رأي

سنهوري عيسى يكتب : ( خالتي فاطمة) .. ( عافي منك وراضي عنك ربي يرضي عليك)

سنهوري عيسى يكتب :
( خالتي فاطمة) .. ( عافي منك وراضي عنك ربي يرضي عليك)

هنالك عيارات مؤثرة تصدر من المقربين مننا كلوالدين أو الأخوات والإخوان والأصدقاء والصديقات …أو من العظماء الذين سطروا أسمائهم في التاريخ و غيرهم تظل تلك العبارات محفورة في ذاكرتنا وتكون بمثابة التسلية للنفس والروح وتبث الأمل والفرح والتفاؤل والسعادة …
ولعل من العبارات المسلية لنفسي وروحي وتدب الفرح والسعادة والتفاؤل والأمل فيها تلك العبارة التي ترددها والدتي الحاجة (عائشة بت علي .. أو بت البريمكي) .. من البرامكة المشهورين بالكرم .. كلما أتصل عليها في التلفون حيث تقول لي والدتي عائشة بت علي : ( أنت كيف وأولادك كيف .. عافية منك وراضية عليك ربي يرضي عليك)… فيدب السرور في نفسي وترتحاح روحي بسماع الرضاء الصادق الصادر من الوالدة أمد الله في أيامها وبارك في عمرها .. التى برضاها نسأل الله أن يرضي عنا..
وكانت تسليني عبارة خالتي (فاطمة بت علي) الشقيقة الوحيدة لوالدي هي وخالي الوحيد (موسي ودعلي .. أو موسي ود البريمكي) …
وخالتي (فاطمة بت علي) رحمها الله رحمة واسعة واسكنها الفردوس الأعلى وجمعنا بها مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند ( الحوض).. كانت عندما أزورها ببيتها بقرية (الطليح) محلية المناقل أو اتصل عليها تقول لي: ( أنت كيف .. واولادك كيف .. نحن كويسين عافية منك ورضيانا عليك .. أن شاء الله ربي ينيلك الفي مرادك) .
لكن يبدو أنني لن أسمع عبارة ( خالتي فاطمة بنت علي) بعد هذا اليوم فقد انتقلت إلى الرفيق وأصبح صدي عبارتها وذكرياتها هي من تسلي النفس والروح ولن تغيب عنا وسنذكرها بالدعاء والصدقات ما دام في العمر بقية .
ويوم الجمعة الماضي ذهبت أنا ووالدتي (عائشة بت علي) لأداء واجب العزاء في وفاة خالتي (فاطمة بنت علي) والتى رحلت فجأة عن دنيانا الفانية .. وفي الطريق جالت بخاطري ذكريات الطفولة وذكريات زياراتي إليها أنا وأمي مشيا على الأقدام من قريتنا (المنارة ) محلية جنوب الجزيرة الي قريتها (الطليح) .. ومنها الي خالي (موسي ودعلي) بقريته (أم عشيرة محلية المناقل) ، برفقة خالي محمد بلولة مرورا بقري ام حجير وصقير وبقادي والأخيرة نزور فيها بنت خالتي فاطمة ( وزوجها محمد ود ابوكيف) ، ثم نتوجه الي ام عشيرة مرورا بقري كنانة والدقيساب ومن علي البعد نلحظ قري كثيرة حتي نصل إلى خالي موسى في أم عشيرة.
وعندما أخبرت سائق التاكسي الذي كان يقلني ووالدتي ، وماهر ابن أختي أميرة ورزان بنت اختي جليلة بعربته الي ( الطليح) أننا كنا نمشي كل تلك المسافة علي الأقدام أندهش وقال لي: زمان الصحة كانت سمحة ، وقلت له : لم تكن في سابق هنالك وسيلة متاحة ، إلا المشي على الأقدام أو ركوب الدواب (الحمار أو الحصان) .. أما التاكسي ما كان متوفر زمان .. لكن الحياة الآن تنعمت وأصبح أي شيء متوفر… ذلك الفضل من الله.
ستبقي خالتي (فاطمة بنت علي) معي يوميا في صلواتي ودعواتي ولن ننساها من الدعاء والعمل الصالح ، وستبقي ذكرياتي معها وعبارتها المؤثرة ( عافية منك ورضيانا عليك) تسلي الروح وتمني النفس بأننا سنلتقي عند ( الحوض) مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الفردوس الأعلى بإذن الله.. فهو ولي ذلك والقادر عليه..
واستلف عبارة والدتي (عائشة بت علي) التى ترددها لي كلما أتصل عليها لأودع بها ( خالتي فاطمة) والتى أقول لها: ( خالتي فاطمة بت علي.. عافي منك وراضي عليك وربي يرضي عليك) … وأن شاء الله ربنا يجمعنا في الفردوس الأعلى مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
ولكم أقول جميع من يعرفني ( عافي عنكم وراضي عليكم وربي ارضي عليكم) .. واعفو عننا … اللهم بلغنا وإليكم رمضان واعنا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمال … وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق