رأي
ارتاحت ارواح أصحاب الفجر لجوار من سجدوا له بقلم: سالم بن سيف الصولي
ارتاحت ارواح أصحاب الفجر لجوار من سجدوا له
بقلم: سالم بن سيف الصولي
قال تعالى:(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً الإسراء. (78)
قد ثبت في سنن الترمذي بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى الفجر فهو في ذمة الله اتدرون ما معنى في ذمة الله؟
أي في عهد الله وأمانه ومن صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة، فهذا ما ورد في فضل صلاة الفجر ، فمن حافظ عليهن كانت له نورا وبرهانا ونجاة من النار يوم القيامة ومن لم يحافظ عليهن لم تكون له لا نورا ولا برهانا ولا نجاة من النار يوم ، بل يحشر مع فرعون وهامان وقارون واوبي بن خلف يوم القيامة والذي يحافظ على هذه الصلوات في جماعة كانتا له حرزا وحماية طيلة حياته ، ولذلك حياة الإنسان بدون صلاة كالبيت الخرب ، فالبيت الخرب هو البيت الآيل للسقوط لاتستطيع العيش فيه ولا حوله لأنه ملجأ للشياطين وغيرها من الأشياء الضارة ، وفي صحيح مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ، أي فضل هذا وأي إكرام هذا ، لكن في الحقيقة عرض لبشر لا تستحق والذي نراه وبنسبة عالية لا يشهد صلاة الفجر إلا فئه قليلة ، وهذه الفئة هي التي قال عنها صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدا له بالإيمان، ولو يعلموا ما في العتمة والصبح لاتوها ولو حبوا، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد صلاة فذلكم الرباط أو كما قال صل الله عليه وسلم. لذا نقول كم تكلفك هذه الركعات من الوقت ، صل ثم عود إلى فراشك ، كانوا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إذا تاخر أحدهما عن تكبيرة الإحرام يعزى ثلاث أيام، بمعنى أنه طيلة هذه الأيام حزين فهما يجدون على الحق اعوانا ونحن لا نجد على الحق اعوانا.
ذات مرة دخل النبي المسجد فوجد غلام نائم فحركة النبي وقال له كيف أصبحت يا حارثة قال أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله قال صل الله عليه وسلم لكل قول حقيقة فما حقيقة ما تقول قال حارثة عزفت نفسي عن الدنيا أسهرت ليلي وأظمأت هواجري وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون وكأني أسمع عواء أهل النار في النار يتعاون، هذا كان حال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف أصبح حال هذه الأمة اليوم ،
نسأل الله العافية والسلامة لهذه الأمة التي نامت عن حقوقها وكرامتها.