د.محمد الجاك سليمان يكتب:
الأنشطة الزلزالية والبركانية حول العالم
الزلازل و البراكين ظواهر طبيعية شائعة الحدوث في مناطق كثيرة من العالم تعرف بالاحزمة الزلزالية قد يتكرر حدوثها في نفس المنطقة على فترات زمنية يطول او يقصر مدى كل دورة من التي تليها حسب شدة النشاط الحركي لما يسمى بالصفائح الارضية ،، حيث يعتقد علماء الجيولوجيا ان قشرة الكرة الأرضية تتكون من قطع متجاورة في حركة مستمرة تتحرك تلك القطع او الصفائح اما في حركة تباعدية (حركة شد) او حركة تقاربية (حركة تصادمية) ،، و يعتقد العلماء انه في كلتا الحالتين تنتج اما شروخ او انزلاقات او تصادمات عند حواف تلك الصفائح ، تنطلق بفعل تلك الحركات طاقات هائلة (تقدر قوة بعضها التدميرية ربما بآلاف أضعاف القوة التدميرية للقنبلة الذرية التي فجرت في المدن اليابانية ) تتحول تلك الي موجات تؤدي في النهاية الي تلك الزلازل التي تختلف قوتها على حسب شدة الموجات الناتجة و تقاس القوة التدميرية للزلازل بمقياس يسمي مقياس رختر يتكون من ٩ درجات.
وبإختصار هناك عدة مناطق من الكرة الأرضية تحدث فيها تلك الحركات في فترات متقاربة على سبيل المثال المنطقة الأولى تمتد من إيطاليا و اليونان غربا مرَورا تقريبا بكل اراضي تركيا و شمال سوريا و العراق (كردستان) بتفرعات نحو ايران ثم أفغانستان و اجزاء من شمال الباكستان و شمال الهند (كشمير) ثم منطقة جبال التبت في جنوب الصين وما جاَورها.
اما الحزام المشهور الثاني و الذي يعد الاكثر فتكا من الحزام الذي تقع فيه تركيا هو ما يعرف بحزام النار في منطقة جنوب شرق آسيا و يضم اليابان و الفلبين و اندونسيا و تايوان و بعض جزر المحيطين الهندي و الهادي و هو حزام زلزالي مصحوب بأنشطة موجات بحرية مدمرة تسمى تسونامي تنشأ عندما يكون مركز الزلزال داخل المحيطات التي تضرب بصورة متكررة مناطق مثل إندونيسيا و اليابان كما تكون في نفس المنطقة انشطة بركانية عنيفة كما هو الحال في بعض مناطق مثل إندونيسيا و الفلبين.
هناك حزام ثالث يسمي بحزام سان اندرياس او صدع سان اندرياس ينشط في غرب الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا ولاية كالفورنيا مصحوب بفالق ضخم تحدث عند ما ينشط آثار تدميرية كبيرة ،، و هناك منطقة زلزالية رابعة حول حوض البحر الكاريبي في منطقة امريكيا الوسطى لها تأثير مدمر على دول و جزر البحر الكاريبي و بعض دول امريكيا اللاتينية.
توجد منطقة نشاط زلزالي خامسة تؤثر على منطقة جبال الانديز بامريكيا الجنوبية في دول مثل شيلي و البيرو.
المنطقة المشهورة السادسة تمر بوسط المحيط الأطلسي التي تتميز بنشاط بركاني هائل تسمى فالق وسط المحيط و الذي يمتد من حدود المحيط الأطلسي جنوبا مع المحيط المتجمد الجنوبي الي قرب الدائرة القطبية الشمالية حيث يصل جزيرة جرينلاند و به نشاط بركاني نشط جدا.
هناك منطقة سابعة تقع في شمال أفريقيا في جبال الأطلس حيث نذكر الزلزال الذي دمر مدينة الأصنام بالجزائر في ثمانينيات القرن العشرين،
المنطقة الأنشط الثامنة هي منطقة ما يسمي بالأخدود الافريقي العظيم الذي يضم كامل منطقة البحر الأحمر و يمتد شمالا جتي الأردن و َ فلسطين هذا الأخدود مصحوب بانشطة تباعدية (فوالق) لها اهمية اقتصادية واعدة مثل ذلك الموجود بوسط البحر الأحمر الذي يتميز بوجود العديد من المعادن المهمة مثل الذهب و الفضة و النحاس و َ الزنك و الرصاص ،، تركزت هذه المعادن و صعدت من باطن الأرص بفعل تيارات المياة الحارة الغنية بتلك المعادن المتولدة من سوائل باطن الأرص المصاحبة للنشاط البركاني المستمر في منطقة وسط البحر الأحمر البركانية (نذكر هنا بالمشروع السعودي السوداني لكنوز البحر الاحمر). كما نتج عن نشاط الأخدود الافريقي العظيم العديد من البراكين التي بعضها نشط في الفترة الحالية حيث ما زلنا نذكر البركان الذي ثار بين الحدود الأرترية و الإثيوبية في في عام ٢٠١١ و الذي تزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون الي إثيوبيا للتوسط بين حكومتي السودان و جنوب السودان عندما حدث اشتباك بين البلدين في منطقة هجليج في السودان.
هناك حقل بركاني في الحدود بين دولتي رواندا و الكنقو شهد نشاط في العام ٢٠٢١م مما أدى إلى تهجير سكان مدينة كنقولية كاملة نتيجة لاحتراق اجزاء من المدينة بالحمم النارية البركانية،
أمام البراكين الخامدة في السودان و التي قد تعاود النشاط في المستقبل المجهول فتقع في مناطق متفرقة منها ما هو بمنطقة بيوضة بغرب نهر النيل و براكين جبال الميدوب و جبل مرة بشمال دار فور و هي غنية جدا بالمواد البوزلانية الطبيعة و هي بدائل مواد بناء تحمل مستقبل اقتصادي مشرق لتلك المناطق – مرورا بجبل طورية بالفتيحاب – الذي يعد احد اهم مصادر البازلت الذي يمثل اهم مواد تشييد الطرق بولاية الخرطوم منذ استغلال السودان و حتى الان و الذي كاد ان ينضب في الوقت الراهن ، ثم حقول القضارف البركانية و التي قد تحتوي على معدن مهم يستخدم في تصفية و َترشيح بعض السوائل الصناعية مثل الزيوت و الأدوية هذا المعدن يتكون بفعل تفاعل بعض المعادن المكونة لحجر لبازلت في مرحلة ثانية يسمي الزيولايت .
يعتقد ان التأثيرات الأكثر قلقا التي قد تحدث بفعل انشطة الأخدود الافريقي العظيم تتمثل في تدفق كميات ضخمة من الحمم و الغبار َ و الغازات السامة.
من أهم الظواهر الطبيعية التي نشات بفعل الأنشطة البركانية هي التدفقات الهائله التي نشات عنها الهضبة الإثيوبية و التي صحبتها انكسارات نتج عنها اخادييد متقاطعة في دول مثل كينيا و تنزانيا و ملاوي و الكنغو و زامبيا في شكل تجمعات مياه (بحيرات) مثل بحيرة تنجانيقا و بحيرة ملاوي و تفرعاتها و امتداداتها في رواندا و بورندي و الكنغو (منطقة البحيرات العظمي) حيث توجد في تلك المناطق حقول بركانية نشطة و خامدة ربما تنشط في اي وقت و لا يستثنى من ذلك حقول بيوضة و ميدوب وجبل مرة بالسودان .
الجدير بالذكر ان مناطق البراكين الخامدة في السودان و خاصة جبال ميدوب و جبل مرة مرشحة لإنتاج الطاقة الحرارية الارضية التي قد تستخدم في إنتاج الكهرباء لكن هذا الامر يحتاج إلى دراسات اعمق.
