Uncategorized
من اعلي المنصة ياسر الفادني كلما سقطوا.. ذبحوا خنزيرًا عند كل سماية!
من اعلي المنصة
ياسر الفادني
كلما سقطوا.. ذبحوا خنزيرًا عند كل سماية!
في المشهد السياسي السوداني، حيث تتقاذف الأمواج العاتية بقايا أحلام الحريةالتغيير، تتجلى أمامنا صورة عبثية عنوانها التشرذم والانقسامات المستمرة. فـ “قوى الحرية والتغيير”، التي حملت لواء الثورة يومًا ما، لم تلبث أن أصبحت كيانًا متآكلًا يتنازع بينه الفرقاء، وكلما إحتدم الخلاف في صفوفها، لجأت إلى تغيير الأسم أو تفريخ كيان جديد، وكأن المشكلة تكمن في اللافتات التي تتغير الوانها وخطوطها لكنها هي هي ! ،لا في جوهر الأزمة.
من “قحت” إلى “تقدم” ثم أنفلق منها جسم سمي “بصمود”، تتابعت التسميات، لكنها لم تستطع أن تخفي الحقيقة الصادمة: فشل سياسي راسخ ، وإفلاس فكري لم يعد يخفى على أحد. هذه التغييرات ليست سوى محاولات يائسة للهرب من مواجهة الواقع، إذ أن تغيير الأسماء لا يعيد الثقة المفقودة، ولا يحيي شعبية إنتهت تحت ركام التجارب الفاشلة.
الانقسامات المتتالية بين مكونات الحرية والتغيير ليست مجرد تعددية في الرؤى، بل هي إنعكاس واضح لحالة من التخبط السياسي والإرتباك الفكري، حيث لا يجمعهم سوى العداء لمنافسيهم، لكنهم لا يملكون رؤية موحدة أو مشروعًا وطنيًا حقيقيًا. هذه الأزمة جعلتهم عاجزين عن تقديم حلول عملية، فضلًا عن تشكيل حكومة مقبولة حتى بين حلفائهم، مما دفعهم إلى اللجوء لفكرة “حكومة المنفى”، في خطوة تعكس ضعفهم أكثر مما تعكس قوتهم.
عندما أعلن البعض عن فك ارتباطهم بالآخرين داخل هذه المنظومة، لم يكن ذلك سوى إعلان لفك الارتباك الذي لازمهم منذ البداية. الحقيقة أنهم لم يكونوا متماسكين يومًا، بل كانت تحالفاتهم قائمة على شعارات جوفاء لا تصمد أمام تحديات الواقع. فمحاولة إعادة إنتاج أنفسهم تحت مسميات جديدة أو تكوين جبهات بديلة لا تعني شيئًا سوى مواصلة الانحدار نحو الفشل.
إن هذه القوى، مهما تلونت وتكاثرت، فقدت القاعدة الجماهيرية التي كانت تعوّل عليها. فالجماهير التي كانت تملأ الشوارع يومًا ما باسم التغيير أدركت أن هؤلاء لا يملكون مشروعًا واضحًا، وإنما هم مجموعة من الساسة الذين يديرون صراعاتهم الخاصة دون أدنى اعتبار لمصلحة الوطن.
الحقيقة التي يجب أن يواجهها هؤلاء أن زمنهم قد انتهى، وأن إعادة تجربة الفاشل هو إثم سياسي لا يغتفر. فمن فشل في إدارة البلاد مرة، ومن خسر ثقة الشارع، ومن أثبت أنه لا يملك القدرة على الحكم، لا يمكن أن يعود مجددًا تحت أي ذريعة.
الرهان الآن ليس على تغيير الأسماء أو تبديل اللافتات، بل على ظهور قوى سياسية جديدة تمتلك رؤية حقيقية، وتتعلم من أخطاء الماضي. السودان يحتاج إلى قيادات تحمل مشروعًا وطنيًا، لا إلى جماعات مشغولة بتصفية حساباتها الضيقة.
إني من منصتي أنظر….. حيث أري ……. أن الاستمرار في لعبة تغيير الأسماء وإعادة تدوير الفشل لن يؤدي إلا إلى مزيد من السقوط، ولن يجدي معهم حتى لو ذبحوا خنزيرًا عند كل سماية!.