رأي

د.زين العابدين العجب يكتب..بشراكم بريح يوسف وطلوع بدر محمد ..يااهل السودان يالخرطوم سنعود لمقرن النيلين وسنلاعب اطفالنا على شاطئ توتي

بشراكم بريح يوسف وطلوع بدر محمد ..يااهل السودان
يالخرطوم سنعود لمقرن النيلين وسنلاعب اطفالنا على شاطئ توتي

يام درمان سنعود لنأكل السمك في الموردة شهيا كفراق

الحرب اظهرت معادن الاتقياء البسطاء تتقد كما المآس كما كشفت عفن وعهر تجارها

نشتم عبق الخير القادم وخيل صلاح الدين وطلوع بدر الخرطوم

الحرب ستنفث خبث الارض والنيل يغسل الدرن والدماء

كتب: د. د.زين العابدين العجب

وتمُرّ أقدارُ الحياةِ ثقيلةً

فنُظنّ أنّا سوفَ نهلَكُ بعدَها

فإذا بلُطفِ اللهِ يهطِلُ فجأةً

ليُذيقَنا سِعةَ الحياةِ ورغْدَها

فنفوسنا عندَ الإلهِ وديعةٌ

حاشاهُ يخذِلُ صبرَها ويرُدّها

سيُغيثُها يومًا ويجبرُ كسْرها

حتى وإنْ طالَ البلاءُ وهدّها

اما المأساة فقد عشتها بنفسي في الخرطوم..حينما دمرت احلامنا امامنا وشتت الجثث امام اعيننا وحينما تقطعت الأرجل والايادي وادميت القلوب وتوجعت النفوس واهلك الحرث والنسل وتعفنت الخرطوم برائحة الجثث وخضبت مياه النيل بدماء الابرياء والضحايا العزل كما اغرق شباب وماتوا كما تتعفن جثث الجلادين في النيل وكما اغتصبت النساء تم اعادت تدوير عفن واسقاطت القتلة والمتلذذين بالدماء.
شهدت مع من حوصروا داخل توتي وعانوا الجوع والعطش والمرض.
شهدت تراجيديا الماسأة والخوف والظلم والجور واطفالي يشردون امام عيوني حد الالم والنزيف والوجع كما اطفال اخرين ولكن شعوري الشخصي حد العجز والانهزام لا تعادله صورة ومازالت المشاهد الحزينة والقاتلة الى حد الجنون تمزق الأكباد ومازال صراع العجز والهزيمة يحاصرنا حد أنين الثاكلات والمفجوعات لفقد فلذات الأكباد.
شهدته ياوليد وقد شاركت في دفن ضحايا الحرب في كلكول وكمر العجب والحليلة والكسمبر وقد مات بعضهم بالرصاص والمدافع واخرون ماتوا بفعل المرض والجوع ونقص الغذاء والدواء وقد عجزنا ان نقدم شئ ماعدا الدعاء.
شهدته ووالدتي تجري عملية وسط دوامة الحرب وكل الظروف ونزفت وانا اشعر بقهري وعجزي عن وعن وبقية المشهد احتفظ به لأن الكلمات تزيد عجزك وتكشف ضعفك وتصبح (شكية) لغير الله مذلة.
شهدت خوف الاطفال ورهبة النساء والحرب تدخل بيوتنا واصوات المدافع والدانات تصم الاذن.
شهدت موت الناس رجال ونساء اطفال وشباب وصبايا مثل ملامس الحرير الناعم وصبية مثل وطعم (بلد هيلنا) بلا اهل ولا اقرباء يبحث لهم عمن يلقنهم الشهادة ومن يتبرع لهم بالاكفان.
شهدت الحرب وكارثتها في مدارس وشوارع المدن والقرى ،في صور نساء تكشف المرأة فيها عورتها وهي لا تشعر من وخذ الالم وطفلها يصرخ امامها من الجوع وبعضهن صامدات واخريات بعن الهوى لا لانهن بلااخلاق لكن لانها الحرب والجوع والدمار ولحظات (الانا) وشهدت اخريات صمدن حد العفاف فرحلن الى جوار العزيز الرحيم بعزة نفس والالام لا تحتمل ولا توصف.
شهدتها في رحلات النزوح والجور والظلم واستغلال الانسان لاخيه الانسان.
لا استطيع ان اصف واعترف بعجز عبارتي وتقصير تعبيري عن قصص تقتل وتميت وتوقظ في نفس الوقت واشد من وخذ الابر وحد السيف واشلاء البراميل المتفجرة وتناثر الاحساد، ساموحني اهل السودان ان فشلت في رسم صورة الحرب في فقد رسمها تجار السياسة لوحة متعفنة بفعل سلوكهم وحب الكرسي وليتهم تركونا ،نحلم حتى بمثل هذا الوجع فقد احرقوا ذكرياتنا بل شوهوا ذاكرتنا وشوهوا حتى هواجسنا السابقة وافقدونا قلق الهواجس الجميلة وسلبونا حتى الوهم، اما شوارع بيوتنا فقد امتلأت بالدماء والجثث وياريت لو تركونا نسأل عن الافراح بل هولاء جعلونا نتمنى حطام قلوبنا القديم وحتى هذا نزعوه.
ومع كل ثقتي اننا سنرجع وسنعود وابشركم ان هذه الحرب ستطهر الخبث عن ارض الوطن ولكن التعافي سيحتاج وقت فقد ظهرت معادن الاتقياء البسطاء تتقد كما المآس فقد انحاز اصحاب الضماير الحية للمحتاجين وسقط اصحاب الدثور المتظاهرين ووجهاء الحضارة الزائفة في الامتحان واثبتت الحرب حوجتهم للبسطاء الانقياء حيث استضافوهم رغم ظروفهم ودافعوا عن العروض وانقذوا ما استطاعوا منها بلا مقابل وليتهم يتعلمون منهم.
كما سقط السياسيون في براثن دعارة الحرب بلا حياء ليتاجروا من جديد بدماء الابرياء.
لقد فتحت لنا الحرب المحجوب في النفوس والحقد المعبأ في خمارات ونخاسات الكثيرون.
كما ان مياه النيل بدأت تغسل الارض من نجاسات هولاء فاني اشتم عبق الخير القادم وريح يوسف وخيل صلاح الدين وطلوع بدر المدينة من ثنيات الوطن البتول ، ونحن نجهز لمرحلة وجوب الشكر علينا مع. اطلالة نور الذات المحمدية من جديد على ارضنا وشعبنا المحب لسيدنا محمد طب قلوبنا ودوائها وعافية ابداننا وشفائها ونور ابصار اهل السودان وضيائها وقوت ارواحهم وغذائها.
فقد حان انبلاج فجر الحرية والوطن وقد حان اوان الضياء وان نكون نجوما للسعد لكل الكون.

سنرجع للنيل عند مقرن النيل وسنلاعب اطفالنا على شاطئ توتي سنغازل زوجاتنا وحبيباتنا عند ساقية المقرن وسنلاعب محمد و مجتبى ومصطفى ومؤتمن ويس ودوازن ومها وفطومة القصب السكر وتلاعب ياعم محمد عثمان ومؤمن وأوان ودآن وميان وستلاعب ياوليد امنة وشهد ويونس وايمان وهند وكذاك ياجدو الفاتح ستلاعب صوفيا ومونيا في حديقة السادس من ابريل ، سنذهب سويا لنقول لهم هذه (البوسطة) التي كنا نتسكح في شوارعها مع محبوبتنا نبحث عن اشعار محمد سعد دياب ودراويش الفيتوري (اغناء سادتها) وعن كتب الغزالي (احياء علوم الدين) وعن ديوان ابن الفارض لتجلى ام در عشقا صوفيا مترع القسمات.
سنعود لنأكل السمك في الموردة شهيا كفراق احلام مستغانمي بعد أن نقرأ معها في حديقة الموردة ذاكرة جسدنا المتقدة وعابر سرير (الموسر) بالمحبة والمزين بجريد النخل لعريس وعروسة وهم يجهزون لسيرة العديل والزين كما سنزوج ابنائنا وبناتنا في الجزيرة في توتي الجزيرة ونغني مع حمد الريح وهو في برزخه (عجبوني الليل جو…ترس البحر صددوا ) وجزيرة المشروع ونغني في كمر العجب في ديوان جدي قمحا ووعدا وتمنى كما ستفعلها (لولادك) في گلكوك في ديوان علي التوم ويجتمع شمل التوماب سلالاة القريشاب ولكننا سنبكي مع (الولاد( في قمة الفرح ساپكي ابي وعمي عزالدين وامي فاطمة وامي الشريفية رقية وستبكي اعمامك نصرالدين وجعفر وبقية الراحلين ولكن سنحدثهم عنهم ونحكي لهم عن نخيل وبلح علي التوم ومنقة ودحمراء وتسللنا في (النهارات) لنفوز بالبلح مغامرات النفاذ للجنائن ستحدثم عن تيم المشعل عن عبود والقرعي وساحدثم عن الزين والشين رمز القوة مرورا بالعاصفة والتضامن في درجة الكاملين الاولى وحتى عن رحلةنادي العصمة والدرجة الممتازة وعن مامون صابون وعن صالح الامين وعن الخليفة النور وودالعجب وشيخ ابراهيم وعن عباس الطيب الهادي واغنية (اسد الخشش) وعن عبدالدافع محمد حمد وبالتالي عن ام درمان الاذاعة وبرنامج ربوع السودان التي ستعود مخضرة اراها كما السهول والوديان كما تخضر سواقي كسلا الشمالية والجنوبية على ضفاف القاش وكما تزدهر بطانة خريف الرشاش وكما تتزين الخرطوم عند مقرن النيلين وكما تعلو جبال كادوقلي ويلمع ذهبها ، ويتلألأ صمغ كردفان في سفن الشحن الاوربية ويشفي مرضى العالم ضمن كل دواء.
سنعود جدي الفاتح لا لنكتب بسونكي الدم بل لنتذوق كأس من شراب منقة جبل مرة واخر من تفاحها ونغني على انغام شلالات الجبل ونرضن مع الفور ونعبر من الجبل الى دارفور ونرقص طرب في خور نيالا ونأكل الشواء في سوقها و(نقيل) في جنينة المساليت ونبرئ جرحهم بترديد نشيد السلطان تاج الدين مع الفيتوري ونهبط نغني الكمبلا في فاشر السلطان، ومن هناك وعبر الصحراء نهبط دنقلا الصمود ونحتضن الصديق في القولد ونعبر الى حلفا القديمة ونغني مع وردي (اليوم نرفع راية استقلالنا) هذه (المرة) في رحلة الوعد الاخير ثم جبل البركل وكريمة المصنع والتاريخ ومروي الحضارة والطنبارة ويستمر المسير وبالقطار من ابوحمد المحطة الى عطبر ة الحديد والنار ودامر المجذوب في سلام صوفي يغازل السيد الحسن في كسلا وبارا والابيض رملا وسليكون يصنع كل شرائح الاتصالات والتكنولوجيا ثمنا نشيد به مسرحا لعروس الرمال ونحتفل بالسلام ويكون الطريق فاتح لنشرب لبن ماعز ام معبد سودانية في جبل موية الخزان في سنار لتنير كهربائها كوستي وربك وتعانق شبكة مروي اكتفاءا ذاتيا من السكر نتذوقه بطعم سكر كنانة في الروصيرص في سوق القنيص والدمازين تتلأ لأ انتاجا وماء وكهرباء خزان تصل مدني قطنا وقمحا ووعدا وتمني نغنيه مع ود الامين ونعيش ليست خمس سنين من الحب بل عقود سودان الغد المشرق.
ونغني للحبيبة مع ابوعركي ونضحك كلنا وتصحى الكهارب في المدن وتضج مصانع الخرطوم ويعود سوقها عربيا وافرنجيا واعيا وناضجا كما يغادر الاغبياء شارع المليون غبي في كسلا وطبعا يغادر اغبياء السياسة ساحات السودان بلا رجعة.
سنرجع يامحمد للنيل عند مقرن النيل وسنلاعب اطفالنا على شاطئ توتي سنغازل زوجاتنا وحبيباتنا عند ساقية المقرن وسنلاعب مجتبى ومصطفى ومؤتمن ويس ودواذن ومها وفطومة القصب السكر وابنائك عثمان ومؤمن ودان واوان وميان في حديقة السادس من ابريل ، سنذهب سويا لنقول لهم هذه (البوسطة) التي كنا نتسكح في شوارعها مع محبوبتنا نبحث عن اشعار محمد سعد دياب ودراويش الفيتوري (اغناء سادتها) وعن كتب الغزالي (احياء علوم الدين) وعن ديوان ابن الفارض للتجلى ام در عشقا صوفيا مترع القسمات.
سنعود يامحمد لنأكل السمك في الموردة شهيا كفراق احلام مستغانمي بعد نقرأ معها في حديقة الموردة ذاكرة جسدنا المتقدة وعابر سرير (الموسر) بالمحبة والمزين بجريد النخل لعريس وعروسة وهم يجهزون لسيرة العديل والزين كما سنزوج ابنائنا وبناتنا في الجزيرة والجزيرة في توتي الجزيرة ونغني مع حمد الريح وهو في برزخه (عجبوني الليل جو…ترس البحر صددوا ) وجزيرة المشروع ونغني في كمر العجب في ديوان جدي قمحا ووعدا وتمنى كما ستفعلها (لولادك) في گلكوك في ديوان علي التوم ويجتمع شمل التوماب سلالاة القريشاب ولكننا سنبكي مع الولاد في قمة الفرح ساپكي ابي وعمي عزالدين وامي فاطمة وامي الشريفية رقية وستبكي اعمامك نصرالدين وجعفر وبقية الراحلين ولكن سنحدثهم عنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق