Uncategorized

سنهوري عيسى يكتب:: ( فئة الألف جنيه) .. مبررات (الأمس واليوم) والمستقبل المجهول

سنهوري عيسى يكتب::
( فئة الألف جنيه) .. مبررات (الأمس واليوم) والمستقبل المجهول

بدأ الحديث عن طرح فئات كبيرة من العملات الورقية السودانية (100، 200، 500، 1000 ) جنيه، أبان عهد الرئيس السابق عمر البشير ، من أجل معالجة أزمة شح السيولة التى اسهمت في زيادة الضغوط علي نظام البشير، ولكن للأمانة نجح النظام قبيل سقوطه في إصدار كل تلك الفئات النقدية الورقية الكبيرة وطرحها للتداول، ما عدا ( فئة الألف جنيه) التى بدأت إجراءاتها في عهده وتم تداولها منتصف يونيو الجاري رسمياً من قبل بنك السودان المركزي.
فإذا كانت مبررات (الأمس) التى دفعت نظام البشير لإصدار فئات ورقية كبيرة من العملة الوطنية تكمن في حل أزمة شح السيولة وانهاء الصفوف بالبنوك وأمام الصرافات الآلية بحثاً عن النقود وتقليل الضغوط على النظام… فما مبررات (اليوم) التى دفعت بنك السودان المركزي لاصدار فئة الألف جنيه.. في هذا التوقيت وبهذه السرعة.. وما المخاطر والمخاوف في المستقبل.. ؟
الإجابة الرسمية علي هذا السؤال حسب المنشور الذي أصدره بنك السودان المركزي وحدد بموجبه مواصفات إصدار العملة الورقية الجديدة فئة الألف جنيه، أن الإصدار يأتي وفقا لأحكام المادة 6/أ من قانون بنك السودان المركزي للعام 2002م،. واستنادا إلى سلطات البنك المركزي واختصاصاته ومسؤولياته في حماية العملة الوطنية واستقرار سعر صرفها ، والعمل على تحقيق الاستقرار الاقتصادي .
إذاً فإن مبررات إصدار فئة الألف جنيه (اليوم) هو حماية العملة واستقرار سعر صرفها وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
ومن هنا يتضح أن هنالك فرق كبير بين مبررات ( الأمس واليوم)، بينما تبقي المخاوف من ما سيحدث في المستقبل بعد البدء رسميا في تداول فئة الاف جنيه.
هذا المستقبل المجهول تباري في التنبؤ به ورسم صورته الخبراء الاقتصاديون والمصرفيون والمواطنون بمختلف طبقاتهم وانتماءاتهم، وحالاتهم النفسية والصحية وتعاملهم مع مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقاتهم في همس واحاديث المدينة، حيث علق البعض قائلا: ( صفرجت، انبشقت، والبلد انتهت، الله يستر)، بينما أطلق البعض اسم (فولكر) علي فئة الألف جنيه، علي غرار فئة الخمسمائة جنيه التى يطلقون عليها اسم (حمدوك).
الحالة الصحية والنفسية للمواطنين لم تكن بالافضل من حالة خبراء الاقتصاد والذين تشأم بعضهم وأبدي مخاوفه من إصدار فئة الألف جنيه، بينما بدأ بعضهم واقعي ووصف الأمر بالمنطقي في ظل تراجع القيمة التبادلية الجنيه السوداني.
يري المتشائمون ان طباعة فئة الالف جنيه ستزيد التضخم واستمرار فقدان الجنيه السوداني لقيمته التبادلية، وستسهم في زيادة اسعار الدولار وغلاء الاسعار وزيادة الأعباء علي المواطنين وتهيئة المناخ لتزوير العملة الوطنية ، وستعقد المشهد الاقتصادي في المستقبل.
ومن هنا يتضح أن هنالك تداعيات اقتصادية عديدة لإصدار فئة الألف جنيه، تتمثل في زيادة عرض النقود ، وسرعة انتقال النقود الأمر الذي يؤثر علي معدل التضخم، فضلا عن ارتفاع تكلفة طباعة العملة بالفئة الجديدة و إعدام الفئات القديمة ، وسهولة التعدي و الإجرام في الفئة الكبيرة الجديدة بالتزوير و النهب ، كما متوقع زيادة تكاليف التأمين عليها و الترحيل، خلافا علي زيادة المضاربة في اسعار الدولار وبالتالي زيادة الغلاء والمعاناة لدي المواطن الذي أصبح عاجزا عن شراء احتياجاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق