ضوء القمر
عبد العليم مخاوي
من المستفيد من خطاب الكراهية ؟؟
*خطاب الكراهية (Hate speech) مصطلح حقوقي فضفاض يمكن أن يُعرف بكونه أي “عبارات تؤيد التحريض على الضرر (خاصة التمييز أو العدوانية أو العنف) حسب الهدف الذي تم استهدافه وسط مجموعة اجتماعية أو سُكانية” وتكون هذه المجموعات عادة من الضعفاء والأقليات.. ويندرج خطاب الكراهية في مركبات «حرية التعبير وحقوق الأفراد والجماعات والأقليات ومبادئ الكرامة والحرية والمساواة».. ويأتي مصطلح خطاب الكراهية لأن العالم، بقوانينه الدولية والمحلية، يفرق بين حق الرأي وحق التعبير عن الرأي، فإن العالم لا يضع أي قيد على حق الرأي ويجعله مطلقاً ولكنه يضع قيوداً وضوابط على التعبير عن هذا الرأي فهناك قيود منها احترام حقوق الآخرين وحماية الأمن القومي.. لذا، ينبع مسوغ قوانين خطاب الكراهية بكون الخطاب المفعم بالكراهية يتعارض وقيم التسامح والعيش المشترك التي تحتاجها الجماعات البشرية.
*ولعل الوسط الرياضي كان حتى وقت قريب مضرباً للمثل في التسامح والتصافي والتآخي لولا بعض تقاطعات المصالح التي تسببت في شرذمة وهتك النسيج الاجتماعي الرياضي بصورة جعلت العديد من الشخصيات الرياضية “ادارية وفنية” تعمل على الانزواء بعيداً والهروب من “جحيم” الوسط الرياضي الذي بات طارداً في السنوات الاخيرة جراء بعض الموتورين الذين يعملون على تأجيج الصراعات والمشاكل بين مكونات الوسط الرياضي.
*فافتقد الوسط الرياضي للعديد من الحكماء الذين كانوا يعملون على احتواء الازمات والمشاكل في مهدها قبل ان تتفاقم لانهم يعرفون تماماً ان النسيج الرياضي اذا “انضرب” فمن الصعوبة بمكان العمل على انقاذه.
*تابعتُ خلال الايام الماضية الحملات المكثفة الساعية لتأجيج الصراعات في وسطنا الرياضي بين اكبر ناديين في البلاد وهي في تقديري الشخصي حرب في غير معترك لان العلاقة بين الهلال والمريخ ينبغي ان تكون اعمق وأمتن من الذي نراه الان.
*قرر مجلس ادارة نادي الهلال في وقتٍ سابق استضافة ملعب الجوهرة الزرقاء لمباريات المريخ في مجموعات ابطال افريقيا وهو القرار الذي وجد معارضة كبيرة من قبل فئات كبيرة من اداريي واعلام وجمهور النادي الازرق الذين كانوا يرفضون مجرد التفكير في استقبال الجوهرة الزرقاء لمباريات المريخ في دوري الابطال لاعتبارات عديدة يرون انها تصب في مصلحة الهلال في سبيل المحافظة على الملعب الوحيد المؤهل لاستقبال المباريات القارية بالبلاد.
*وعقب نهاية مباراة قمة الخميس التي افضت نتيجتها الى التعادل السلبي علت الاصوات المنادية بحرمان المريخ من اللعب بالجوهرة الزرقاء استناداً على تحطيم فئة من جمهور واداريي المريخ لكراسي المدرجات والمقصورة الرئيسة ليصدر مجلس الادارة قراراً بمنع المريخ من خوض مبارياته على ملعب الجوهرة الزرقاء.
*على الصعيد الشخصي احترمت جداً القرار الاول الذي اصدره نادي الهلال لاعتبارات عديدة اهمها ان الواجب الوطني كان يفرض على الهلال السماح للمريخ بخوض مبارياته في الابطال على ملعب الجوهرة الزرقاء .
*ليأتي ذات المجلس وعقب نهاية ديربي الخميس الماضي ويصدر قراراً نزولاً لرغبات العديد من الجماهير والاعلاميين بحرمان المريخ من اللعب على ملعب الجوهرة الزرقاء وعلى الصعيد الشخصي احترمت هذا القرار ايضاً لان من حق المجلس الموافقة والرفض في آنٍ واحد ، إلا ان اختلافي مع القرار الاخير يأتي من كونه تراجعاً كبيراً في قرارات المجلس .
*فلماذا وافق الهلال من البداية للاشقاء في نادي المريخ باستقبال مبارياتهم اذا كان مقتنعاً من البداية بقراره الذي صدر على الرغم من تحفظ بعض اعضاء المجلس واحتجاج العديد من الجماهير والصحافة الهلالية؟
*نكتب ما يمليه علينا ضميرنا ونحترم حتى من يختلفون معنا في الآراء لان هذه هي مبادئنا التي لا حياد عنها على الاطلاق مهما كانت الظروف والاحوال.
*ولنسأل انفسنا ونرد بمنتهى الصدق من هو المستفيد من خطاب الكراهية في وسطنا الرياضي؟ وكيف نعمل معاً على اعادة الصفاء والتسامح الى هذا الوسط؟
*اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما من اصحاب اليمين.
