رأي
بروفيسور ابراهيم محمد آدم يكتب يا صالح عبده المستشار الثقافي مفترى عليه
بروفيسور ابراهيم محمد آدم يكتب يا صالح عبده المستشار الثقافي مفترى عليه
لقد ظللت من المتابعين لصفحة الإعلامي صالح عبده وما ينشره فيها من تسجيلات تتناول معظم نواحي حياة الشعب السوداني بالتركيز على الجوانب الاجتماعية والثقافية واسال الله له التوفيق ولكن ما تناوله في تسجيله لهذا الاسبوع وما جرت به الاسافير حول بعض الحفلات غير المسئولة التي يقيمها السودانيون بمصر وتحميل وزرها كله للمستشار الثقافي الدكتور مرتضى على عثمان فأعتقد أن ذلك التسجيل قد جانبه الصواب كثيرا فتلك الحفلات أن وجدت تنظمها جهات لا دخل لها بالمستشار ولا السفارة فيما خلا المناسبات الرسمية مثل الحفل الذي أقيم لدعم القوات المسلحة في منزل سفير السودان بناحية المعادي .
لذلك إن حدث ما يشين في تلك الحفلات فلا دخل للمستشار فيه ولا سلطة له في اتخاذ قرار بوقفها .كما أتفق معك أن الوقت غير مناسب البتة للاسراف فيها إذ ما زال الجرح نازفا وما جفت مآقينا. بل إننا نخجل الآن مما اقترفته ايدي بعض أبناء الوطن من أجل دنيا يصيبونها على جماجم واشلاء الشعب السوداني.
ما يجب أن يعلمه البعض أن السفارة بالقاهرة تقع عليها هذه الأيام اعباء تنوء بحملها الجبال وتشفق منها. والناظر إلى تكدس طالبي الخدمة بها يجد أن عديدهم يفوق مجمع خدمات الجمهور بحي العباسية والتابع لوزارة الداخلية بمصر الشقيقة. فمصر المؤمنة تحملت ثاني عبء بعد السودان في كل شيء تقريبا عند اندلاع تلك الحرب اللعينة.
إن الخدمات الأساسية التي يطلبها الجمهور من اي سفارة تتركز في القسم القنصلي والثقافي والطبي وباقي الاقسام بالسفارة تركز على العلاقات الثنائية مع دولة أو دول التمثيل لأن السفارة قد تغطي احيانا أكثر من دولة في مقر واحد.
ذلك الأمر يلقى على المستشار الثقافي عبئا ثقيلاً وانا شاهد على عمل المستشارية التي تتابع طلاب التعليم العالي الذين قارب عددهم العشرين ألفا وطلاب التعليم العام وقد يصلون مائة ألفا أو يزيدون والبرامج الثقافية في بلد التمثيل وأنشطة الجالية الثقافية وما أكثرها والبرامج الرياضية المحلية التي تنظمها الجالية ودولة التمثيل والعربية والإفريقية والعالمية التي يمثل السودان فيها والشئون الدينية والاجتماعية وما أكثرها.تلك المهام تجعل من الصعوبة حتى مصافحة المستشار الثقافي للذين يقصدون و يملأون مكتبه طوال اليوم الذي يمتد أحيانا إلى ما بعد صلاة العشاء فيقابلهم جميعا بابتسامة تفيض صدقات و تتسع للجميع. فهل تبقى له زمنا أو مزاجا ليقضيه طربا وابتهاجا في الحفلات جيدها وهازلها.
وكعادة كثير من الناس في عدم تحري المصداقية ساروا بذلك التسجيل من غير تبصر فرموا بريئا دون ذنب جناه ونسأل الله للجميع الهداية والغفران.