رأي
( موطيء قلم ) الكاتب الصحافي محمد عبد الله برقاوي .. *من لا يشكر الناس* ..
( موطيء قلم )
الكاتب الصحافي محمد عبد الله برقاوي ..
*من لا يشكر الناس* ..
كم كانت سعادتي غامرة بأن أوكلت لي القاصة والراوية الشابة المهندسة تيسير محمد عوض أن أكون راعيا لروايتها بعنوان ( زوجة بين نارين )
ولعل أكثر ما جعلني اتحمس لقبول ذلك التكليف العسير هو الثقة المفرطة من الاخت تيسير في مقدرات شخصي حيال الكتابة عموما و صياغة الأعمال الروائية التي اعتبر نفسي لا زلت حتى الآن احبو في مضمارها الطويل لاتخطى منعرجاتها الشائكة وذلك لحداثة خوضي للتجربة الروائية ..هذا فضلا عن إدراكي ويقيني أن موضوع رواية الاخت تيسير يمس جانبا اجتماعيا حساسا تناولته هي في جرأة حذرة وعبر معالجة متوازنة دون التحيز الجندري الذي كثيرا ما تقع في فخاخه الأقلام النسائية بروح العاطفة التي تغلب على عقلانية التناول فتصبح بطلة الرواية عندهن هي صحية المجتمع وحدها المتضررة حصريا من ظلم الزوج المتسلط عليها بفرض تفوق الحالة الذكورية .
بيد أن تيسير قد لعبت ببيضة الأنوثة وحجر الذكورة بذكاء واضح جعل القارئ يستشف من وقائع الأحداث أن الزوج نفسه احيانا قد يكون ضحية في حد ذاته يستحق التعاطف الذي ينتشله من سوءات نفسه وتكون الزوجة بحرصها هي الطبيب المعالجة لكونها سبرت اعماق نفسه و أدركت حقيقة علته ..لذا فإنها تصبح حاملة عنه في كثير من المواقف مسئؤلية المحافظة على عش حياتهما رغم الصعاب وتقلبات الظروف وبعيدا عن تأثيرات المحيط القريب دون إهمال نصائح الاب الحكيم و مخاوف الام الروؤم .
لذا فإن اعجاب الإخوة بموقع همة نيوز الذائع الانتشار وعلى رأس كوكبة محرريه الاكارم متمثله في الاستاذ عبد الله الناصر العيد لم يأت من فراغ مما حدا به لايلاء الرواية اهتماما خاصا وسع من دائرة انتشار فائدة مضمونها الحصيف .
وكذلك الاستاذ عصام الصولي
أعطى الرواية حقها كاملاً في تناوله الهادف
وذلك شرف كبير قلدنا الأستاذة تيسير وانا وشاح الفخر بثقة هؤلاء الأساتذة لربطنا عبر هذا العمل الروائي بذائقة قرائهم الذين نعتز بهم كثيرا ..ونجد نفسينا عاجزتين عن إسداء الشكر لهؤلاء النفر الكرام وقرائهم ..فكل الكلمات لا تفيهم حقهم .
ولعل شكرنا الخجول لهم يأتي من قبيل من لا يشكر الناس لا يشكر الله الذي منه الفضل وإليه الحمد .
و عاطر التحيات للجميع .