رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب آبار السلطان على دينار في ذي الحليفة .. عبق التاريخ وكسوة الكعبة الشريفة !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
آبار السلطان على دينار في ذي الحليفة .. عبق التاريخ وكسوة الكعبة الشريفة !!
إكراماً لقائد سوداني فذ ، دوخ جيوش المستعمرين ورفع راية لا اله الا الله في البلاد وحث الناشئة على تلقي العلوم القرآنية بالمسائد والخلاوى وتكفل بمعاشهم من أجل أمة متماسكة نورد هذه السيرة الموثقة ويعد السلطان علي دينار من أشهر السلاطين الذين حكموا إقليم دارفور ووقفوا مع الثورة المهدية في دحر المستعمر، كما قام السلطان بنشر الدعوة المهدية في عهد الخليفة عبد الله التعايشي، حيث كان يقوم بإرسال المحمل سنوياً إلى الأراضي المقدسة، فاسمه هو السلطان علي بن السلطان زكريا بن السلطان محمد الفضل.
وولد بقرية الشاواية غرب مدينة نيالا. وعرف والده بالتدين الشديد، واشترك مع ابن عمه السلطان أبو الخيرات في ثورة أبو جميزة.. وأعلن سلطاناً بعد وفاة السلطان أبو الخيرات، وانضم للثورة المهدية وقدم إلى الفاشر عام 1891م، حيث استقبله الأمير عبد القادر دليل بحفاوة. وفي عام 1892م زار أم درمان وبايع الخليفة عبد الله وعمل في قوات المهدية واشترك في حملة إسكات حركة علي جيلي المناوئة تحت إمرة إبراهيم الخليل. وفي سبتمبر عام 1898م عاد إلى الفاشر واستعاد عرش أجداده، ووقف في وجه الغزو البريطاني، واستشهد مدافعاً عن استقلال البلاد في اليوم السادس من نوفمبر عام 1916م.
ومن أشهر انجازاته التي لم يشاركه فيها أي حاكم للسودان حتى اليوم هي كسوته السنوية للكعبة المشرفة وحفره لمجموعة آبار في ذي الحليفة لشرب الحجاج بعد ادائهم لفريضة الحج ووقوفه على حوجة الناس للماء ولم تكن أرض الحجاز أو المملكة العربية السعودية كما أصبحت لاحقا بهذا الثراء الكبير فقد كان الناس فقراء وينتظرون حجاج السودان ليأخذوا منهم ما يقتاتون به لباقي العام والافادة الاخيرة قالها لي رئيس الوفد السعودي المشارك في فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية في جمهورية الجزائر في العام 2012 م .
ولكن ظل الإعلام ينكر أفضال علي دينار والائمة أيضاً، وذو الحليفة الذي حفر فيها السلطان علي دينار آباره هو ميقات الإحرام لأهل المدينة والذين يمرون عليه من غير أهلها يحرمون منه، وهو من المواقيت التي حددها النبي ويعتبر أبعد المواقيت عن مكة ويقع المسجد على الجانب الغربي من وادي العَقِيق المبارك، في المنطقة المعروفة باسم “أبيار علي” ويطلق عليه البعض مسمى مسجد أبيار علي -أو آبار علي. ويبعد عن المسجد النبوي قرابة أربعة عشر كيلو متراً .. وسبب التسمية (أبيار علي) الاسم المشهور بالمدينة، إنما هو نسبة لعلي بن دينار والي دارفور في ذلك الوقت.
ويقول بعض أهل الشأن الديني السعودي إن هذا غير صحيح ؛ فإن علي دينار(وهو سلطان دارفور) المنسوب ذلك الاسم له جاء إلى الميقات عام 1898م حاجاً (أي منذ حوالي مائة عام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي وهو خارج للحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار. الجواب الذي لا يختلف فيه اثنان : أن هذا الاسم معروف مذكور ومنثور في بطون الكتب قبل ولادة علي دينار بمئات السنين. فقد ذكره ابن تيمية (المتوفي سنة 728) وقال : في فتاواه (فذو الحليفة : هي أبعد المواقيت، بينها وبين مكة عشر مراحل، أو أقل أو أكثر بحسب اختلاف الطرق، فإن منها إلى مكة عدة طرق، وتسمى وادي العَقِيق، ومسجدها يسمى مسجد الشجرة، وفيها بئر، تسميها جهال العامة : “بئر علي”، لظنهم أن علياً قاتل الجن بها، وهو كذب، فإن الجن لم يقاتلهم أحد من الصحابة، وعلي أرفع قدراً من أن يثبت الجن لقتاله، ولا فضيلة لهذا البئر، ولا مذمة، ولا يستحب أن يرمي بها حجراً ولا غيره.)
خروج اخير
ستعود فاشر السلطان علي دينار آمنة مطمئنة ويفك عنها الحصار على يدي احفاد دينار قريبا، وتعود مشعلا متقدا لتحفيظ القرآن الكريم ، فهي درة دارفور وكاسية البيت الحرام ومنارة الإسلام في السودان .


