رأي

ياسر الفادني يكتب … أثيوبيا نحو الهاوية !

ياسر الفادني يكتب …
أثيوبيا نحو الهاوية !

لازالت المعارك تحتدم بين التقراي والجيش الفيدرالي الذي تسنده أريتريا ومليشات داخلية أخري ، إثيوبيا تخطط لتنفيذ حرب شاملة علي إقليم التقراي ، حرب فيها كر وفر من قبل الجانبين ، مدينة (شيراو ) التي تعتبر إستراتيجية للطرفين لازالت المعارك تدور في محيطها وداخلها ، إستولي عليها التقراي من قبل وطردوا منها وعادوا إليها مرة أخري ولازال الحرب تنفث برحاها في هذا المحيط ، قتلي بين الطرفين وأسرى وقتلي بالمئات من الأبرياء الذين إن فروا لايسلمون من نيران آلة الحرب التي تطلق هناك ، إنها المأساة وإنها الإبادة التي لايعلمها الكثير جراء إنقطاع الاتصالات هناك وصمت المجتمع الدولي وعدم وجود التغطية الإعلامية هناك لخطورة الوضع

دولة إريتريا أدخلت شعبها في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل !! ، يشكلون وحدة بينهم وبين جيش العفر ، برغم أسلوب الكماشة العسكرية المتبع من قبل إثيوبيا والجهات المساندة لها التقراي يصرون علي القتال بشراسة وتحقيق بعض الإنتصارات ضد الجيش الاثيوبي ولعل في الأيام السابقة حققت إنتصارات علي الأرض وكبدت الجناح الآخر خسائر في الأرواح والعتاد العسكري

فرص الوصول إلي سلام في إثيوبيا فشلت تماما في ظل تعنت الطرفين وعدم إلتزام إريتريا بعدم التدخل في هذه الحرب اللعينة ، التقراي يرفضون وساطة (اوبا سانقو) الوسيط الأفريقي متهمين إياه بالميل علي الجانب الإثيوبي وهو غير محايد في نظرهم ، فشل الوسيط الأمريكي (مايك هامر) في إيجاد نقاط إلتقاء بين الطرفين، أبي احمد يبرز ظاهرا أنه يريد سلام ويسعي إليه لكن قواته التي تبادر بالهجوم دوما كما حدث من قبل في عدة مناطق ، أبي آحمد يعتبر أن التقراي هم جماعة إرهابية وليس لهم وزن كبير في في تركيبة سكان إثيوبيا ، التقراي يطرحون شروط مسبقة قبل الجلوس إلي سلام هذه الشروط يروها الإثيوبين ضرب من المستحيل تحقيقها لكن يمكن أن تحقق ولو كانت ثمنا للسلام ووقف نزيف الحرب الذي قضت علي الأخضر واليابس في إثيوبيا

إثيوبيا بالقراءة الحصيفة لحالها الآن يبدو أنها تتجه إلي حرب أهلية كبيرة سوف تشتد في غضون الأيام القادمات ، بلا شك أن قوات التقراي رتبت أمرها لدخول هذه الحرب وتمكنت من تحقيق عدة تحالفات مع بعض الفصائل التي تختلف مع أبي أحمد وحدث بينهم إتفاقيات لوجستية وعسكرية

تداعيات الحرب الإثيوبية علي السودان بلاشك لها أثر سلبي كبير علي أمن الحدود بين البلدين ، في ظل ترقب و رفض القوات المسلحة السودانية لجعل المناطق السودانية نقاط إنطلاق لعمليات حربية داخل العمق الاثيوبي من الطرفين المتنازعين من وهذا ما رفضته بشدة الحكومة السودانية وطردت بعض عناصر التقراي من مناطق داخل الحدود السودانية ، أحد التداعيات التي توثر سلبا هي حالات نزوح الآلاف الفارين من أوار الحرب والذي يدخلون كل يوم السودان جماعات لاجئين في ظل عجز المنظمات الدولية عن تقديم عون كبير لهم إضافة إلي الانحرافات الإجتماعية التي سوف يتأثر بها المجتمع المضيف

إذن هي حرب ليس فيها هازم ولا مهزوم حتي الآن ، حرب يبدو أن هنالك دول لها مصلحة فيها ، المتضرر الأكبر هو السودان الذي ذاق الامرات من قبل حين كانت إريتريا تخوض في حروب اهلية والآن إثيوبيا ، (نحن فينا البكفينا وزيادة ) و(ناقصين نحن كمان ) ؟ ، إني من منصتي أنظر، حيث لا أري الآن إلا إثيوبيا تنزلق نحو الهاوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق