Uncategorizedأخبار
*~~شارع الحلبي~ ~تزين بالانوار ومائدة~ ~الرحمن~*~ *الحاج مهران محمد حمزة..تجارة لن تبور*
*~~شارع الحلبي~ ~تزين بالانوار ومائدة~ ~الرحمن~*~
*الحاج مهران محمد حمزة..تجارة لن تبور*
ثمة مايلفت الانتباه في شارع سليمان الحلبي قبل أذان المغرب الإفطار خلال شهر رمضان المعظم.. طاولات وكراسي تمتد على مد البصر من بداية شارع سليمان الحلبي من عند مدخل الشارع من ناحية شارع عرابي وقبل نهاية الشارع الآخر قبل شارع عماد الدين..مائدة للرحمن ماشاء الله تبارك الله تتسع لاكثر من الف شخص، الأنوار التي اضاءت شارع سليمان الحلبي حولت الليل الى نهار مضئ.
قبيل الإفطار تضيق الساحة على سعتها بضيوف مائدة الرحمن رجالا ونساء شيبا وشبابا واسر وافرادا.
حركة لا تهدأ من موزعي الطعام، ثلاث أصناف من الاكل ورغيف وحلاوة.
مائدة الرحمن هذه يخفق لواءها طيلة شهر رمضان المعظم منذ عام 1990،
وهي عمل لوجه الله، بنية صادقة لارياء ولا سمعة فيها من الحاج مهران محمد حمزة حفظه الله.. وهو يُشرف يوميا على هذه المائدة بنفسه، يوزع الطعام، ويوجه العاملين على المائدة، ويُسد الثغرات.. ثم يفطر وسطهم، كانه ضيف مثلهم.
كنت قد كتبت قبل ايام عن مائدة الرحمن هذه كمشاهد حيث كنت اشهد يوميا من بلكونة الشقة التي أقيم فيها وتطل على مكان المائدة، بدء تجهيز الطاولات والكراسي ثم إحضار الطعام، وإقبال الضيوف على المائدة قبيل وقت الإفطار.. حيث يجلسون بشكل مرتب منظم دون ضوضاء..ولاحظت ان كل شئ يتم بنظام ودقة.. التوزيع بسهولة ويسر وسرعة.. وبعد الإفطار يتم اخلاء الشارع من الطاولات والكراسي في سرعة فائقة وتنظيف الشارع وغسله في وقت وجيز.. عمل مدهش يتم بحب وإتقان تحت إشراف الحاج مهران الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة..ويتم توزيع الإفطار على المارة من راكبي السيارات يوميا.
إعجابي بهذه المشاهد التي اصبحت اتابعها يوميا في كل تفاصليها دفعني لأتعرف على هذا الرجل المحسن الكريم، واستعنت باحد معارفه وهو السيد( منير خلف) لكي يعرفني على الحاج مهران.
وبالفعل التقيناه في مكتبه في احد محلاته لبيع قطع الغيار في شارع سليمان الحلبي.. ومع مشغولياته وتقاطعات عملاء المحل.. جرى حديثنا لطيفا سلسا.
الحاج مهران من ابناء محافظة سوهاج.
قدم إلى القاهرة وهو صغير في العام 1974،وبعد عام انضم الى ركب العاملين في سوق قطع الغيار ليبدأ خطوة على اول درجات تلك المهنة التي ستجذبه اليها بكل عنفوانها وأسرارها ليصبح واحدا من إعلامها وخاصة عالم سيارات المرسيدس وقطع غيارها.
قال لي الحاج مهران انه امضى الى الآن 55عاما في مجال قطع غيارات سيارات المرسيدس
(الصالون).
ولا ينسى الحاج مهران معلمه الاول
حسن عويس فهو يدين له بالفضل ومايزال. قال كان حسن عويس معلمي الأول.. تعلمت منه اسرار هذه المهنة بكل تفاصيلها.
ومنذ العام 1975كنت ملازما له.. اتعلم منه أصول هذه المهمة وادق أسرارها.
وأضاف مهران انه طوال فتره عمله التي تجاوزت نصف قرن، لا يعمل الا في مجال المرسيدس.
وقال إنه على خطى معلمه حسن عويس تخرج على يديه اكثر من15معلما جديدا في المهنة ذاتها..لهم محلاتهم واعمالهم.. وهذه نظريتي وطريقتي في عملي ان افتح الطريق والمجال لابناء هذه المهنة حتى يفتحوا محلاتهم الخاصة ويؤسسوا لحياتهم ومستقبلهم.
واضاف لقد وَرّثت هذه المهنه لأبنائي فابني ماهر محله في منطقة الحرفيين في السلام.
وابني محمد مهران لديه محله المستقل معنا في سليمان الحلبي.
وحول قطع غيار سيارات المرسيدس قال هناك الأصلي والتقليد.
وهناك قطع غيار مرسيدس تاتينا من إيطاليا تايوان والصين وغيرها.
وبعض الناس يشتري قطع الغيار المقلدة لأنها اقل سعرا من الاصلى.. وخاصة اذا كانت القطعة التي يريدها لا تؤثر على سلامة السيارة.
قلت له. َلقد ابتعدنا قليلا عن. موضوع جلستنا وهو مائدة الرحمن.
قال هذا الموضوع لا احب التحدث عنه كثيرا.. وهذه اول مرة اتحدث فيه مائدة الرحمن هذه.. فهذا حق ربنا علينا ان ننفق ونحسن الى عباده.
ومنذ ان بدانا هذه المائدة هنا في المكان ذاته في عام1990ونحن نواصل المشوار ولم. نتوقف الا فترة الكورونا.. و ظللنا نتوسع في المكان بزيادة العدد حتى تجاوزنا الالف شخص وزيادة في رمضان الحالي.. والحمد لله مصر عامرة بالخير وباهل الخير فلست وحدي فهناك من سبقونا بعقود في إطعام صائمي رمضان.. وحتى عندما كنا في سوهاج كان كثيرون يقومون بهذا الواجب.
ولست وحدي في هذا المشروع فهناك من يساهم بماله اوبمواد عينيه ومن يقدم جهده وبذله خالصا لوجه الله.
وقال إن من يعلمون معهَ يقومون بهذا العمل طوال رمضان أبتغاء للاجر والثواب.
وقال إن الطعام يعد يوميا في منزل وان الحاجة زوجته اكرمها الله تشرف على هذا العمل بكل تفاصيله حتى يتم نقله الى موقع المائدة.. ومعها10 أشخاص يقومون بهذا العمل يوميا عدا يوم الاحد.. فهو يوم. راحة للجميع.
وقال إن ابنه ماهر ينظم ايضا مائدة للرحمن كل أسبوع في منطقة الحرفيين بالسلام.
واوضح ان العمل منظم جدا ويتم شراء الَمواد الغذائية قبل وكاف وترصد لها ميزانيتها كاملة.
ولم. يشاء الحاج مهران ان يفصح عن تكلفة المائدة. فالعمل لوجه الله