رأي

خرجت الانقاذ ومؤتمرها الوطني مطرودين عبر النافذة و يريدون الرجوع الى الواجهة عبر موتمر القاهرة بقلم علاء الدين محمد ابكر

خرجت الانقاذ ومؤتمرها الوطني مطرودين عبر النافذة و يريدون الرجوع الى الواجهة عبر موتمر القاهرة
بقلم علاء الدين محمد ابكر

لا يوجد تفسير لما يحدث في موتمر مايعرف بالحوار السوداني السوداني المنعقد بالعاصمة المصرية القاهرة الا انه محاولة يائسة لاعادة نفخ الروح في جسد الانقاذ ذاك الاسم الذي يستحق ان يحمل مسمي الهلاك فهي بالفعل اهلكت الحرث والنسل بتدمير اقتصاد البلاد واشعال حروب عبثية لم يجني منها السودان الا الخراب والدمار والانقسام بانفصال جزء عزيز منا باعلان جنوب السودان كدولة مستقلة في العام 2011 كفشل ذريع لجميع النخب السياسية السودانية منذ العام 1955 تاريخ اعلان استقلال السودان فالجميع شركاء في ماحدث لهذا السودان المغلوب علي أمره ولكن لحركة تنظيم الاسلاميين نصيب الاسد من ذلك الفشل فتلك الحركة هي التي من اتت بالانقاذ في ليلة الثلاثين من يونيو في العام 1989 لتدشن عهدها بسلسلة من القمع والاستبداد وتاجيج الحرب في جنوب السودان تحت مسمى الجهاد الإسلامي ونتيجة ذلك فقد الوطن ارواح عزيزة من ابناءه كانت يمكن ان تسهم في نهضة السودان اذا ما وجد الوطن عقول مستنيرة قادرة علي تقبل التنوع الثقافي والاجتماعي الفريد الذي كان ولايزال يذخر به السودان

ان موتمر القاهرة يعتبر سقوط اخلاقي و وطني لكل من شارك فيه فهو مؤتمر يضم شخصيات كانت جزءا اصيل من نظام البشير ومستفيدة منه فكيف يقبل من كانوا بالامس في صفوف الثورة وضع ايديهم فوق ايادي من كانوا يباركون قتل واعتقال وقمع السودانيين في سبيل ان يظل البشير صنم يعبد ليكون الوطن بحاله قربان علي مذبح الكيزان لاجل تحقيق خرافة تجاوزها الزمن

ان الانقاذ كحكومة اسلامية تعتبر ساقطة منذ لحظة اختيار الجنوبيين الانفصال عن الوطن الام في العام 2011 فالاقتصاد لعب دور كبير في تراجع قبضة نظام الكيزان فالنفط الذي كان يساعد النظام علي شراء الذمم بات في تناقص بعد انفصال الجنوب ولم يجد البشير حل غير التنازل عن الشعارات التي كان يرفعها في السنوات التي سبقت توقيع السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في العام 2005 بقيادة الراحل جون قرنق ومن تلك التنازلات التقرب من الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في ملف رفع العقوبات الاقتصادية على السودان ازادت الرغبة اكثر في التقارب بين نظام الكيزان والولايات المتحده الامريكيه
عقب اندلاع هبه سبتمبر 2013 التي كادت ان تسقط النظام فقد كانت هبه شعبية شرسة جدا استخدم النظام كل الوسائل لاجل ان لا تمدد في انحاء العاصمة

في العام 2012م احبط النظام محاولة انقلاب فاشلة كان للجنرال صلاح قوش منها نصيب الاسد كانت نتيجة ذلك اقتياد الجنرال الغامض الي غرف التحقيق و الاعتقال مما يساعد ذلك الاجراء في المستقبل بعد سته سنوات علي لعب صلاح قوش دور هام في هدم المعبد على رؤوس الجميع علي طريقة شمشون الجبار وهذا ما حدث بالفعل في العام 2018م عندما عاد صلاح قوش من جديد الي منصبه القديم كمدير لجهاز الامن والمخابرات مره اخرى وهنا وجد الجنرال قوش فرصته لاجل توجيه السهام نحو من تسببوا بالامس في ان يدخل المعتقلات السرية التي كان يشرف عليها منذ ان كان ضابط صغير في جهاز امن النظام

رفع العقوبات الاميركية عن نظام الانقاذ لم ياتي عليه برد وسلاما وانما كانت النتائج عكس ماكان يتوقع خبراء الاقتصاد الكيزان فقد ساعد رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية في تضخم الاقتصاد الوطني وظهور طبقة فاسدة من رجال اعمال محسوبين على تنظيم الاسلاميين حاول البشير تقليم أظفارهم ولكنها مخالبها كانت قوية جعلت البشير ينكسر عندما دخل معهم في صراع انهت الجولة الاولي منه بتقدم ملموس لصالح البشير بقيادة صلاح قوش الذي استعان به البشير كمدير للمخابرات وهو الذي يملك خلفية جيدا عن التجارة و شؤون رجالات الأعمال حيث عمل علي اعتقال بعض القطط السمان ذلك المسمي الذي اطلقه البشير علي رجال الاعمال الاسلاميين الذين رفضوا التعاون مع النظام بالتبرع بربع ماعندهم من اموال تحت فقة التحلل وبالمقابل تمكنت القطط السمان في اخر المطاف من ارهاق النظام وتحت هدير ثورة ديسمبر والتي انطلقت بسب تردي الأوضاع الاقتصادية تم اقصاء البشير في مشهد دراماتيكي

ثورة ديسمبر حاول فلول النظام البائد اختراقها سياسيا تارة عبر بعض لجان المقاومة و تارة عبر عناصر انتهازية ركبت موجة الثورة ولا نعفي الحرية والتغير عن ماحدث من اختراق للثورة بسبب اهمالها لملف معاش الناس فتركها الملف الاقتصادي للسيد رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الذي كان بعيد كل البعد عن الواقع المعيشي السوداني فبدلا من استنباط حلول مثل تفعيل مشاريع الامن الغذائي لسد حاجة المواطنين من السلع الغذائية وكان يمكن استغلال اموال مشروع (ثمرات) في اقامة مشاريع الامن الغذائي كانت بلا شك سوف تسهم في سد تلك الثغرة ولكن تجاهل ملف معاش الناس جعل الامور تخرج عن نطاق السيطرة مما احدث ثغرة ساعدت على وقوع انقلاع الخامس والعشرين في اكتوبر 2021 والذي هو الاخر عقد المشهد السياسي

ان موتمر القاهرة لن يضيف جديد للسودان الا مزيد من الفرقة والانقسام فوجود عناصر كانت تسبح بحمد البشير ورهطه لن يجعله ذلك المؤتمر ينال ثقة الشعب السوداني الذي خرج في ثورة ديسمبر ينشد سودان جديد يسع الجميع وبالطبع لامكان لمن تسببوا في اعاقة مسيرة البلاد والعباد طوال السنوات الماضية

الاتفاق الاطاري ذاته يحتاج الى توافق من جميع الثوار وحاملي السلاح الاصليين فالحركات المسلحة الموجودة الان لا تمثل وجهات نظر البعض فالاستاذ عبد الواحد محمد نور رئيس حركةجيش السودان والذي انشقت منه معظم الحركات المسلحة الحالية وكذلك الفريق عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية والتي انشقت منه عدد من الحركات بما فيها حركة عقار والتي ذاتها انشق منها رهط من الحركات ابرزها حوكة ياسر سعيد عرمان فهولاء اذا لم يجلسوا مع بعضهم البعض فلن تعرف الفترة الانتقالية الاستقرار بالنسبة الي حركة العدل والمساواة فهي اقرب ود الي نهج الاسلاميين وان لبست ثوب الثورة رغم أن بدايتها كانت قومية ابان زعيمها الراحل الدكتور خليل ابراهيم الا ان مسلك دكتور جبريل ابراهيم لا يوحي بذلك من خلال اسلوبه الغريب في ادارة وزارة المالية فقد ارهق كاهل المواطنين في تناقض صارخ للشعارات التي كانت ترفعها العدل والمساواة برفع التهميش عن المواطن السوداني

يجب الاعتراف بان هناك من يرفض الاتفاق الاطاري من وجهات نظر عقائدية مثل جماعات الاسلام السياسى وهولاء لمكان لهم في قاموس الثورة فيكفي فترة الثلاثين عاما الماضية التي قضوها في السلطة حيث لم تثمر الا المزيد من التطرف والقمع والارهاب وهناك من يرفض الاتفاق الاطاري من ناحية سياسية مثل الاستاذ عبد الواحد محمد نور الذي رفض شراكة جديدة للعسكر في ادارة الفترة الانتقالية
كما رفض في السابق اتفاق الوثيقة الدستورية وهنا تبدوا كفة الاستاذ عبد الواحد محمد نور هي الرابحة نسبة إلى تحقق ما توقعه من احداث سياسية وبالنسبة إلى الفريق عبد العزيز الحلو فهو يرفض التواجد في اي منبر يتواجد فيه كل من مالك عقار وياسر عرمان حيث يري انه الممثل الشرعي لفكر الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي وضع قائدها الراحل جون قرنق دستورها الاول في السادس عشر من مايو 1983 وهو تاريخ تأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان

هناك اطراف دولية يمكن ان تلعب دور في تقريب وجهات كل من الاستاذ عبد الواحد محمد نور والفريق عبد العزيز الحلو ويمكن ان يمثل المبعوث الدولي المستر فولكر والذي يعرف تفاصيل العملية السياسية السودانية بشكل جيد وربما اكثر من بعض السياسيين و العامل الاكثر اهمية في نجاح الاتفاق الاطاري هو انحياز مكون مهم من المكونات العسكرية لصالح انتقال سلمي لسلطة مدنية هو الفريق اول محمد حمدان دقلو الشهير (بحميدتي) الذي لعب في السابق ادور طيبة ساعدت علي سقوط نظام الانقاذ حيث كان المخلوع البشير يعده ليكون اداة قمع ضد اي محاولة تسعي الي الاطاحة به ولكن الجنرال حميدتي استطاع قراءة الاحداث السياسية بشكل عبقري ولم يتردد في الانحياز إلى صفوف الثورة مما جعل بقية المكونات العسكرية تعلن في الحادي عشر من ابريل 2019م وضع حد لنظام الرئيس البشير بعد فترة ثلاثين عام من الحكم اذا الاتفاق الاطاري اذا ما وجد شرح وتبشير للرافضين له يمكن ان يكون مخرج للبلاد فالشعب الذي انتفض علي نظام الكيزان لن يقبل ان يعودوا مرة اخري تحت مظلات جهوية او قبلية بالتالي علي الثوار الحقيقيين الرجوع بعقارب الساعة الي فترة ماقبل اذاعة بيان الفريق اول عوض ابنعوف الذي اعلن في الحادي عشر من ابريل 2019 عن اقتلاع راس النظام والتحفظ عليه في مكان امن حينها كان الثوار علي قلب رجل وامراة واحدة مما جعلوا الجنرال ابنعوف يغادر منصبه بعد ستة وثلاثين ساعة فقط من اداءه القسم كرئيس للمجلس العسكري الانتقالي ومن ثم تحت الضغط الشعبي تحول المجلس من عسكري الي سيادي ضم مكونات مدنية لضمان انتقال سلمي للسلطة ولكن عدم وحدة الثوار قاد الي ماعرف حدث ماحدث بالتالي الوحدة الثورية مهمة جدا وحتي لايكون مصير الاتفاق الاطاري كمصير الوثيقة الدستورية يجب ان نضمن توافق جميع عناصر الثورة من لجان مقاومة وحرية وتغير وثوار مستقلين علي ادارة المرحلة الانتقالية بدون مشاركة اي عنصر شارك في النظام البائد حتي لحظة السقوط وحتما سوف يتوحد شعبنا المقهور وينتظم عقدنا المنثور

ان موتمر القاهرة الي مزبلة التاريخ والمجد للشهداء الذين سقطوا لاجل ان نعيش بحرية وهم الاحق بان نرفع لهم الايادي بالتحية والتقدير

ترس اخير

قال المهاتما غاندي
كثيرون حول السلطة، وقليلون حول الوطن –

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
????????????????????9770@????????????????????.????????????

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق