رأي

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️هل يستخدم بوتين السلاح النووي في هذه الحالة

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️هل يستخدم بوتين السلاح النووي في هذه الحالة

في العام 1945م كانت قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا تتقدم ببطء شديد نحو غرب المانيا بعد نجاح عملية الانزال الشهيرة في منطقة النورماندي في ساحل فرنسا الغربي وكانت قبلها قد قامت قوات الحلفاء بتسريب معلومات استخباراتية مقصودة الي المخابرات الألمانية النازية تفيد بان انزال قوات الحلفاء المرتقب سوف يكون في سواحل هولندا التي كانت تحت سيطرة القوات النازية مما جعل أدولف هتلر يعزز تلك الجبهة بقوات اضافية علي حساب خطوط الدفاع الاساسي قبالة الجزر البريطانية التي لا تبعد عن فرنسا الا بضع ساعات ولو حكم أدولف هتلر عقله واستمع الى نصائح كبار جنرالاته بعدم الاقدام على تلك الخطوة الغير محسوبة العواقب لما كان وقع في فخ خديعة تسريبات قوات الحلفاء فهولندا لاتوجد امامها علي جهة البحر اراضي صالحة قريبة تسمح للجنود بالتمركز ومن ثم الابحار نحو ساحلها المنخفض عن سطح البحر اذا
المشكلة كانت في شخصية أدولف هتلر الذي كانت اكبر الرتب العسكرية التي نالها هي رتبة رقيب متطوع في صفوف الجيش الماني في الحرب العالمية الأولى في ذلك الزمان كانت النمسا والمانيا عبارة عن بلد واحد بحكومتين منفصلتين فاللغة المانية كانت هي القاسم المشترك بينهم وأدولف هتلر هو في الاصل نمساوي الجنسية ولد سنة 1889 في فيينا وفي سنة1913 سافر الي ألمانيا والتحق بالجندية عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، وفيها تأجحت عواطفه الوطنية. وبعد الحرب، انخرط في « حزب العمال الألماني » سنة 1919. وغير تسميته إلى « الحزب الوطني الاشتراكي الألماني للعمال وبعد الحرب العالمية الأولى والتي انتهت بهزيمة المانيا وتقسيم املاك الامبراطور النمساوية المجرية كان أدولف هتلر يشعر بالغبن والكراهية نحو الدول التي تسببت في هزيمة مشروع المانيا الكبري اضافة الي ذلك فقد أدت الحرب العالمية الأولى إلى تدهور كبير في الإنتاج، حيث هبط مؤشر الإنتاج الصناعي من الأساس 100 لسنة 1913 إلى 57 سنة 1918، وانخفض الإنتاج الفلاحي، وذلك بسبب خسارات الحرب والاقتطاعات في الأراضي. وهكذا، أصبحت ألمانيا مضطرة إلى استيراد المواد الغذائية، في الوقت الذي نقصت فيه صادراتها الصناعية، وفقدت مداخيل أسطولها البحري والجوي المحجوزين من طرف الحلفاء، وأصبحت مضطرة إلى دفع تعويضات الحرب للحلفاء، وعرف ميزان الأداءات من جراء ذلك عجزا خطيرا، اضطر الدولة إلى إقرار أكبر عملية تخفيض للعملة وأسفرت الإجراءات الاقتصادية لدعم ميزانية الدولة والتقشف المالي الذي انتهجه عن تحسن اقتصادي بسيط ولكنها قوبلت بمعارضة شديدة من الشعب الألماني. وفي ظل هذه الظروف، توجه هتلر بالمناشدة والاستغاثة لجمهور المزارعين الألمان وقدامى المحاربين وأفراد الطبقة الوسطى الذين عانوا كثيرًا تحت وطأة التضخم المالي الذي حدث في العشرينيات والبطالة الناتجة عن الكساد الاقتصادي وفي عام 1932، عقد هتلر العزم على ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة وبالفعل تمكن أدولف هتلر عبر الانتخابات من الوصول إلى السلطة وتغير نهج ألمانيا من بلد ضعيف جدا الي قوة ضاربة وكان لمساعدي أدولف هتلر من العسكريين الكبار المسرحين من الجيش الالماني الذي هزم في الحرب العالمية الأولى دور كبير في انتصارات وتفوق الجيوش النازية ولكن كما يقال فان السلطة تسكر بدون خمر قام أدولف هتلر، بابعاد وتصفية العديد من القادة العسكريين من الجيش النازي بحجة وجود تسربات عن نوايا بعضهم في الاستيلاء على السلطة خاصة بعد حادثة محاولة اغتياله في مدينة ميونخ في العام 1944م ليجعل بعدها هتلر من نفسه القائد الاعظم بحيث اصبح هو المسؤول الاول عن كل شي مما انعكس ذلك ضعف الجيش الالماني وجعله بدون قيادة حقيقية امام جحافل قوات الحلفاء وفي شرق المانيا كانت قوات الجيش الاحمر التابعة لجمهوريات الاتحاد السوفييتي تلحق الهزائم بالقوات ألنازية بعد ان كانت تملك زمام الأمور الي درجة تمكنها من حصار مدينة لينينغراد عاصمة الدولة السوفياتية وقد لعب الطقس البارد دور كبير في تفوق الاتحاد السوفييتي علي النازيين ومع اشتداد الحرب علي الجبهة الشرقية. اقترح بعض جنرلات أدولف هتلر بان يقوم بسحب قواتهم المتواجدة في بحر البلطيق بغرض صنع خط دفاع رئيس امام زحف قوات الاتحاد السوفييتي الا ان عناد أدولف هتلر حال دون ذلك فقد كان يعتقد ان وجود قوات من الجيش الالماني في ساحل بحر البلطيق سوف يضمن للجيوش النازية في المستقبل امداد كافي من الوقود وقد كانت هي المشكلة الكبري التي كان يعاني منها أدولف هتلر و قد يكون تفكيره سياسيا وليس عسكرياً ولكن في حالات الحرب يجب ان يجلس الجميع علي طاولة واحدة عسكريين وسياسين بغرض التوصل الى انسب الحلول ولكن كان ذلك يعني عند أدولف هتلر يعني الموت لذلك فضل جنرلات الجيش النازي الصمت والاكتفاء بمتابعة ما يحدث وماهي الا ايام قليلة حتي وجد أدولف هتلر نفسه في كماشه في داخل مدينة برلين عاصمة البلاد و قوات الحلفاء لا تبعد عن المقر الرئيسي لمستشار ألمانيا الا بضع كيلو مترات غربا و نفس الشي كان بالنسبة لقوات الاتحاد السوفييتي في الجانب الشرقي من المدينة ورغم ذلك الحصار الا ان أدولف هتلر كان يرفض فكرة الاستسلام و اخذ يحث ما تبقي من الجيش النازي علي المقاومة والصمود ولو كان أدولف هتلر يمتلك السلاح النووي لما تردد ابدا في استخدامه وفي اخر المطاف عندما اتضح لأدولف هتلر انه ليس هناك امل في ايقاف زحف جيوش الحلفاء والاتحاد السوفيتي نحو العاصمة برلين اختار الانتحار عن طريق تناول مادة السيانيد السامة وأطلق النار على نفسه و أدولف هتلر كان يعرف اذا قدر لقوات الحلفاء او جيش الاتحاد السوفييتي من اعتقاله فلن يكون مصيره الا الاعدام شنقا وهذا ماحدث للرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي عجزت قواته في ايقاف زحف الجيش الامريكي نحو العاصمة بغداد بالرغم من تفوق العراقيين في عدد الجنود مقابل الجيش الامريكي الذي بلغ تعداده نحو 192,000 جندي وجيش المملكة المتحدة بلغ تعداده نحو 45,000 جندي
وجيش أستراليا الذي بلغ نحو 2,000 جندي ،وجيش بولندا الذي بلغ نحو 194 جندي ، مقابل خمسة ملايين جندي عراقي من الجيش والحرس الجمهوري خلاف مليشيات فدائي صدام والجيش الشعبي الذي ضم اعضاء حزب البعث الحاكم في ذلك الوقت في العراق الا ان كل ذلك التفوق العددي للجيش العراقي انهار امام الحرب الحديثة والتقنية المتطورة والتكنلوجيا من حرب بالصواريخ التي تعمل بالاقمار الصناعية والغواصات القادرة على اصابة اهدف في بغداد ولو كانت الغواصة في اعماق المحيط الهادي كل تلك العوامل لعبت دور في خسارة صدام للحرب ولو كان صدام حسين يمتلك السلاح النووي او حتي الكيماوية لما تردد في استخدامه ولكن الولايات المتحدة، ضمنت نزع ما كان عنده من اسلحة وصواريخ كان يمكنها من حمل رؤوس نووية الي تجمعات الجيش الامريكي او اصابة حلفاءها في المنطقة
ونفس الشي انطبق علي معمر القذافى حاكم ليبيا القوي والذي تصدي لثورة شعبية ضده بعد اربعين عاما من حكم مستقر اقتصاديا وفقير ديمقراطيا ولكن الحقيقة هي بان
معمر القذافي هو من تسبب في ماحدث له من سقوط فقد كشف بنفسه عن عزم بلاده التخلص من ما تملك من صواريخ واسلحة الدمار الشامل وربما ماحدث لصدام حسين جعل القذافي يشعر بانه الهدف التالي لذلك بادر الي كشف ماعنده من سلاح نووي حتي يتجنب غضب الولايات المتحدة والتي عجزت استخباراتها عن كشف ما عند ليبيا من سلاح نووي او قد تكون الرسالةٍ المسجلة في العام 2001 من الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، والتي كانت تتوجه للقذافي بما يلي حرفياً: “إما أن تتخلص من أسلحة الدمار الشامل أو أن الولايات المتحدة سوف تدمرها بنفسها وتدمر كل شيء دون مناقشة “، الأمر الذي استدعى من المسؤولين الليبيين آنذاك عقد اجتماعاتٍ سريّة مع مجموعةٍ من المسؤولين البريطانيين والروس والأمريكيين، بهدف تفكييك البرنامج بشكلٍ رسمي وبالفعل قامت الوكالة الدولية المكلفة بنزع الاسلحة النووية بزيارة ليبيا وبعد التأكد منه انه قد تم نزع وتدمير كافة اسلحة الدمار الشامل الليبية تدخلت قوات حلف شمال الأطلسي الناتو والولايات المتحده بعد عام واحد فقط في الحرب لصالح الثورة علي نظام القذافي وكانت النتيجة تدمير للبلاد وقتل معمر القذافي والذي لو كان يعلم بنواياهم لما سلم ماعنده من عتاد وسلاح نووي او ربما استخدمه ضد الجميع في حال وجود خطر يتهدد نظامه وفي العام 2014 وفي حوار في صحيفة الشرق الاوسط مع احمد قذاف الدم مندوب ليبيا الاسبق لدي الجامعة العربية عن ملابسات تسليم ليبيا برنامجها النووي عام 2003 وتوقف بلاده عن برنامجها لصناعة الصواريخ العابرة للقارات، التي قال إنها كانت وصلت فيها إلى مراحل متقدمة، ويُرجع سبب كل ذلك للغرب «الذي كان يجهز لمؤامرة كبيرة ضد ليبيا»ولكن القذافي لم يتذكر ان الغرب لا عهد له
والسودان هو الاخر لم يسلم من خداع الغرب حيث اقر الكونغرس الأمريكي في العام 2002م قانون عرف ( بسلام السودان ) توعدت من خلاله الادارة الامريكية كل من الحكومة السودانية والحركة الشعبية التي كانت تحارب في جنوب السودان بعقوبات وخيمة في حال لم يجلس الطرفين وايجاد سلام بينهم وهو حديث في ظاهره الخير وفي بطانه نوايا لفصل الجنوب وفي العام 2008 اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس المعزول عمر البشير بخصوص احداث اقليم دارفور بالرغم من ان عملية السلام لم تكتمل بعد مما فسرها البعض بمثابة كرت ضغط علي البشير بهدف تمرير عملية قيام الاستفتاء حول فصل او بقاء الجنوب ضمن السودان ومما يعزز ذلك الاعتقاد هو ضعف حماس المحكمة الجنائية الدولية بالمطالبة باعتقال او تسليم عمر البشير عقب انفصال الجنوب و سقوط نظامه اثر قيام ثورة ديسمبر حيث لم تقدم الولايات المتحدة لسودان الثورة اي مساعدات بل انها ربطت رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الا بعد ان تقوم حكومة السودان بدفع مبلغ270 مليون دولار بزعم أنها تعويضات الي اسر ضحايا المدمرة الأمريكية اس اس كول التي فجرها تنظيم القاعدة في قبالة سواحل اليمن ولا نعرف علي اي اساس قامت الحكومة السودانية بدفع اموال الشعب السوداني بدون وجه حق لدولة اخري بدون الاحتكام الي محكمة العدل الدولية وقبل اشهر قامت الولايات المتحدة بتعين سفير لها في السودان بعد سنوات طويلة وهي بذلك تريد قطع الطريق علي روسيا حتي توثق علاقاتها مع السودان وبالتاكيد بعد ان تضمن امريكا ذلك سوف تسعي الي تدمير السودان بالفتن والمشاكل حتي يلحق بمصير دولة الصومال التي تحاول منذ خروج القوات الأمريكية من اراضيها استعادة السيطرة علي البلاد الا انها لا تستطيع حتي السيطرة علي العاصمة مقديشو ، واليوم يعيد التاريخ نفسه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي دخل ضد جارته دولة اوكرانيا التي انفصلت قبل ثلاثين عاما من الاتحاد السوفييتي الذي كان يضمها مع روسيا بلد واحد ففي بداية الحرب كانت الكفة تميل لصالح الجيش الروسي والذي تمكن من الوصول إلى مشارف العاصمة الاوكرانية ( كييف) وسيطر الجيش الروسي علي مدن شرق وشمال اوكرانيا والولايات المتحدة ودول الغرب هم السبب الرئيسي في دفع اوكرانيا الي شق عصا الطاعة علي روسيا التي تعتبر انضمام الدول السابقة في الاتحاد السوفييتي بمثابة تهديد مباشر لها لذلك لم تتردد في اجتياح اوكرانيا بغرض تغير النظام السياسي فيها وتنصيب حكومة غيرها تكون مواليه لموسكو لقد كانت تقارير الاستخبارات العسكرية الروسية صادقة عن ضعف الجيش الاوكراني وقد اتضح ذلك منذ العام 2014م عندما نجحت القوات الروسية في ضم شبه جزيرة القرم للاراضي الروسية وحتي بعد اندلاع الحرب الحالية كان الجيش الاوكراني يعاني من ضعف واضح في العدة والعتاد مما جعل الجيش الروسي يصل المدن الأوكرانية بدون مقاومة و في زمن قياسي ويسيطر عليها ولكن تدخل دول الغرب والولايات المتحدة بامداد اوكرانيا بالسلاح والعتاد والمتطوعين والمرتزقة جعل الكفة تميل مرة أخرى لصالح الجيش الاوكراني وهذه الايام تشهد ساحة الحرب انتصارات متتالية للجيش الاوكراني المطعم بقوات خاصة من الولايات المتحدة، وبريطانيا حيث تمكنوا من اعادة تحرير العديد من المدن الاوكرانية بالتالي باتت الحرب ليست بين دولتين (روسيا وأوكرانيا ) فحسب وانما دخلت فيها اطراف اخرى لمساندة اوكرانيا ضد روسيا تحديد من حلف شمال الأطلسي فهناك تتدفق يومي للسلاح نحو اوكرانيا وقوات خاصة ورجال استخابرات غربية لرصد تحركات الجيش الروسي فالمعركة الان انتقلت من مرحلة العقوبات الاقتصادية من طرف الاتحاد الاوربي علي روسيا الي تدخل عسكري مباشر مقابل عزم موسكو علي ايقاف الغاز الطبيعي المسال الذي تعتمد عليه العديد من الدول الاوروبية ، ربما كان في عزم حلف شمال الأطلسي والولايات نحو روسيا اعادة تكرار ماحدث لأدولف هتلر في العام 1945م عندما وجد نفسه محاصر داخل برلين حتي سقطت المدينة وصارت بعدها المانيا تابعة لسياسة ونهج الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ولكن فات عليهم هناك الكثير من المياه قد جرت تحت الجسر فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان جنرال سابق في مخابرات الاتحاد السوفييتي وظل يعمل حتي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وروسيا هي الاخرى تملك ترسانة نووية ضخمة وصواريخ عابرة للقارات وموارد طبيعية ووفرة في الطاقة والغذاء والدواء وغيرها من عوامل الصمود وهي قادرة علي تشكيل تحالف اقليمي يضم كوريا الشمالية الدولة النووية والصين صاحبة الاقتصاد القوي والتي تعاني هذه الايام من تحريض الولايات المتحدة لجزيرة تايوان لاجل انفصالها عن البر الصيني وهذا الموقف من الولايات المتحدة، سوف يدفع بكين الي دعم روسيا بشكل صريح ،اذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يكون في وضع حرج كما حدث لأدولف هتلر وصدام حسين ومعمر القذافي فهو علي الاقل قادر بكبسة زر واحدة من اطلاق الاف الصواريخ النووية من منصات تعمل فوق وتحت الاراضي الروسية وغواصات تعمل تحت البحار والمحيطات الباردة نحو اهداف هي تعرف الطريق اليها وهي بذلك قادرة علي ارجاع البشرية مئات السنين من التخلف والدمار وانتشار الامراض في حال اندلاع حرب نووية

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
?????9770@?????.???

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق