رأي

.في الحقيقة ياسر زين العابدين المحامي لقد هرمنا

.في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
لقد هرمنا
—————-
شاهدنا منظر مؤثر لرجل أشيب بعيد
انتصار ثورة الياسمين بتونس…
فشلت الكاميرا برسم مشاعره…
لكنها دلفت للقلوب كانت مؤثرة جدا…
صاح لقد هرمنا…
بفعل نظام طاغية،طال الزمن لدحره…
دفعوا ثمن باهظ للخلاص من جبروته…
فانزاح الليل وانبلج الفجر،هرب الطاغية…
الحال تطابق مع المشهد في السودان…
هرمنا من اجل رؤية الاستبداد يسقط….
استنفدت الوسائل المشروعة لرد ضلاله…
العلاقة مع النظام وصلت لأسوأ حالاتها..
كان يتكلم،يدعي انه يهدينا سبل الرشاد…
والبغي والتجبر والظلم والترهيب…
صم اذنيه فبها وقر،لم يسمع ولا يري…
علي ذلك قس بالسودان،الامر كان أسوأ…
المخلوع يهزأ بنا و(يعرض) ثم يرقص…
أحتكر السلطة السياسية والاقتصادية…
نهبت الموارد حولوها للمنفعة الخاصة…
تحول منسوبو نظامه لطبقة طفيلية…
نظموا عقد اجتماعي رسم الظلم…
تجاهل حرية التعبير،الحقوق الاساسية..
قتلوا المواهب،أهدروا الثروة،الموارد… شردوا الكفاءات وفرضوا سياج العزلة…
استقر القهر والكبت والخوف،والابتزاز…
تفشي الظلم قمعوا صوت الحق…
الشوارع لا تخون،فعبرت عن رفضها…
نادت بالتغيير ولو كلف ذلك رهقا…
الكلفة كانت وما زالت باهظة…
وجب بغمرة النشوة مراعاة الاهداف…
وبناء سياج متين ومنيع للحماية…
واعداد البدائل لتولي مهمة الحكم…
بزخم ثوري ذو نفس ملهم ومتجدد..
ما كانت الثورة لاجل الخبز،الفقر،العطالة…
انما للحرية،السلام والعدالة لتعم الجميع…
لا يختطفها بغاة لبسوا ثوب الثورة زيف…
وتحقيق الغايات هذه عملية مرهقة…
تحتاج لوعي سياسي،فكري واخلاقي…
والوطن بحاجة لمن ينتشله من الوحل… من صراع السلطة والتسابق اليها بغباء…
لمن ينزع مؤسسات الطغمة ويحاكمهم…
يعيد للنسيج الاجتماعي لحمته وسداه..
لمن يفكك الدولة العميقة بفهم العدالة…
ولحريات حقيقية لا غبش يعتريها…
تصيغ واقع جديد يكسب التأييد…
تحقق الغايات وفق هوي الشارع…
ولاتأكل بنيها بلحظة الردة يوما ما…
ولاتخون المبادئ والمواثيق والعهود…
الطغاة الجدد جاءوا بقميص عليه
دم كذب وطفقوا بكاءا…
جاءوا لتصفية الاحقاد لا بناء الوطن…
وضعوا قوانين حادت ولم تجزئ…
لم تمثل شعار العدالة انما جانبتها…
فتم تجاوز من تظاهروا بالشوارع…
خونوا وصرفوا صكوك الغفران للاخر…
ركبوا القطار،هتف البغاث رغبة ورهبة..
بتدافع لهوي شخصي انه امر مقيت…
وبادعاء البطولات الوهم بزيف كريه…
فتواري الانقياء الاتقياء الذين قدموا…
تقدم من قدموا هواهم علي الوطن…
ومصالحهم علي الشعب،سرقوا الثورة…
اصطفوا خلف الباغي الشقي المتمرد..
صنعوا صنم عجوة تمثل في الاطاري..
ولاذوا بالمتمرد وظنوا سطوته وقدرته…
لم يك الصراع الا لاجل المصالح الضيقة…
النتيجة ان كليهما اوردا البلاد المهالك…
صبا الزيت علي النار فأحترق الوطن…
دفع الشعب ثمن اخطاءهما وجرائمهما…
تجرعناه سما زعاف احتسيناه قسرا…
فأقعدا الوطن والزماه الوهدة والسقوط
كليهما لا يشبه اماني شعب همه الحياة…
بعيدا عن الاجندة الضيقة الكريهة…
انهما كما نيرون احرقا الوطن وجلسا
علي التل يتناوشا…
الفرق بتونس الثورة عبرت انما نحن
فقد غرقنا في خلافاتنا…
تربص الكل بالكل لم يك الوطن أهم…
النتيجة شعب يتلظي من نار الخلاف
ويحتسي كأس الموت…
هرمنا،ذات دوران الكأس والتجربة
ويستمر الحريق…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق