رأي
تلك الأيام كنوز من الحكمة وفن القيادة بقلم سالم بن سيف الصولي
تلك الأيام كنوز من الحكمة وفن القيادة بقلم سالم بن سيف الصولي
تحكي القصص وتضرب الأمثال دوما لكي يستفيد منها الناس ويستجلوا منها العبر والحكمة ومن ثم أخذ العظة والإعتبار وهذا هو ديدن القران الكريم حينما تتحدث سوره وآياته الكريمة عن قصص الغابرين وحشدها بالصور والأخيلة واستنباط الحكم والمواعظ منها ففي سورة يوسف أبلغ نموذج بل أن سورة كاملة في كتاب الله تسمي بسورة القصص ومن خلال تلك الآيات الكريمة تعرفنا علي سير وأخبار من سبقونا من الأمم فعرفنا قصة فرعون وكفره وغرقه في إليم كخاتمه لطغيانه وجبروته وسمعنا عن قوم لوط وعاد وثمود وقوم تبع وعزير الذي أماته الله مائة عام وحماره وبعثه للحياة مرة أخرى طعامه لم بتسني حتي ظن أنه نام يوما أو بعض يوم وكذلك قصة أهل الكهف ورحلة النبي موسى عليه السلام مع الخضر الذي أحاط بكل شيء خبرا. وقصة الاسراء والمعراج أكبر معجزات نبينا وشفيعنا محمد صلي آلله عليه وسلم ، وهذه الحادثة وقعت في إحدى دول الخليج العربي أيام زمان وفي إحدى مدارسها إذ أقدم أحد طلاب الصف الاول متوسط علي سرقة ساعة لطالب من زملائه في الصف ، الذي بادر بالشكوى للمدرس، بأنه قد سرق،
فما كان من المدرس إلا أن سارع بجمع كل الفصل و شرع في سؤألهم بكل أدب وإحترام قبل أن يتخذ أي إجراء أو قرار حيال هذه الحادثة،
ولما لم يجد إستجابه من أحد أو إعتراف منهم. بأن أحدهم هو من سرق الساعة مخافة أن يفتضح أمره وربما قد يفصل من المدرسة وهنا تجلي فن القيادة فهذا الفن لا يتقنه إلا من رزق هذه الحكمة ، وفصل الخطاب ،
أما مدرسنا هذا فيبدو أنه كان من هؤلاء فلما لم يجد عدم الإستجابة أو الإعتراف من طلاب الصف أوقف المدرس كل طلبه الفصل و طالبهم بأن يديروا وجوههم نحو السبوره وأمر كل وأحد منهم أن يغمض عيناه فقام بتفتيش جيوبهم وهو أيضاً مغمض العينين فاستخرج الساعة ولم يعرف من هو السارق يا الله على تلك الأيام الجميلة، والحكمة فأمر بجلوس كل طالب على مقعده وقام بتسليم الساعة لصاحبها، واستمر في تأدية اعمله دون أن يفصح عن هوية السارق.
تمر الأيام والسنين تطوي صحائفها والشباب يكبر، وكل واحد منهم تفرقت به السبل. ولكن كان للقدر كلمته ! إذ تشاء الأقدار الصدف أن يلتقى الطالب السارق والأستاذ فسلمّا على بعضهم البعص وجلسا على طاولة وطلبا الشاي والطالب ينظر للأستاذ ، والأستاذ لم يقل شيئا فاستغرب الطالب من صمت إستاذه فقال في نفسه هل الأستاذ مازال (زعلان ) مني! على كل حال قرر الطالب أن يفاتح الأستاذ فعاجله بالقول يا أستاذ ألم تعرفني فأجابه لا من أنت؟ قال أنا الطالب الذي سرق وأنت لم تفضحني ، ولم تأنبني ولم تحاسبني بشيء طيلة أيام وجودي بالمدرسة ، قال الأستاذ يا إبني أنا اصلآ لم أعرف من هو السارق ، إن دهش الطالب وسأله ولكن كيف وأنت الذي استخرجت الساعه من جيبي ، قال أنا كنت مغمض العينين مثلكم حتى لا أتعرف على من هو السارق،
هنا تذكرت الحديث الشريف الذي يرويه ،إبن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئًا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر رواه أبو داود والترمذي،
فيا تري ماذا لو حدثت هذه الحادثة في هذه الأيام لراينا بلاغات شرطة والادعاء العام و(بلاوي) وقطع صلات فلنتعلم من قصص ألماضي ونطبقها في الحياة العملية،
حفظ الله البلاد والعباد وحفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه وحفظ عموم المسلمين في أرجاء المعمورة.