رأي

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️البشت وضرورة تأسيس لغة سودانية خاصة

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️البشت وضرورة تأسيس لغة سودانية خاصة

اقسم بالله بان هناك العديد من السودانيين ما كانوا لايعلمون ماذا تعني كلمة (البشت) الا عندما علق المذيع الرياضي علي قيام امير دولة قطر باهداء ليونيل ميسي تلك العباءة السوداء في حفل تسليم كاس العالم للمنتخب الارجنتيني (فالبشت) يعرف في السودان بمفردة العباءه وحتي روساء السودان السابقين والحاليين ربما لم يسمعوا بكلمة البشت الا بعد ذلك

دائما نقول ان السودان ليس بلاد عربية بشكل كامل بالرغم من وجود نسبة مقدرة من العروبة ولكنها لاتتجاوز 10% واللهجة السودانية هي خليط مابين كلمات كوشية قديمة و نيل صحراوية و عربية وهندية و فارسية وتركية وإنجليزية ومع تولي الاسلاميين للحكم في السودان عقب انقلاب الانقاذ العسكري البائد سنة 1989 حاولوا بقدر المستطاع تعريب العديد من المفردات العامية السودانية ولكن علي المستوي الشعبي لم تنجح بين المواطنين خاصة في اطراف البلاد واذا ذهبت حتي الي المناطق التي تنحدر منها المجموعات العربية وطرحت عليهم اسماء لمفردات من الجزيرة العربية فلن تجد رد شافيا الا من بعض من المتعلمين فاللغة العربية تدرس في المدراس السودانية وهي ليست مكتسبه وكثير ما يفشل بعض الطلاب في استيعاب مسائل النحو والبلاغة وغيرها من علوم العربية ونعود الي موضوع (البشت) (الجمع: بِشوت) والذي يُعرف في بعض اللهجات المحلية العربية باسم مِشلح و العباءة التي يرتديها العرب وقد اشتهر البشت في حفل ختام كاس العالم عندما اهدها امير دولة قطر للنجم الارجنتيني ليونيل ميسي كنوع من التكريم له وبالتالي فان كل سوداني شاهد ذلك المنظر سوف يصف (البشت) بالعباءة وهو الاسم الشائع في السودان فالسودانين لايعرفون اساسا هذه المفردة فهي غير موجودة في لهجاتهم العامية لذلك يجب الاعتراف باننا بلاد متنوعة في الثقافات والعادات والتقاليد وليست بلاد ذات نهج ثقافي واحد كما ارد النظام البائد ايهام الناس فالسودان حتي اسمه الحالي لم يظهر في الوجود الا في عشرينات القرن الثامن عشر الميلادى مع قدوم جيش محمد علي باشا فهو الذي اطلق هذا الاسم علي كامل المناطق التي نجح ابنه اسماعيل باشا وصهره محمد بك الدفتردار في ضمها لولاية مصر التركية وقد كان لهم ذلك بعد اسقاط مملكة سنار وانتزاع كردفان من سلطنة الفور بعد معركة بارا التي قتل فيها المقدوم مسلم والي سلطنة الفور علي كردفان و قبلها لم يكن لهذه البلاد اسم متعارف عليه وكانت تعرف اجزاءها الجغرافية بالمفردات الشعبية فكان يطلق علي الشمال مسمي السافل ويقصد به انحدار نهر النيل نحو الاسفل وعلي الجنوب مسمي الصعيد بمعني ارتفاع منابع وجريان نهر النيل صعود الي جبال الحبشة ومن الغريب ان مسمي الصعيد الذي يقصد به النيل الازرق لا يشمل النيل الابيض الذي لم يكن مكتشف بشكل كافي في ذلك الزمان كما هو حال نهر النيل الأزرق المعروف الذي بانه ينبع من الحبشة ويطلق علي الشرق مفردة دار صباح ويقصد بتلك المفردة مشرق الشمس وعلي الغرب يطلق اسم دار الريح وبالمقابل نجد في الجزيرة العربية مفردات جغرافية لتعريف بعض المناطق مثالا لذلك اسم الشام ويقصد به الشمال اي شمال الشخص واسم اليمن يقصد به الجنوب يمين الشخص والحجاز وهي المنطقة التي تفصل ما بينهم ونجد هي المناطق المنخفضة وهكذا لكل منطقة مفردة اسم خاصة بها وكلمة ( البشت) عند السوداني تعني العباءة ونفس العبارة ( العباءة) تعني عند سكان الجزيرة العربية، اسم للثوب النسائي اذا بعد كل هذا السرد الطويل خرجنا بوجود اختلاف في اسماء (البشت) العربي او العباءة او العباية باللهجة السودانية
وتلك الملاحظات
يجب ان تقودنا الي ضرورة احترام التنوع الثقافي واللغوي الذي يزخر به السودان فنحن البلد الوحيد الذي يجتهد بعض الناس فيه جهد خارق لاجل التحدث بلسان الغير وبالمقابل تجد السوري والمصري والمغاربي حتي علي مستوي الاذاعات الدولية مثل راديو لندن وصوت فرنسا يصرون علي التحدث بمفرداتهم المحلية عكس الكثير من السودانيين الذين يخجلون من التحدث او التمثيل او قراءة نشرة الاخبار باللهجة المحلية اذا كيف نستطيع ايصال الخبر والمعلومة الي كافة السودانيين، في كافة انحاء البلاد ونحن بعيدين عنهم فنحن لدينا لغة عربية خاصة بنا مثل عربي مدينة جوبا بجنوب السودان وهي مفردات تتكوّن كلمات عربية ومحلية وانجليزية يتحدث بها سكان مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان الذي انفصل عنا بسبب اصرار بعضنا علي عدم احترام التنوع الثقافي للبلاد فالجنوبي حتي بعد الانفصال اذا شاهد (العباءة او البشت) العربي فبدون تردد سوف يقول لك هذه عباية ونفس الشيء ينطبق علي سكان شرق وغرب وشمال ووسط السودان اذا هي دعوي لاجل تاسيس لغة سودانية خاصة بنا تحترم كل ثقافات وعادات الشعوب السودانية حتي نصير شعب واحد

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
.?????9770@?????.???

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق