رأي
اكثر من زاوية ..بهاء الدين أحمد السيد العيلفون … منبع العلم والثبات

أكثر من زاوية
بهاء الدين أحمد السيد
العيلفون … منبع العلم و الثبات
هاهو التاريخ يعيد نفسه ، وتجدد معاني النضال من أرض القرآن، ومصدر اشعاع العلم ومنارة الشرق (العيلفون) ، ثبات يدرس في العلوم العسكرية والاستراتيجية، والتكتيك الحربي .
حينما نتحدث عن معسكر العيلفون نتحدث عن سلاح المهندسين الذي يعتبر وحدة من سلاح المهندسين الأم في أم درمان ، فقد ظل سلاح مهندسي العيلفون عصيا علي أوباش الدعم السريع ، ومحصنا بعزيمة رجال لم يعرفوا المستحيل ، حاولوا أكثر من مرة دخوله وراء كثرتهم وعتادهم وعدتهم فماتوا ميته (الخراف ) ، في الوقت الذي تتصاعد فيه معنويات ضباط وجنود المعسكر والمستنفرين، من أبناء المنطقة (البررة)وغيرهم من المستنفرين الذين يحملون هم السودان بين حنايا صدورهم.
برزت عندها امكانات العقل الراجح والرشيد قائد معسكر العيلفون سعادة العميد الركن أمير إبراهيم سعيد ، فقد ظل مرابطا مع جنوده منذ المحاولة الاولى لاسقاط المعسكر يدا بيد مع جنوده ، وكتفا بكتف معهم في الخنادق، صمود لم يقل كفاحا عن المدرعات، أو ابطال الفاشر ،أو سلاح الإشارة، استطاع توظيف قدراته العسكرية ،واللوجستية، ليحقق انتصارا كبيرا بحمايه المعسكر من جهة ، والمحافظه علي أرواح مواطني العيلفون ، بتسهيل خروج سلس ، لأخر مواطن ، ليتفرغ بعدها الي مهمة عظيمة ، نجح عبرها إبن العيلفون البار ( أمير) من استئنزاف، العدو ، عبر حرب الشوارع ، فسقطوا مابين قتيل وجريح ، ليعود ضباطه وجنوده الي معسكرهم الحصين ، الذي استطاع أمير بحنكته أن يجعل من لهبه أمام اوباش الدعم السريع لايستطيعون مجرد التفكير في اختراقه أو عبوره .
فرح أهل العيلفون وانا منهم بابنهم البار ، الذي سطر معاني الفداء والثبات، والبطولة، محافظا علي أرض المعسكر من دنس التمرد حتي اقترن جيشه بدرع السودان ، وبهذا اضاف رصيدا جديدا لبقية المتحركات المعنية بتطهير بقية الجيوب في شرق النيل ، وتشكيل حماية جديدة لجنة عدن أرض التقابة والقرآن.
لن ننسي أيضا ونحن نتحدث عن قائد المعسكر في أن نسجل إشادة بالقائد سيف اليزل الذي وضع بصمة واضحة في مسار المحافظة علي المعسكر، وغيره من الضبابط وضباط الصف والجنود من أبناء العيلفون وغيرهم ممن طابت الارض بمقدمهم لجنة عدن .
التحية أيضا لصديقنا سعادة الفريق الركن محمد علي أحمد صبير (ود العيلفون) أحد أركان معركة الكرامة وربما الأسطر لاتسع لذكر كسبه وجهده ، وجهاده، في معركة الكرامة فهو يعد أحد ركائز المؤسسة العسكرية لجيشنا الباسل.
نعم ،أعلم تماما حجم الحزن الذي غطى نفوس أهل العيلفون وهم يخرجون منها وقتها نحو المجهول ، خروجا أجدني فيه مقتبسا بخروج النبي صلي الله عليه وسلم من مكه ليقول عباراته المشهورة لولا أخروجني منك لما خرجت) ، نعم لقد شاهدت الرجال والنساء والاطفال علي ظهور السيارات، وراجلين، في زهول تاريخي، ليستقر بهم المقام داخل السودان وخارجه، لكنها الايام دول فقد عادت (جنة عدن) بعزيمة أبنائكم واستبسالهم، أكثر قوة ومنعة ، ليظل المعسكر شامه مضيئة للعيلفون.
إن كان من ثمة رسالة فانني أوجهها لكل أحبتي في مدينة العيلفون لاسيما الذين استقروا في مناطق ( الباقير الشرقي ، والحفرة ، والحديبة) وبقية الولايات ، أن أعطوا مساحة كافية لترتيب العودة حتي يتمكن سلاح المهندسين من إزالة مخلفات الحرب ، وحتما سيعطي اشعارا بذلك ، فاننا نريدها فرحة في المنابر ، والشوارع ، والبيوت ،من أول بيت في العيلفون وحتي اخرها بلا دموع ، أو حزن ، وهنا اجدني لاهجا بالدعاء أن يرحم الله برحمته كل من فقدنا من أرواح للشهداء في معركة الكرامة في العيلفون ، وغيرهم من مواطنينا الذين تم موارتهم الثري خارج العيلفون أن يحشرهم في زمرة الشهداء ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، نعم نريدها فرحة بلا حزن ، وحتما ستعود العيلفون التي عهدناها، فهي دروس وعبر ، واختبار وابتلاء نجح فيه الجميع ، وهو يغادر موطنه ويتحمل هموما كالجبال، لكنها الحرب ، التي قطعا اخرجتنا أكثر قوة وصلابة .
#نصر الله قواتنا المسلحة .