Uncategorized
امرأة حيرت الباحثين وخلدها التاريخ بقلم: سالم بن سيف الصولي
امرأة حيرت الباحثين وخلدها التاريخ
بقلم:
سالم بن سيف الصولي
تعتبر من الشخصيات التي خلدها التاريخ ليس كونها ملكة فقط، ورغم إن الديانات التوحيدية الثلاث، اليهودية
والمسيحية، والإسلامية
سردت ذكراها وتناولت سيرتها العطرة،بالإضافة، إلى إنها لعبت دوراً كبيراً ليس في التاريخ والهوية فحسب ولكن حتى الشعوب خلدتها، ومنهم الإثيوبيون الذين يعتبرونها الأم للشعب الإثيوبي،
وفي الثقافة اليمنية أيضاًخلدت ذكراها ، في حين أن معظم الناس يعتبرون ملكة سبأ شخصية نادرة جري ذكرها في التوراة والقرآن بصفتها وليس بإسمها، ولذلك أعطيت أسماء عدة، إذ تشير بعض المصادر إلى أن إسمها بلقيس .
في حين تشير مصادر أخرى لها بإسم نيكولا والإثيوبيون أيضاً يشيروا إلى ملكة سبأ باسم مكيدا
.هذه إمرأة والذي اكتشفها طائر صغير لو وضع في الميزان لايزيد عن (800) جرام قال أحطت بما لم تحط به:(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) الاية:(22) سورة سبأ وقد أوضح الهدهد لنبي الله سليمان بأنه قد علم بما لم تعلم أنت ولاجنودك من الأمر، وتشير بعض المصادر إلى إنها تتمتع بفكر ثاقب، وآراء صائبة، وحكمة بليغة في مواجهة المستجدات التي تطرأ، وقد سجل القرآن قولها: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً.،
تلقت الملكة بلقيس كتاب نبي سليمان عليه السلام بعد أن ألقاه الهدهد إليها على الفور عقدت إجتماعًا طارئاً لمجلس الشورى أبلغت كبار مستشاريها أنها تلقت كتابا كريما من سليمان، وقرأته عليهم.
أبرز حديث بلقيس لمجلس الشورى قوله تعالى(: قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيِ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ،)
في حين وصول الطائر الذي جاء من الشام إلى مملكتها وحين ألقى إليها ولم تتخذ أي قرار بنفسها بل وضعت مجلس الشورى في الأمر وقالت لهم أفتوني ولم تتوقف عند هذا الحد، فقد طلبت الملكة مشورتهم كعادتها قبل أن تصدر قراراتها.
( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ.)
أبلغ أعضاء المجلس ملكتهم أنهم أصحاب قوة وبأس شديد وأنهم قادرون على الدفاع عن مملكتهم ومستعدون تنفيذ أوامرها في أي وقت وحين (قَالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ) إختارت الملكة البدء بالسياسة والدبلوماسية اولاً، وقررت ما قاله القرآن عنها: (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ.)
هذه السيدة من أعظم سيدات الدنيا لأنها أدخلت بلد في دين الله أفواجا،
الحديث عَنْ سَهْلِ بن سعدٍ، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لِعَليًّ، فواللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم. والحديث الذي رواه مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا ، فَقَالَ لَهُمْ: (تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ ).
فكيف بنا نحن لو قمنا بهذا الفجر العظيم فكر النبي صلى الله عليه وسلم والمتمثلة في الدعوة وتبليغ وتذكير الناس فكم تكون لنا قيمة مع الله.نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا رشدنا ونفعنا بما علمنا .