نظم القصيد عند الشاعرة دكتورة رماح بشير

نظم القصيد عند الشاعرة دكتورة رماح بشير
الخرطوم /قراءة / مبارك حتة
الشاعر ابن البيئة هي التي تشكل وجدانه وتستفز حس الدواخل لديه لينسج من بعدها ويغزل حروف تمشي بين الناس كلمات مموسقة تعبر وترسم واقع الحال .
هذا ما ظاهر علي العيان في قصائد الشاعرة دكتور رماح بشير كما يبدو في بعض قصائدها ان البيئة هي التي تكتبها شعرا وليس هي التي تكتب الشعر بقدر تلك الانفاس الباينه بين السطور في بعض مفاصل الكلمات عندما تقول :
سكت صهيل قلمي الكان بعربد في السطور
جفل الكلام طوقني صمت اهل القبور .
في الابيات تلك استخدمت مفردة مغايرة في ابيات القصيد مثل صهيل وهو تشبيه صوت الحصان كانما يسرع بين السطور ويبعثرها
ومن العبارات البليغة ايضا .
جفل الكلام اي طار الحديث وقتها واطبق كصمت القبور .
في منحي اخر من سطور القصيد كان رسم الصورة حاضر ليشكل المعني والشاعرة د كتورة رماح تقول :
ابحث افتش عن حرف كيفن يجيني بدون حبور .
ماالعبرة سدت للحلق سيل الدمع يملا البحور
والبيت الاخير فيه دلالات الحزن وتساقط الدمع الذي شبهته الشاعرة رماح بالبحور .
وكانما تذهب بعيد بخيالها التصويري وفق رؤيتها الحالمة ولسان الحال يشير الي ان الدمع يفيض عن حاجة  النيل وفي ذات الوقت يملا البحور دفق منساب .
وردت عند الشاعرة دكتورة رماح بشير بعض الكلمات العامية النادر استخدامها في بيوت الشعر  لانها تتطلب مهارة استخدام ووضعها في سياق القافية والبناء في القصيدة ذات نفسها بحيث تقبع في موضعها المناسب مع التسلسل المتبع في نظم الابيات الشعرية كما هو واضح في بعض الابيات التي تقول :
اهضرب ابرطب بالكلام سكرانه من دون خمور
ودعنى فرحى الكان زمان لازمنى مده من الدهور .
وفي اخر ابيات القصيدة واصلت الشاعرة في ذات الاستخدام للعبارات والكلمات العامية وهي تقول :
اتمكنى الوجع حشحش حشاي رهف علي قلبي الصبور
يا رب تلزمنى الصبر غير الامل غير الصبر انا شن بدور .
من سياق المفردة يتضح ان الشاعرة دكتورة رماح البشير خطت لنفسها طريق خاصتها في طريقة كتابة وتطويع لغة الضاد  بفن مهارة كتابة القصائد التي تنقل لنا صورة ما بداخلها من اشجان وخلق مساحة تنفس وتنفيس بنظم الحروف .
وهي انواع من حرفية الكلم يمكن ان تجد لها لحن يطوعها لتصبح اعمال مغناة ويتضح ذلك من نوع القافية المرسومة رسم يتسع معه خيال الفكرة 
سكت صهيل قلمي الكان البعربد في السطور
جفل الكلام طوقني صمت أهل القبور
احكيكا كيفن أوصفك يا يوم غروب شمس السرور
ابحث افتش عن حرف كيفن يجيني بدون حبور
ما العبره سدت للحلق سيل الدمع يملا البحور
خلانى امسك للورق اكتب اخط من غير شعور
اهضرب ابرطب بالكلام سكرانه من دون خمور
ودعنى فرحى الكان زمان لازمنى مده من الدهور
طار لى بعيد فوق للغمام سافر مع سرب الطيور
لا خاف مطبات السحاب ولا هجوم من النسور
كان همو يبعد يرتحل يفوت بعيد منى ويغور
سحروك لي ادوك عين لا شيخ يفكك لا بخور
كحل ايامى اكتست السواد لا شمس تنيرا ولا بدور
اتمكنى الوجع حشحش حشاي رهف علي قلبي الصبور
يا رب تلزمنى الصبر غير الامل غير الصبر انا شن بدور