم الملكي او الاميري ولا توجد لديهم احزاب سياسية ولكن في ظل الطفرة النفطية التي اجتاحت المنطقة العربية والخليج بشكل خاص توفر لتلك الدول اموال طائلة ولكن يحمد للله ان لديهم حكام يخافون الله في شعوبهم فانفقو الاموال والعطايا علي رعاياهم انفاق من لا يخشي الفقر ولا تجد مواطن خليجي يعاني في حياته اليومية فكل شي يكاد يكون متوفر لديهم من مسكن محترم وغذاء صحي ومرافق تعليمية راقية ومشافي متطورة واضافة الي توفير دعم مالي لكل مواطن وقد حظيت الرياضة في دول الخليج باهتمام بالغ ورعاية كبير حيث يقف عليها رجال كرام من الاسر الحاكمة في دول الخليج ولايوجد نادي رياضي يعاني من مشاكل في تسجيل اللاعبين او الانفاق عليهم فالكل شاهد كيف جزبت كرة القدم الخليجية كبار نجوم المستديرة العالمية والعربية والافريقية منهم النجم الكبير كرستيانو رونالدو الذي وقع لنادي النصر السعودي و قبلها المدرب الحالي بيب جوارديولا ولوبيز وروماريو وفيرناندو هييرو إيدينالدو جرافيتي ورونالد دي بوير وفابيو كانافارو وأسامواه جيان وغيرهم من نجوم الكرة العالمية مما قاد الي تعلق الجماهير الرياضية الخليجية بمنشط كرة القدم فكانت لهم متنفس وبما انه غير مسموح في الخليج بتناول السياسية وتكوين الاحزاب السياسية فان كرة القدم عملت علي سد اي فراغ للتفكير وحقيقة الأمر انه فلا يوجد سبب يجعل المواطن الخليجي يفكر في شي اخر فجميع وسائل العيش الضرورية متوفرة لديهم فتركوا امر السياسة لولاة الامر من ملوك وشيوخ وحكام وتفرغ الشعب الخليجي الي التمتع بمباهج الحياة فنجد المنشآت الرياضية في منطقة الخليج تضاهي تلك الموجودة في اوروبا من حيث جودة الملاعب والمعدات الرياضية ومراكز التاهيل وعلاج اصابات الملاعب والغذاء السليم فكان ثمرة ذلك
تنظيم دولة قطر لنسخة2022 من كاس العالم وصول منتخبات منطقة الخليج الي نهائيات بطولات كأس العالم عدة مرات مثل السعودية والكويت والامارات والتقدم في البطولات الاسيوية للبحرين وسلطنة عمان علي مستوي الاندية والمنتخبات الوطنية
ولم ياتي ذلك خبط عشواء وانما نتيجة لدراسة علمية بداء من توفير الاستقرار والعيش الكريم الي توفير المنشآت الرياضية ومدارس تعليم كرة القدم واستجلاب افضل خبراء الادارة والتخطيط والمحترفين والحكام اضافة الي الاستفادة من التنوع البشري الذي تحظى به منطقة الخليج بسبب عوامل عديدة منها توافد جنسيات مختلفة بغرض التجارة او عشق لمجاورة بيت الله الحرام او الاغتراب بنية العمل لم تفرق القيادات الرشيدة لدول الخليج بين سكانها في العطايا والرعاية والاهتمام وكانت الرياضة عامل ربط بين تلك الاجناس وصار الجميع علي قلب رجل واحد فتجد عند اقامة مباراة لكرة القدم في احد الدول الخليجية يخيل لك انه يوم عرس من شدة الاهتمام بوسائل التشجيع من انصار الفرق الرياضية فكل فريق يملك قاعدة شعبية عريضة تشجع بحماس
ضربت مثال حي بكرة القدم الخليجية في المقارنة مع حالنا في السودان حيث نحن بعيدين كل البعد عن هولاء ويفصل بينا وبينهم سنوات ضوئية كيف ونحن نصبح كل صباح على مشكلة جديدة من ارتفاع في الاسعار وحمل هم في شراء الطعام او الحصول علي العلاج والدواء ومشقة في المواصلات وانتشار الفقر الممنهج رغم قلة تعداد شعبنا الذي يعادل تعداد سكان مدينة القاهرة عاصمة مصر ويمتلك مساحة تفوق ربع مساحة اوربا الغربية ويعاني المواطن فيه علي الحصول علي السكن ورغم الثروة الحيوانية التي تحظي بها البلاد نجد المواطن لا يعرف تناول اللحوم الا في المناسبات او الاعياد واطفالنا باتوا لايعرفون الحليب من ارتفاع ثمنه
وبعد خروج الاستعمار الانجليزي سلط الله علينا حكام لا رحمة في قلوبهم يعملون ضد رغبات شعبهم ووطنهم يتبادلون كراسي الرئاسة اشبه بلعبة عسكر و حرامية لم يعرف المواطن منهم خير واحزاب سياسية تستغل ازمات البلاد للضغط على الشعب ويكفي تجربة حزب الجبهة القومية الاسلامية التي كانت تفاخر بالتسبب في انعدام الوقود والمواد الغذائية لشلل الانظمة التي تخالفها النهج ولو كان ذلك علي حساب الشعب وحتي الرياضة السودانية لم تسلم من حكام السودان منهم من عمل على اللغاء الرياضة واستبدالها بجماهيرية ومنهم من اعلن عن انشاء مدينة رياضية منذ ثلاثين عاما ولم تكتمل حتي اليوم وقد تم بيع اجزاء كبيرة منها فصارت مثل صنم سيدنا عمر بن الخطاب قبل اسلامه حيث كان له صنم من عجوة ياكل منه عندما يشعر بالجوع ، و علي ضوء ذلك المثل قام المسؤلين ببيع ميادين كانت ساحة للناشط الرياضي وغيرها من الكوارث
بارك الله لاهل الخليج بمختلف دولهم في رزقهم واكثر الله خيرهم وابعاد عنهم السياسة وتجار الدين وحفظ الله ولاة امورهم

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
?????9770@?????.???

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق