رأي

جبل الإكسير ذكاء بابكر بدري وحكمة شمس الدين ودابراهيم بالقصيراب الجزيرة بقلم / محمد توم عوض الكريم

جبل الإكسير
ذكاء بابكر بدري وحكمة شمس الدين ودابراهيم بالقصيراب الجزيرة
بقلم / محمد توم عوض الكريم
…. الحكمة في الإدارة الأهلية ترتكز على الحفاظ على التماسك الاجتماعي و تعمل الإدارة الأهلية على تقوية الروابط الاجتماعية وحل النزاعات و تسعى إلى تطبيق العدالة والإنصاف على جميع أفراد المجتمع و يعتمد نجاح الإدارة الأهلية على حكمة القادة وتجارب الأجيال السابقة منها..
….. ومر الكثيرين علي قصة الشيخ بابكر بدري في تحصيل ضريبة العتب والقطعان أيام الانجليزي وكيف استعمل الذكاء الفطري حتى يتم تحقيق الربط الذي فرض على دائرته حينها دون رهق علي أهلة
… وهاهو التاريخ يعيد ويذكر بافذاذ خدموا قراهم واريافهم دون إعلام أو تمجيد وكان واجب الوطن داعيهم لواجبهم ومنهم صاحب الرواية الشيخ شمس الدين أبراهيم قرية القصيراب وحدة الحوش الإدارية حنوب الجزيرة رحمة الله
… حكي لي الباشكاتب متحصل مالي صلاح الدين صالح حسن جبارة حفيد الراوي ودتميم عن حكماء ومشايخ القرى بالجزيرة ونموذج منهم الشيخ شمس الدين أبراهيم .. والاستاذ صلاح في ثمانينات القرن المنصرف او قبله بقليل حين كنت متحصل رسوم أسواق ماشية ومحاصيل في مجلس الحوش وبعد نجاحي في السوق تم إلحاقي بالمحاسب ومتحصل ضريبة العتب والقطعان العم أحمد العاقب وكان حاسوب في مهنتة يمشي بقلمة ويتقن واجباتها…. تم تحديد مأمورية تحصيل عتب وقطعان في قريتي شبونة عمر والقصيراب وكان ضابط المجلس هو من يحتفظ باسم القري المرشحة للحملة ولا يفصح عنه إلا قبل الإنطلاقة بدقائق… فضابط المجلس يخطر كبير المحاسبين يوم الحملة صلاة الفجر للتحرك من إدارة المجلس الريفي حيث الوصول للقرى المستهدفة قبل شروق الشمس.. وبعد الحضور يتم إخطار التيم باسم القرى… وكان أحمد العاقب قد إختار صلاح صالح كي يكون على رئاسة تيم قرية والقصيراب لكفأتة في تحصيلة داخل سوق الحوش وأحمد العاقب لتيم قرية شبونة عمر حيث انها تكبر القصيراب بقليل
… إنطلق فريق التحصيل وكان كل تيم يتكون من أربعة خفراء وفرد حراسة من الشرطة مع المتحصل ….. تم إنزال الأخ صلاح الدين صالح في قرية بالقصيراب وهي قبل شبونة من الموقع الجغرافي من الحوش أمام ديوان شيخ القرية وتم توزيع الخفراء بالأربعة إتجاهات للقرية قبل الدخول لشيخ القرية حيث يمنع خروج جميع الماشية للسرحة(والسرحة هي خروج الماشية من القرية صباحا والعودة قبل غروب الشمس غالبا) في هذا اليوم للحصر والتدقيق وكانت الشمس أول الشروق….
… قال الأخ صلاح خرج إلينا الشيخ شمس الدين ود ابراهيم واستقبلنا بكل بشاشة وترحاب
ودخلنا في ديوانه العامر واحضر لنا شاي الصباح واللقيمات (الزلابية) ومعي العسكري وهذا أمر طبيعي من الضيافة عنده لأنه لا يعلم بمقدمنا.. وبعد شربنا للشاي والجبنة… شيخ شمس الدين سأل المتحصل ود منو إنت في الحوش؟ … رد له صلاح الدين صالح حسن جبارة من الحوش ومتحصل ضريبة (عتب وقطعان) الشيخ شمس الدين قال للمتحصل أهلك معروفين وأعمامك تجار أخوانا في الله… اها… الفهم شنو من جيتكم… رد المتحصل حضرنا لمراجعة القرية في كشف العتب والقطعان الذي بطرفنا بعد أن مضي علية ثلاثة أعوام للتحديث ومواكبة الزيادات في ميزانية عموم محافظة الجزيرة في حينها…الشيخ الحكيم والإقتصادي المتواضع في زمانه يسأل… أها والذيادة بتعملوها كيف؟؟؟ المتحصل… نلف معاك القرية بيت بين زريبة زريبة للعد والحصر للغرف والماشية
.. الشيخ شمس الدين يسأل.. والذيادة قدر شنو يا ولدي المفروضة علي الحلة؟
… المتحصل يجب أن تكون ما بين ٢٥٪ الي ٣٠٪ من الكشف القديم الذي بطرفنا
.. الشيخ شمس الدين..يرد طبعا حصلت متغيرات في الحلة مباني سقطت وماشية نفقت مع وجود مباني جديدة نوعا وزيادة الماشية نوعا ما.. أنها الحكمة الاقتصادية التي يتمتع بها حكيم قومة…
الشيخ شمس الدين اقترح علي المتحصل صلاح وقال له… أذا حققت لك الربط في هذا الكشف من غير ان تلف الحلة والناس اصلا تتوجس من ناس العتب والقطعان رأيك شنو؟؟ المتحصل صلاح صالح كان ذكي وشجاع في قراره وقال له… إذا كنت توقع وتتحمل مسؤولية هذا التعديل ما عندي مانع تماما
… شيخ شمس الدين صعد الي قمة المسؤولية المجتمعية ولم يكن له مجلس يستشيرة بل له قوم يحترمونة ويطمئنوا الي كل قراراتة مهما كانت… رد وقال أتحمل المسؤولية وأتعهد بالربط والتحصيل…. طبعا بعد مراجعة الكشف يرفع للمجلس الريفي حينها للإجازة وبعدها يرسل تيم التحصيل عبر شيخ الحلة…
.. المتحصل فالنبداء بالتعديل… فبداء بشيخ الحلة شمس الدين إبراهيم طبعا حوشة واولادة… عندك كم غرفة كذا والماشبة كذا… وبعدة من الكشف زيادة ونقصان وهذا منزلة اسقطة المطر وهذا ماشيتة انتهت بين بيع ونفوق… تمت مراجعة الكشف في ظرف ساعة ونفيف..
المتصل صلاح صالح إختلي بنفسة هنيهة وجمع الكشف الجديد ووجد الذيادة ٢٧٪ فوافق عليها وختم بتوقيع الشيخ وجمع الخفراء من أطراف القرية لانتهاء المهمة التي استغربوا في أمرها دون تغبر أرجلهم من جولات زرائب الماشية وحصر الغرف ماتسمي في زمنها ب (الأوضة)
…تكتم صلاح صالح علي تصرفة هذا من رئيس التيم أحمد العاقب الذي تأخر الي آخر النهار في شبونة حينها ووصي مجموعتة بالصمت أمام رئيس التيم
… المهم في الأمر تم إحضار الفطور في ديوان شيخ شمس الدين ود ابراهيم للتيم والشاي والقهوة والمؤانسة مع حكيم زمانه واقتصادي أوانة
… حضر رئيس التيم وكبير المحصلين الاستاذ احمد كي يصطحب تيم القصيراب بعد أن فرغ من حصر شبونة زريبة زريبة وغرفة وغرفة بالواحدة فأتوا غبرا.. وكان صاحب نكتة ونظرة ذكاء فأول ما نزل وسلم علي شيخ شمس الدين وهو يعرفة جيدا… سأل صلاح صالح والخفراء سؤال جماعي… شنو إنتو نضاف كده… ما حصرتو ولا شنو الحصل لاغبار ولا غبشة.. ؟؟ فسارعة صلاح بالرد تمت مراجعة كل القرية حسب الكشف ونسبة الذيادة كذا… فنظر الكشف وعاين للشيخ ووجد الرضاء في وجهه ورضي من التيم وإنجازة وإستودع الشيخ شمس الدين ود أبراهيم في العودة الي الحوش
… بعد عودة التيم الي مجلس ريفي الحوش إجتمعوا مع الضابط الإداري لمراجعة اولية للكشوفات قبل الإجازة فاعجب الضابط من نتائج تجربة صلاح صالح كاول تجربة له في ضريبة القطعان وتحقيق الربط وساله عن العوائق التي وأجهته أمام رئيس التيم أحمد العاقب… فكان رده مدهش وصادق… فقال صلاح صالح.. حقيقة يا ريس لم أقم بجولة في القرية ولا في بيت ولا زريبة مواشي.. تمت مراجعة الكشف مع شيخ القرية وهو أصلا الشخص الذي يكون برفقتنا في الجولة…وقمنا بالتعديل في الكشف فردا فردا حذف وإضافه مع التزام الشيخ شمس الدين بالكشف تنفيذا
… هنا اندهش أحمد العاقب وراقت له الفكرة التي لم تخطر على بالة وأعجب ضابط المجلس بالفكرة وقال لهم هدف المجلس تحقيق ربط من القرية سنوي وإذا وجدنا من يلتزم بحقوق المحافظة فمرحبا ونبارك الخطوة… فكانت تجربة طبقت في ما بعد في العديد من القري
… العبرة في القصة والرواية في زمن لا بترول ولا ذهب لا صادر ولاعائد يذكر فكانت الإيرادات ذاتية مباشرة علي قلتها وكانت الضمائر صاحية علي كثرتها… فكان صلاح يتبني حق الدولة وهو محاسب دون التشفي في المواطن… وكان الشيخ شمس الدين ود ابراهيم رمزا لعضو لجنة مناقشة القوانين المصاحبة للموازنة بمحافظة الجزيرة دون اجتماعات وحوافز… كان الشيخ شمس الدين ينفق علي أتيام تحصل المال بدلا من أن تكافئة علي جليل عمله..
كان يكرمهم بود طبيعي كأبنائة…. كان يتدثر الهدوء في مواطن الغضب لحلحلة المشاكل… وكان فقادا لرعيتة إقتدت به في ظروف اقتصادية متواضعة في جل الجزيرة…
…. من تلك الروايات يتأكد بأن اي عجز في تحصيل موارد مالية من الشعب السوداني كممول فأن السبب لم يكن المواطن فسألوا الموظف لم عجزت ولا تقولوا له لماذا عجز المواطن؟؟ في هذا الزمان الذي غاب فية أخوة الشيخ شمس الدين ودأبراهيم ورفاقة…… وقد حاول العم محمد شريف شمس الدين أن يسلك ذلك الطريق الشاق لوالده فأبلي بلاء حسنا في رتق النسيج الإجتماعي بنفسة وماله رحمه الله وإستلم منه الراية أخية العم الصديق شمس الدين فهو مدرسة متفردة في الخيرات من تلك الشجرة الطيبة حيث والده وأخوه فكان همه مابين مدارس أسسها ومساجد شيدها ودور لمساكين قد بناها ونفقات متعددة الله يتولاها قبولا وإحسانا وجعل الله البركة في الذرية والعقاب
ولكم ودي
واتس 00249123716220

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق