رأي

أبيي حساسية القضية وافق الحل

أبيي حساسية القضية وافق الحل

عندما أقرت اتفاقية السلام الشامل عام 2005م بين السودان وجنوب السودان لم تكن الإشارة إلى حق تقرير مصير الجنوب ومن ثم استقلاله في العام 2011م،كافية لتعبر عن التأثير الذي سيحدثه هذا الأمر في طول الحدود بين الدولتين التي يبلغ طولها نحو 2,172كم،ويمتد من حدودهما مع افريقيا الوسطى غربا حتى اثيويبا شرقا.
هذه المساحات الواسعة للحدود تضم مجموعات مختلفة من القبائل الرعوية وشبة الرعوية والمزارعين الذين ظلت مجتمعاتهم على امتداد عقود طويلة تتنقل بين الخطوط الإدارية بحرية تامة دون أن تعتريها أي عقبة قبل أن يأتي الإنفصال اللعين ويحول تلك الخطوط الإدارية إلى حدود فاصلة بين دولتين واصبحت تعبر عن حقوق سيادية ونزعة قومية متزايدة تحولت فجأة إلى نزاع اقليمي سياسي بين دولتين مخلفة سلسلة من التوترات بين المجموعات المختلفة المقيمة على طول تلك الحدود.
القضايا الحدودية المتشابكة والمتداخلة بين السودان وجنوب السودان هذه، تعد قضية أبيي واحدة من تلك القضايا المهمة لكونها من اكثر النقاط اشتعالا بين الدولتين بعد انفصال عنها بينما ظلت هذه المنطقة عصية على الإنفصال أو الإستقرار تاركة معها دخان كثيف من الجدل لذلك رأت قيادة السودان ممثلة في النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ضرورة الوصول إلى حل سياسي وامني يرضي جميع الأطراف ويؤدي إلى عقد حوار شامل بين مكونات المنطقة،بعد ان شهدت العديد من الإتفاقيات غير الصامدة ايام نظام البشير الذي وصف بأنه يحاول اللعب بالوقت دون اعطاء إنسان المنطقة الذي يحتاج إلى ماهو اكبر،خاصة في الجانب التنموي وتوفير الخدمات الأساسية وبناء السلام أي مسؤولية.
دقلو بالأمس وخلال الإجتماع المشترك بين السودان وجنوب السودان حول منطقة أبيي والذي عقد بفندق السلام روتانا بالخرطوم بصفته رئيسا للجنة الإشرافية للمنطقة أكد على ضرورة استمرار التنسيق والتعاون بين السودان ودولة الجنوب لبناء الثقة وتبادل الآراء حول كيفية توفير أساس متين للحل النهائي لتلك القضية،مبينا أن الإجتماع يأتي في ظل ظروف حرجة تمر بها السودان إلا ان عقده كان أولوية تقديرا لحساسية القضية والمعاناة الإنسانية التي تعيشها المجتمعات،مشيرا إلى أن ظروف السكان هناك لا تحتمل التأخير.
أبيي… تلك المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان والتي لم تعرف غير اجواء التوتر من حين إلى آخر لسنوات طويلة بين المكونات التي تقطنها وتتقاسمها تاريخيا،لابد أن تسارع قيادة البلدين الخطى في احلال السلام والأمن بها وهنا لابد من الإشارة إلى الدور الذي ظل يلعبه دقلو منذ ميلاد الثورة بهدف الوصول إلى افق ارحب لتلك القضية التي وضعت قيادة البلدين تحت امتحان عسير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق