رأي

من أعلي المنصة ياسر الفادني أنا في العيون……ببنيلوا دارين !!

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
أنا في العيون……ببنيلوا دارين !!

سيد الإسم الأغنية التي تغني بها صاحب الحنجرة الماسية الراحل المقيم الجابري هي أجمل ما كتبه( سيد الإسم)  الأستاذ الشاعر الكبير  كامل عبد الماجد ، سيد الإسم يعتبر من شعراء المفردة الغنائية الراقية يمتاز أسلوبه أو مدرسته الشعرية بالبساطة وله رقة دافقة جمالا حينما يرسم القلم في ورقته شعرا ، يطوع أخيلة نبض القريض إلي عوالم جمالية في فضاءات عالية سموا وفنا ، سيد الإسم يجيد أسلوب السهل الممتنع ويضفي عليه ألوان قزح التشبيه البلاغي ، يمتلك أقطاب جذب  سمعية ووجدانية عندما تقترب منها يحدث لك الجذب السماوي الفني والإحساس الجميل والاصغاء الوجداني قبل السمعي….
سيد الإسم محبوبي ….وكتين يبتسم
الدنيا يا ناس تنقسم
الفرحة تملاه وتزعرد فيها ….والشوق يرتسم
هذا هو ( الكوبلي ) الأول من الأغنية افتتحه بالمخاطبة  بدون( يا النداء) !!  كما هو معروف في التقليد الشعري ، لكن خاطبه بالمبطن وأظهره واصفا ومحددا من هو المنادي عندما وصف وقال ( حبيبي) ووضع تعريف تشبيهي جميل ووصف حالة سلسلة جمالية عندما قال وكتين يبتسم ،  ولعل هذا التفرد يسميه النقاد (إظهار  المحسوس دون الإشارة إليه مباشرة)  وهذا أسلوب راقي يتبعه الشاعر ولا يعرفه إلا الذي أمتلك ناصية اللغة والفن والعزف علي الكلمات ، هنا الوصف الراقي والواضح والجماليات البلاغية الجاذبة حينما رسم لوحة راقية الألوان معبرة و أنشد: الفرحة تملاه….وتزغرد فيها والشوق يرتسم ….يا الله !!

في العيون ببنيلو دارين …..من مودة ومن غنا
بضمة في قليبي محبة فياضة وهنا ، هنا يظهر التقدير والحب وتعظيم الحبيب ووضعه في بؤرة النور التي تري بها الدنيا وهي العين وسكن من كان مكانه عين الحبيب وما أجمله من سكن ، الشاعر سيد الإسم كامل عبد الماجد حدد دارين فقط ولم يقل دور لكن لونظرت إلي ماذا افصح عن شكل ونوعية و محتوي  الدارين تجده اطلق الجزء لكنه أراد الكل اطلق المودة وهي عالم متسع وأطلق المني وهو الجميل المرتجي ،  همساتك تحنان القماري الراجعة للعش والحنا،  يلعب بالبلاغة لعبا عجيبا و يدندن بلمفردات العامية الجزلة

كامل عبد الماجد يعتبر من شعراء الحداثة ربط بين المذهب الغنائي القديم والشعر الحديث من حيث الأخيلة والعصف النبضي ولعله قاريء جيد ومدرك للقديم وأصر في نفسه أن يحدث ذلك القديم ليجعله يتجدد ويواكب ، سيد الإسم عمله الإداري والذي جاب فيه معظم مناحي هذه البلاد اكسبه جماليات إبداعية متفردة وظاهرة ، تغني له أكثر من 15 مغنيا علي سبيل المثال لا الحصر اغنية ( تائة الخصل ) للفنان حمد الريح ، سيد الإسم لايكتب إلا الجميل ولا يخرج إلا ذهبا ولايعبر إلا القا ولا يعزف إلا لحنا كلاميا جاذبا ، ولايعطي نبضه إلا لمن يستحق ويشبه ذلك الجمال الذي يكتبه ،  (سيد الإسم ) أغنية خالدة ورنانة،  اجتمع فيها اثنان من قامات بلادي الفنية كامل عبد الماجد بالقلم الرصين والجابري بالصوت الشجي،  هذا عسل سوداني مصفي يمكن أن نطلق عليه ودويتو متفرد و(يا هو دا الغنا السوداني ولا بلاش ) !.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق