رأي
سفر القوافي محمد عبد الله يعقوب رغم تعنت المليشيا ۔۔ ستنتهي الحرب بإنتصارنا ونجمع السلاح !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
رغم تعنت المليشيا ۔۔ ستنتهي الحرب بإنتصارنا ونجمع السلاح !!
بالأمس حاولت المليشيا العودة مرة اخري من غرب ام درمان الى عمقها بهجمة خاطفة ولكن اسود تكساس بسلاح المهندسين ونمور الاحتياطي المركزي الشجعان كانوا لها بالنرصاد ، فدمروا مركبات المليشيا ومرتزقتها ونكلوا بهم شر تنكيل ، فلم ينجوا فرارا الا العدد اليسير منهم ۔
واعود مرة أخري الى خطورة حمل السلاح الناري في ايدي المدنيين في حالة ( اللاحرب ) قبل غزو الجنحويد لولايات البلاد على حين غرة ، بدعم من ابناء السودان الخونة ، فقبل ان تطلق مليشيا الدعم السريع الرصاصة الأولى على الرئيس البرهان وحرسه الميامين الشهداء ، ايذانا ببداية الحرب الملعونة التي راح ضحيتها الآلاف من شبابنا في القوات المسلحة والقوات المساندة لها ومن المدنيين الابرياء ، وبين أرتال من جهلاء مليشيا الدعم السريع والآلاف من المرتزقة التشاديين والماليين والنيجريين والليبيين والآفرواوسطين والجنوبيين والاحباش والكولمبيين والاماراتيين والروس وعدد من الاوربيين والافارقة الذين دفع لهم شيطان العرب بن زايد والمعتوه حميدتي ليفرغوا لهما السودان من سكانه الاصليين , ليأتيا عقب هزيمة الجيش بعربان الشتات سكانا جدد ودائمين في سودان العزة والكرامة ، فقتلوا جميعا في معركة الكرامة بنيران خريجي الكلية الحربية ( مصنع الرجال وعرين الأبطال ) ۔
قبل حدوث هذا كله ، قال لي الممثل والمخرج الكبير محمد شريف علي ، في إفادات صحفية ( أفتحوا أبواب المسارح تغلقوا أبواب السجون ) في إشارة لأخذ العبر من الأعمال المسرحية التي تنير طريق الشباب وهي تتناول المسكوت عنه مسرحياً ليتجنبه الشباب على أرض الواقع ( ولكن حميدتي سبقه ففتح ابواب السجون ) – واطلق سراح كل مجرمي الحرب في ساعة واحدة – ، ومضى شريف في إفاداته الثرة الى أن الإنتاج المسرحي يحتاج الى المال ، ليس من الحكومة ولكن من رجال الأعمال وكبار التجار الذين يشترون ويبيعون في كل شئ إلا الفنون .
ونقول إن هؤلاء – أي الرأسمالية – سيعملون بعقلية القرون الوسطى الى أمد طويل ، لأنهم بصراحة مازالوا يعتبرون الإستثمار في الفنون نوع من ( قلة الشغلة ) أو ( قلة الأدب عديل كده ) .
ولكن بعد الذي يحدث في مسرح السودان الكبير من قتال دامي بين الاثنيات مع بعضها ، وبين القوات المسلحة والخارجين على القانون ، من جهة اخرى ، فإن ما قال به محمد شريف علي ، يجب أن يؤخذ مأخذ الجد ، فجميع أفراد المليشيات في الدعم السريع ( المجنون ) من الشباب ، وبعضهم ولد تحت نيران الرشاشات والمدافع ، وبعضهم أدمن مشاهدة الأفلام الأمريكية ( القاتلة) في مراهقته وظن أن ( الرجالة ) في حمل السلاح ، وجميعهم وجدوا ضالتهم في قادة بعض الحركات المصابون بإنفصام الشخصية وحب الأذية كالعقارب تماماً ، فملأوا بلادنا دماءً ولطخوا سمعتنا في الخارج .
عليه يجب أن تفرد مساحات واسعة في الجامعات والمدارس الثانوية والمتوسطة والإبتدائية للفعل المسرحي وأثره في تغيير المفاهيم البدائية ومقدرته على تنمية قدرات الشباب الأخلاقية والسلوكية من أجل جيل معافى ، وهذا سيدعم برنامج ثقافة السلام ، ولقد لمسنا أثر المسرح عبر مشاركتنا في القوافل الكثيرة التي سيرتها وزارة الثقافة طوال سنوات مضت الى ولايات وسط وغرب وشمال دارفور ، ومن ثم ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان نهاية بولايات النيل الأزرق والابيض والشمالية والبخر الاحمر والقضارف وكسلا ونهر النيل ، فقد كان تفاعل الجمهور في كل تلك الولايات مع الإسكتشات المسرحية الموظفة لعملية جمع السلاح كبيرا ، إذن لابد من مسرح قوي ومستمر يروي للناشئة عاقبة حمل السلاح والقتل والتقتيل ، خاصة وأن الحبوبات صرن ( مودرن) وأخريات ضاعت عليهن مقدرات ( الحكي ) في أجواء مليئة بالفضائيات العالمية المدعومة بالصورة الـ( الإتش دي) وهذا ما لا تستطيع أكبر حبوبة في العالم أن تنافس فيه ، لأن الحبوبة تروي بصوتها وتترك للمتلقين الصغار تخيل صورة ( الغول أو ود أم بعلو أو الشاطر حسن وفاطمة السمحة أو أبوزيد الهلالي ).. ولكن القنوات تأتي بالصورة العالية الجودة والصوت المفلتر فيغرق المتلقى تماماً وينهض ليتقمص دور البطل فيتسبب في حرق قرية وادعة وتشريد أهلها .
الإخوة أصحاب الأموال ، يا رجال الرأسمالية الوطنية الشرفاء ، غدا بإذن الله ستنتهي هذه الحرب الملعونة ، فإتجهوا نحو الإستثمار في الفنون وأولها المسرح وستجدون من يقف معكم ويحافظ على أموالكم فهناك العديد من الأساتذة والدكاترة والموهوبين الذين عرفوا كنه الدراما وينقصهم المال وسيكتب في ( cast) أي مسرحية تمولونها اسم من قام بدفع المال وستطوف المسرحية ولايات السودان والحساب ولد .
خروج
الفنان المسرحي إبراهيم زكريا والممثلة سميرة والمبهران مدثر وهيثم بفرقة دهيب المسرحية جعلوا مواطني ولايات البلاد يدركون فداحة حمل السلاح بالعرض الجيد ، والطريف أن اللواء قائد منطقة الدمازين العسكرية قد صعد المسرح عقب نهاية العرض وتسلم البندقيتين اللتين كاد أن يتقاتل بهما الإخوة في العرض المسرحي ، وهما من صنع نجار ماهر فعلق أحد قيادات الولاية بقوله ( سياتو طلع يتأكد البنادق دي حقيقية ولا لا ) ۔