Uncategorizedرأي

في الحقيقة ياسر زين العابدين المحامي خفافيش الظلام في كوستي ——————–

في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
خفافيش الظلام في كوستي
————————————-
عندما تمرد الباغي الشقي كنت بشرق
النيل بالخرطوم…
حسبت انها بضعة ايام من ثم ينتهي
التمرد وتقطع شأفته…
قررت الانتظار برغم الرصاص ورؤية كل
ما يثير الرعب جراء الاصوات المخيفة…
اليوم الخامس قبل الافطار بنصف ساعة
انهمر الرصاص علينا في المنزل…
نزلنا الي البدروم،شاهدت الرعب بعيون
اطفالي قد استقر بها…
اخترق صهاريج الماء بالطابق العلوي
فأنهمرت المياه علي الجيران…
خرجت بعد هدوء الحال اغلقت البلف
وعدت ادراجي…
عندها قررت الرحيل الي كوستي مسقط
رأسي ومهد صباي…
مؤلم ان تري الخوف ينفذ لقلوب الاطفال
ولا تستطيع تهدئة روعهم…
فضلا عن فشلك بتقديم اجابة لأسئلة
عدة تراودهم لماذا يحدث هذا…
أنها يا سادتي طموحات سياسين فاشلين
مهنتهم تنفيذ الاجندات القذرة…
سياسيين ما فتأوا يشعلون فتيل الازمة
بظن ان يؤول الحكم لهم…
هم لا يشبهون هذا الوطن في روعته،في
نقاءه ورحابة صدره…
هم مكب زبالة الخارج يمشون بين الناس
بالفتنة والشقاق…
عندما يسألك طفلك الصغير هل سنموت
تصاب بالتلمظ والغضب…
خرجنا الي طريق الاسفلت ورأينا الارتال
من السيارات تحث الخطي…
سرب من السيارات يتجه قبالة كوبري
سوبا،هو الطريق الوحيد المتاح…
علي جانبي الطريق شاهدنا جثث مغطاة
بالكراتين بكامل لباسها…
رأينا العربات المحترقة وتصاعد الدخان
عليها…
كان الاطفال يشاهدون المأساة هذه في
ظروف بالغة الرعب…
قابلتنا عربات (تاتشر) مدججة بالاسلحة
يقودها المتمردين…
مرت كل السيارات دون سؤال أحد فقط
عليك فتح زجاج سيارتك…
من ثم يسمح لك بالمرور بعد القاء نظرة
عليها من الداخل…
ظل هذا هوالحال الي ان وصلنا للتفتيش
في جبل اولياء…
فقابلنا شباب يحملون الاسلحة البيضاء
عليك بسداد رسوم العبور اليهم
والاسيهشم زجاج سيارتك،دفعنا الاتاوة…
ايقنت وقتها ان عقد الامن انفرط والقادم
أسوأ فثمة ما يوحي بذلك…
من خلال مشاهداتي وانا اعبر الي الطريق
وصولا الي التفتيش في الجبل…
لقد اصبت باحباط مزري كون التمرد تمكن
من طول الطريق…
توجست خيفة من ان يستمر الحال علي
هكذا مسار ومنوال…
طفقت همهمة ودعاءا ان يدك الله عضد
التمرد ويشتت جمعه…
بعد اربعون دقيقة من سيرنا بعد التفتيش
قابلتنا تاتشر عليها متمردين مررتنا…
كنا جمع من السيارات تسير في مجموعة
واحدة كأننا نحتمي ببعض…
ما استطيع قوله كلما قابلتنا تاتشر فيها
متمردين يحز ذلك في نفوسنا…
تجاوزنا مرحلة الخطر وتنفسنا الصعداء
وحمدنا الله علي السلامة…
توقفت السيارات في الكوة صلينا الظهر
والعصر ودعونا للوطن…
اللحظات الفائتة كانت مليئة بكل اشكال
التداعي والرحيل المرير…
تحتشد فيها مشاعر الخوف علي وطن
يتهاوي من فرط المؤامرة…
يترصده اوباش لا قيمة لهم من خلفهم
عملاء مأجورين…
تذوب بأعماقنا امنيات حسبناها محققة…
فاطلت براسها المحدثات،أصابتنا بمقتل
بأعز ما نملك(الوطن)…
الأعز والقيمة الاساسية التي لا تقبل أي
تأويل ولا تخذيل…
وطن لا يقبل القسمة علي اثنين،يرفض
الانكفاء والذل…
هو النور الذي يشع برقا وسنا بفضاءات
العتمة البهيم…
الوجه الصبوح،بهجة الروح وذات كأس
به خمر يمتزج بالطهر والنقاء…
وطن يضحك لك بكل ظروفك لا يشبهه
أي مكان…
للحديث بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق