رأي

الكلام دخل الحوش …عصام الصولي ..يكتب …رحلة الشقاء والعذاب3

الكلام دخل الحوش
عصام الصولي
رحلة الشقاء والعذاب3
في الحلقة الثانية توقفنا عند لحظة دخولنا لسنجه والتي وصلناها وشمسها تستف حقائب الرحيل لتسلمنا لليل دامس لا ندري معه اين الوجهه والاتجاه . وفي سوقها الشعبي الضاج بالحركة وضوضاء البصات السفرية العملافة وتوابعها من حافلات وهايسات وتكااتك وركشات حتي عربات الكارو كانت تزاحم في ذلك البساط الاحمدي .
ولما لم يكن أدينا مقصدا معينا للمبيت إذ انصب وقتها تفكيرنا في الابتعاد قدر الامكان عن اصوات الرصاص المنهمر فوق الرؤوس في الجزيرة .
هنا لابد من وقفة لنبين ان وصولنا الي سنجة تم قبل ان يجتاحها الجنجويد لاحقا.
نواصل إشار لنا احدهم بان المكان الوحيد المتاح امامنا حاليا هو الموجه الي الاستاد الاولمبي الذي خصصته حكومة الولاية كمركز ايواء كبيرللنازحين وبالفعل يممنا شطره وهو لايبعد كثيرا عن مكاننا .وبالفعل وصلنا هو بعيد المغرب وجدنا انفسنا في فناء واسع علمنا ان السلطات قبل سنوات شرعت في انشائه ورصدت له ميزانيات ضخمه لكن ما رايناه كان عبارة عن هياكل خرصانية لم تكتمل ولا اظن انها ستكتمل قريبا .
المطر
قبل ان يستقر بنا المقام في هذا المبني المخيف الذي شيد في طرف المدينة علي ارض زراعية متشققه وغير مأهولةاخبرنا العالمين ببواطن وتضاريس المنطقة انها بيئة صالحة ترتع فيها الثعابين والعقارب واجناس مختلفة من الحشرات والفوارض .وتم تحزيرنا منها .وبدون سابق انذار اذا بالسماء تفتح ابوابها عن مطر غذير قال عنه الاهالي انها أول امطار خريف هذا العام.
مطر اطار النوم من اعيننا ومعه رهق سفر طويل ومضني استغرق يوما كاملا .
جهجه
لك ان تتخيلوا ان الماء المندفع كان ياتينا من الاسقف ومن فتحات الأبواب التي لم يكتمل تركيبها فتبللت الحقائب والملابس علي اجسادنا وتحولت الارضية المتسخه الي بركة مياه فلم نجد بد في التجول من مكان الي مكان بحثا عن قطعة يابسة فانحشرنا في ركن كان أفضل السيئين وبتنا ليلتنا تلك بين الخوف والرجاء والدعاء وصغارنا يصرخون من لسعات جيوش الباعوض الذي بدأ حفلته بعد ان امسكت السماء مائها وكان كل حلمنا ان تشرق علينا شمس اليوم الثاني .
نتوقف هنا مع وعد باللقاء في الحلقة الرابعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق