Uncategorized
تطبيع العرب مع اسرائيل ما بين الرفض و القبول بقلم علاء الدين محمد ابكر
تطبيع العرب مع اسرائيل ما بين الرفض و القبول
بقلم علاء الدين محمد ابكر
كل تطبيع له وجهان رسمي و شعبي فالاول يختص بالحكومات والثاني يختص بالمجتمع المدني واذا لم يكن هناك توازن ما بين الاثنين فان الانهيار هو مصير اي تطبيع اين كان
ان العلاقات العربية الاسرائيلية لم تعد كما كانت منذ العام 1948م تاريخ بداية الصراع بينهم خاصة بعد اعلان اسرائيل عن قيام دولتها فوق ارض كانت تحت سيطرة الاستعمار البريطاني الذي انسحب بشكل مفاجئ بدون ان يرتب لمرحلة جديدة تقود الي توافق الاطراف اليهودية و العربية بشقيها (المسلم والمسيحي) كانت نتيجة ذلك دخول جميع الاطراف في حرب كل طرف اتخذ لها اسم وحشد لها الحشود تحت غطاء ديني او قومي مما عقد الحل و رغم قيام الامم المتحده بتقسيم الارض الي دولتين عربية واسرائيلية عبر قرار عرف بتقسيم فلسطين هو الاسم الذي أطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت (33 مع، 13 ضد، 10 ممتنع) ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، كالتالي:
دولة عربية: تبلغ مساحتها حوالي 4,300 ميل مربع (11,000 كـم2) ما يمثل 42.3% من فلسطين وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوباً حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر.
دولة يهودية: تبلغ مساحتها حوالي 5,700 ميل مربع (15,000 كـم2) ما يمثل 57.7% من فلسطين وتقع على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حالياً
القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.
الا ان عدم جدية المجتمع الدولي قادت الي وقوع الحرب من جديد ما بين اسرائيل و العرب في يونيو من العام 1967م قادت تلك الحرب الي اجهاض حلم قيام الدولة العربية في الضفة الغربية وقطاع غزة التي لم يكن لها اثر في الوجود فقد تقاسمتها كل من المملكة الأردنية الهاشمية بالسيطرة علي الضفة الغربية و مدينة القدس الشرقية و جمهورية مصر العربية التي كانت تسيطر علي قطاع غزة مما قاد الي غياب الصوت الفلسطيني المقسم ما بين العرب انفسهم ( مصر والاردن ) و عقب حرب اكتوبر 1973م ما بين مصر واسرائيل والتي انتهت بتوقيع اتفاقية سلام كامب ديفيد في نهاية سبعينيات القرن الماضي قام البلدين بتبادل السفراء و لكن السؤال هو هل وجدت تلك الاتفاقية ما بين اسرائيل والمصريين قبول شعبي عربي سواء كان ذلك داخل مصر نفسها او خارجها ؟
و لماذا تم رفضها شعبيا و قد ساعدت تلك الاتفاقية الجانب المصري علي استعادة كامل سيطرته على شبه جزيرة سيناء المصرية !
و عربيا فرضت الدول العربية عقوبات اجتماعية وسياسية بمقاطعة جمهورية مصر العربيه عبر جامعة الدول العربية التي انتقلت الي مقر جديد في جمهورية تونس بدلا عن القاهرة التي كانت مقر دائم للجامعة العربية
وداخليا تم قتل الرئيس المصري انور السادات بواسطة عناصر اسلامية مندسين ضمن الجيش المصري خلال احتفالات لذكري نصر اكتوبر في العام 1981 وذلك
احتجاج علي اتفاقية السلام مع اسرائيل في اكبر ضربة للتطبيع بين البلدين مما انعكس حتي علي الاعمال الفنية و الثقافية المصرية فظهرت اصوات تعمل ضد التطبيع و معروف ان لجمهورية مصر العربية تأثير ثقافيا كبير علي الدول الأخرى من خلال الاعمال الدرامية والمنشورات الثقافية والفنية والكتب فهي تعتبر قلب العرب النابض والملاحظ ان الحكومات المصرية الشبه عسكرية عجزت عن تسويق فكرة التطبيع مع إسرائيل بالرغم سطوتها الامنية
في العام 1990 قام صدام حسين الرئيس العراقي الراحل باحتلال دولة الكويت بسبب خلاف نفطي بينهم ولكن عندما قادت الولايات المتحدة الأمريكية حلف عسكري دولي من عشرات الدول بهدف اخراج جيش العراق من الكويت رفع صدام حسين القضية الفلسطينية كشعار لاجل احياء القومية العربية وقال حينها ان الطريق الي القدس يمر بالكويت فهل كانت الكويت جزء من اي تطبيع مع اسرائيل؟ حتي تدفع ثمن شي لا علاقة لها به !
و هل الكويت هي التي تسببت في ماحدث من معاناة لشعب فلسطين ؟
اذا بالتالي القضية الفلسطينية اصبحت متجر كبير يتسوق فيه كل باحث عن السلطة فاحد اسباب انقلاب 23 يوليو 1952م ضد الملك فاروق في مصر كان بسبب اتهام العهد الملكي باهمال تسليح الجيش المصري في حرب 1948م فقد اتهم فيها وزير دفاع الملك فاروق بتزويد الجيش المصري باسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية مما قاد الي هزيمتها امام الجيش الاسرائيلي والحصار الشهير في الفلوجة ونفس القضية الفلسطينية كانت سبب في انقلاب العقيد معمر القذافي علي الملك الليبي ادريس السنوسي في العام 1969م
و في اعقاب هزيمة العرب في حرب يونيو 1967م شهدت تلك الفترة تصاعد لفكرة القومية العربية فكان ضحيتها الاخري هو السودان الذي شهد انقلاب عسكري في الخمسة والعشرين من شهر مايو 1969 قاده الضباط الأحرار المدعوم من تنظيم القوميين العرب و نفس الشي تكرر في سوريا و العراق و كاد يحدث في المملكة المغربية لولا الحظ الذي لعب دور كبير مع الملك الراحل الحسن الثاني في انقلاب الصخيرات الذي وقع ضده و لكن ماذا كان مصير قادة تلك الانقلابات العسكرية التي وقعت بحجة دعم القضية الفلسطينية ! فقد كانت النهاية غير سعيدة لمعظمهم حيث سقط النميري في ثورة شعبية عارمة في ابريل 1985 وقبلها تورط نظامه في تسهيل نقل اليهود الاثيوبيين( الفلاشا) الي اسرائيل في اكبر فضيحة لمن كان يرفع شعار القومية العربية ولم يكن صدام حسين افضل حال حيث سقط نظامه السياسي في اعقاب الغزو الأمريكي عام 2003م ليكتشف العالم ان الشعب العراقي كان ينتظر ذلك اليوم بفارق الصبر من خلال الاحتفالات الشعبية بسقوط النظام حتي و لو كان ذلك بيد قوات اجنبية ، و نفس الشيء انطبق علي نظام معمر القذافي في العام 2011م فقد سقط عبر ثورة شعبية مدعومة عبر طيران حلف شمال الأطلسي الناتو و في سوريا اندلعت التظاهرات تنادي بالتغير ولكن الثورة السورية اختطفت بيد دول الجوار السوري اضافة الي العناصر الاسلامية المتطرفة فتحولت سوريا الي ساحة لتصفية الحسابات الدولية
وقبلها كانت تونس هي شرارة الربيع العربي باندلاع ثورة شعبية احتجاج على انتحار الشاب محمد البوعزيزي الذي اقدم علي ذلك نتيجة غياب حقوق الإنسان في تونس و منها انتقلت الثورة الي مصر و لكن فلول النظام السابق تمكنوا من استعادة السيطرة علي الاوضاع السياسية في جمهورية مصر العربية اذا يمكن ان نخرج بخلاصة القول وهي ان القضية الفلسطينية كانت بالنسبة لهولاء الحكام عبارة عن جسر للوصول إلى السلطة وهو نفس الشيء الذي سوف ترفعه جماعة الاسلام السياسي في الوطن فبجانب تحرير الاقصي رفعوا شعار تطبيق الشريعة الإسلامية تتغير الوجوه ويظل المسرح واحد
عقب كل الاحداث التي مرت علي المنطقة العربية اتضح للعالم ان الشعوب العربية كانت في شوق الي الديمقراطية والتغير و ان ما قام به الحكام العرب اتجاههم من قمع واضطهاد كان
افظع من وجود الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي وبالمقارنة بحال الفلسطينيين المعيشي في الداخل و بقية العرب في بلدانهم نجد ان الفرق شاسع اقتصاديا خاصة بعد توقيع حركة التحرير الفلسطينية اتفاق سلام اوسلو مع الجانب الإسرائيلي في العام 1993م بجانب المملكة الاردنية الهاشمية عبر اتفاقية وادي عربة مع اسرائيل ساعدت تلك الاتفاقية الفلسطينيين على تكوين اول كيان سياسي معترف به دوليا يعبر عنهم ( السلطة الوطنية الفلسطينية ) و هي ادارة شبه فيدرالية اقرب الى الكنفدرالية مع اسرائيل اقتصاديا ساعد على ازدهار الاقتصاد الفلسطيني وايقاف العنف ولو بشكل جزئي بين الطرفين فالمساحة الجغرافية التي يعيش فيها الإسرائيليين والفلسطينيين تساعد علي زرع الثقة بينهم في حال وجود رغبة صادقة في السلام ونفس الشيء ينطبق في حالة الحرب اذا فان الاختبار الحقيقي للتطبيع ما بين العرب واسرائيل يكون بالنظر الي دراسة تجربة اتفاقية اوسلو 1993م التي جمعت ما بين الراحل ياسر عرفات قائد منظمة التحرير الفلسطينية والراحل اسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي فان نجاح او فشل تلك الاتفاقية سوف ينعكس سلباً أو إيجاباً
مستقبلا على خطوة للتطبيع مع اسرائيل ومن ثم التطبيع الشامل مع العرب والمسلمين
و يبقي السوال الجوهري هل وجد التطبيع سند شعبي عربي ؟
الاجابة لا
و السبب يعود إلى انعكاس الواقع الفلسطيني الذي ينقل للعالم العربي عن تفاصيل ما يدور هناك من متاعب للمواطن العربي الفلسطيني من قتل واعتقال و هدم للمنازل و في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات الحديثة لم يعد يخفي شيء وبنفس الطريقة تقوم و سائل الاعلام الاسرائيلية بعكس ما يحدث لمواطنيها من اعتداءات وقتل ونقلها الي العالم الغربي اذا نحن امام تحشيد دولي كبير لن يساعد على ابرام سلام دائما
فالاتفاقيات الثنائية ما بين بعض الدول العربية واسرائيل اضرت كثيراً بالتطبيع مستقبلا والحل في تطبيع عربي موحد مع اسرائيل بدلاً عن التطبيع الفردي لبعض الدول وذلك لضمان مناقشة كافة القضايا العالقة بينهم و لو كان قدر للعرب الاتفاق مع اسرائيل في عام 1948م بوضع صيغة سلام تناسب الجميع لكان ذلك مهد للتطبيع في المستقبل بشكل يبعد شبح الحرب التي
لم تتوقف منذ العام 1948 وحتي الان
وفي بداية الصراع العربي الاسرائيلي لم يكن هناك شحن اعلامي كبير بمثل ما عليه بعد حرب 1967م خاصة وانه كان هناك عدد من اليهود يعيشون في بعض الدول العربية بشكل طبيعي و لم يفكروا في الهجرة إلى اسرائيل الا بعد وقوع حرب يونيو1967م و التي وجدت صدي اعلامي عربي واسع شمل حتي تسخير الفنون والغناء كسلاح لشحذ الهمم العربية بعد ما اصيبت الكرامة العربية في مقتل اثر الهزيمة النكراء التي تعرضت لها الجيوش العربية
ولكن لماذا انتكس التطبيع ما بين الفلسطينيين وإسرائيل في عام 2002م والاجابة هي الصراع السياسي في داخل اسرائيل نفسها ما بين الصقور والحمائم فقد انعكس ذلك علي السياسية الخارجية الاسرائيلية فكانت سيطرة رجال الدين اليهود في اسرائيل واضحة جدا بعدم الحياد عن اكمال مشروع الدولة اليهودية التي تستند إلى التوراة وبالمقابل في داخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية كانت هناك اصوات تجاهر بعدم قبول اسرائيل استناد إلى القران الكريم فظهرت حركات الجهاد الإسلامي و حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تنادي بالحرب المقدسة اذا الصراع الاسرائيلي الفلسطيني تحول إلى مرحلة جديدة بعد اتفاقية اوسلو 1993 من صراع سياسي الي صراع ديني (يهودي مسلم) (بعد خروج المسيحية من دائرة الصراع بعد ما ضمنت لهم اتفاقية سلام اوسلوا 1993 حرية العبادة في كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم حيث لا تشترك المسيحة في مواقع دينية مقدسة مع اليهود او المسلمين ) و ذلك الصراع اليهودي المسلم سوف يعرقل مستقبلا التطبيع خاصة بعد صعود جماعات الاسلام السياسي في عدد من الدول العربية وقبل ذلك ساعد وصول الاسلاميين في تركيا للحكم علي دعم التيارات الإسلامية في العالم و في نفس الوقت حافظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علي شعرة معاوية مع اسرائيل مع الاحتفاظ بعلمانية الدولة التركية و هذه هي نفس الاشياء التي يحاربها في الدول العربية الاخري عبر اعلام تركي خارجي يختلف عن الاعلام الداخلي حيث يحاول السيد رجب طيب اردوغان استغلال كل مناسبة للظهور على انه سلطان عثماني جديد مدافع عن المسلمين
ولكن هل المواطن العربي ضد التطبيع ؟
سوف احاول تحليل الشعوب العربية بمعايير الفقر والغنى والايمان بالمباديء
لتكن ضربة البداية بشعوب منطقة الخليج العربي وهي لا تمانع في قبول السلام الابراهيمي اذا وافق عليه اولياء الامور عندهم من ملوك وسلاطين وامراء وذلك يعود إلى استقرارهم السياسي والاقتصادي و الاجتماعي والثقافي حيث شعار تلك الدول ان طاعة الله من طاعة ولي الأمر بالتالي يندر أن تجد عندهم اصوات شعبية تعارض التطبيع او حتي تمارس العمل السياسي عكس الدول العربية الاخري التي تشهد اقتصاد ضعيف جدا مما يجعل شعوبها في حالة ثورات دائمة ضد الحكام الذين بجانب ممارستهم للقمع السياسي عرف عنهم تجويع وسرقة شعوبهم لذلك لا طاعة لهم واذا رجعنا الى سبعينات القرن الماضي عندما ابرمت جمهورية مصر العربية اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل لم تكن هناك مقاومة شعبية مصرية وان اقتصرت على فئة المثقفين من خلال الاعمال الفنية المعارضة للتطبيع مع إسرائيل و لم يلجاء المصريين الي العنف لمعارضة التطبيع بسبب تدفق المساعدات الاقتصادية الامريكية للحكومة المصرية كحافز لها نتيجة قبولها السلام مع اسرائيل ولكن بعد قيام الاتحاد السوفييتي السابق بغزو افغانستان سنة 1979م تتأثر بعض الاسلاميين المصريين بالمجاهدين الافغان حيث انضم العديد من العرب الي القتال ضد الاتحاد السوفييتي حينها تتطور الفكري الجهادي المصري الي ممارسة العنف كنوع من انواع الحرب علي الحكومة المصرية فكان اغتيال الرئيس انور السادات نتيجة لذلك في العام 1981م خلال استعراض عسكري يحتفل فيه بذكري انتصاره على اسرائيل اول رد فعل اسلامي ضد التطبيع
ظهور المتدينين من الطرفين في الصراع العربي الاسرائيلي مثال لذلك ( اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحق رابين) نتيجة احتجاج رجال الدين اليهود علي السلام مع الفلسطينيين بالتالي فان الفكر المتطرف قد يقود إلى نسف كل المجهودات المبذولة للتطبيع خاصة في الدول العربية الغير مستقرة اقتصادية وسياسياً مثل ( السودان وسوريا و لبنان واليمن) فالتطبيع بالنسبة لهم اذا لم ينعكس على اقتصادهم ومعاشهم فلا داعي له علي خلاف دول الخليج العربي وليبيا والجزائر فان التطبيع بالنسبة لهم له فلسفة خاصة ما بين الرفض والقبول فالمواطنون في الخليج العربي وليبيا والجزائر لن يتأثروا منه سلبا او ايجابا من الناحية الاقتصادية التي هي اصلا لا يعانيون منها في حال رفض او قبول التطبيع مع إسرائيل ولكنهم لهم قناعات خاصة
ختاما
فان مستقبل التطبيع ما بين العرب واسرائيل قد يواجه العديد من المشاكل ونسردها علي النحو التالي
1/ القوميين العرب هم ضد اي تطبيع مع اسرائيل استناد إلى ماضي تليد من الرفض والممانعة وانهم يرون انفسهم ولدوا من رحم ذلك الصراع و هولاء في تناقص مستمر منذ وفاة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر و سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واهتزاز نظام البعث العربي في سوريا وسقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حيث لم يعد الا فئة قليلة من كبار السن تؤمن بالقومية العربية
2/ المتشددون الدينيين و هولاء ينقسمون الى فئتين ( أ ) فئة تؤمن بالسلم مع العمل ضد التطبيع ومحاربته بالمكر والخديعة وذلك عبر
الوصول الى السلطة الحاكمة منهم حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة رجب طيب أردوغان و حزب النهضة التونسي والحركة الاسلامية في المغرب و هولاء خلاف لتركيا ليس لهم تأثير كبير جماهيرياً بسبب افتقارهم للمال الذي يساعد علي عملية الاستقطاب السياسي
(ب) فئة اخري تؤمن بالعنف في محاربة التطبيع منهم ايران التي تدعم حزب الله اللبناني والحركات المسلحة الشيعية في العراق واليمن عبر فيلق القدس الإيراني اضافة الي حركة حماس والجهاد الاسلامي والقاعدة وداعش والحركة الاسلامية السودانية التي وصلت الى الحكم في السودان عام 1989م ولكن الصراع الداخلي فيها جعلها تنقسم على نفسها وتنشغل بالمال و هي مزدوجة الفكر و يمكن ان تبدل مواقفها السياسية في اي لحظة وهي لا تمانع التطبيع مع إسرائيل في حال ان يضمن لها ذلك البقاء في السلطة مستقبلا بعد تجربتها مع ثورة ديسمبر التي اسقطتها بعد ثلاثين عاما من الحكم المطلق
(ج) الفئة الثالثة هي طبقة رجال المال والأعمال العرب الذين ينظرون الى التطبيع من ناحية تجارية ربحية و هولاء يراهنون علي المال في في الوصول الي السلطة الحاكمة و من ثم ابرام اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل مقابل رفاهية المجتمعات الفقيرة التي يمكن استغلالها عبر الثورات بحجة الجوع والفقر بمثل ما يحدث في الجنوب السوري هذه الايام (السويدا)
(3) هناك مشكلة في داخل اسرائيل و هي باسناد منصب سياسية لرجال الدين اليهودي مما يقود إلى وقوع احتكاك مباشر مع الفلسطينيين ينجم عنها اعمال عنف تصب مباشرة في خانة اعداء التطبيع من جانب العرب و المسلمين
والمشكلة الاخري في الجانب الاسرائيلي هي انها تريد تطبيع سياسي وليس تطبيع اجتماعي وذلك هو الاهم فهناك انظمة عربية ديكتاتورية لا تصلح ان تقوم اسرائيل بالتطبيع معها و في نهاية المطاف سوف يضر ذلك باسرائيل نفسها في حال سقوط تلك الانظمة القمعية اذا الافضل ان تقوم اسرائيل باجراء حوار مباشر مع الجماهير العربية حتي يكون هناك مناخ جيد يساعد على التطبيع بشكل يرضي الجميع وايجاد حل يرضي الجانب الفلسطيني فطالما هناك عدم استقرار بينهم فان ذلك لن يساعد علي استدامة التطبيع ما بين العرب واسرائيل اجتماعيا وشعبيا اذا بالتالي فان مفتاح التطبيع ليس في وجود حاكم عربي جاهز للتوقيع مع اسرائيل وانما في الحل الحقيقي في قيام اسرائيل بتسوية خلافتها مع الجانب الفلسطيني
علاء الدين محمد ابكر
????????????????????9770@????????????????????.????????????
جمهورية السودان